لم تكن السيدة فاطمة الطويرقي «أم محمد» التي استوقفت أمير منطقة مكةالمكرمة قبل أربعة أشهر عند زيارة قام بها إلى سد أم الخير للوقوف على حجم الضرر الذي خلفته سيول جدة الأخيرة، تتوقع أن تلعب الأقدار دورا لتجعلها تقف إلى جانب من استوقفته لشرح معاناة أهالي الحي لتدشن معه المشروع الذي سيكون له الدور الأكبر بعد الله في حماية أهل «أم الخير» من مخاطر السيول والأمطار. ودشن أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الفرعية لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول الأمير خالد الفيصل أمس برفقة «أم محمد» والمواطن محمد الجهني الذي كان منفعلا هو الآخر عندما التقى الأمير في وقت سابق لغيرته على الحي الذي يقطنه، ودشنوا المرحلة التنفيذية للحلول العاجلة في حي السامر، وتم الإعلان عن الشركة المنفذة الفائزة بتنفيذ أول الحلول العاجلة، وتم توقيع الاتفاقية مع هذه الشركة التي ستعمل على فتح مجاري الأودية في منطقتي أم الخير والسامر. وقال الأمير خالد الفيصل «نجتمع اليوم لننفذ ما أمر به سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني بالبدء فورا بمشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول في مدينة جدة، هذا المشروع الذي حظي باهتمام القيادة منذ اليوم الأول للفاجعة التي مرت بها المدينة جراء السيول التي تكالبت عليها في 1430 و1431ه». وأضاف «كانت توجيهات القيادة واضحة وجلية بأن تذلل كافة العقبات، وتسهل جميع السبل لدراسة ومعالجة وتنفيذ مشاريع تصريف السيول والأمطار في جدة، وقد شكل خادم الحرمين الشريفين لجنة وزارية يرأسها الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني ووزير الداخلية وعضوية وزراء الشؤون البلدية والقروية والمالية والنقل والمياه والصحة وأمير منطقة مكة، وانبثق عن هذه اللجنة لجنة وزارية برئاسة أمير منطقة مكة وعضوية وزير الشؤون البلدية والقروية ووزير المالية ووزير النقل ووزير المياه للبدء في تنفيذ التوجيهات الكريمة واستغلال هذه الأوامر الاستثنائية للبدء فورا بمعالجة هذا الوضع في هذه المدينة، وبدأنا جميعا بعمل سريع وانقسم المشروع إلى قسمين قسم للمشاريع العاجلة التي نأمل منها تخفيف ناتج هذه السيول وأخطارها على المدينة خلال الموسم المقبل، والمشروع الآخر وهو الحل الدائم الذي سبق قبل أسابيع توقيع عقده مع الشركة العالمية لعمل الدراسة، وبدأت الدراسة وستنتهي في موعدها المقرر». وأكد بدء العمل على حل مشكلات الأحياء بفتح قنوات فيها وربطها بالقنوات القائمة في جدة، وأضاف «قامت الأمانة بطرح المشروع بعد دراسته وقد تم ترسية المشروع على شركة المباني «مقاولون عامون» لتنفيذ المشروع بقيمة 264 مليون ريال على أن ينجز خلال 197 يوما، ونرجو أن يخفف هذا المشروع الكوارث التي نأمل أن نتلافها في الموسم المقبل للأمطار». وعند لحظة التدشين الرسمية دعا أمير منطقة مكة أم محمد ومحمد الجعيد لتدشين المشروع باسم خادم الحرمين الشريفين، وقال «عندما زرت حي أم الخير إبان الأمطار التي هطلت على جدة التقيت عددا من السكان منهم أم محمد وقالت حينها سمعنا كثيرا من الوعود التي لم تنفذ وقلت لها في حينه إن هذا الوعد سينفذ لأنه من خادم الحرمين الشريفين، وهو ما تم». وقالت فاطمة الطويرقي «أم محمد» «هذا شرف لنا يا صاحب السمو.. جزيت كل الخير أنت رجل قلت وفعلت، ونحن اليوم نحتفل بتدشين هذا المشروع وهو بتوفيق الله ثم بجهودك وكافة المسؤولين في الدولة على رأسهم خادم الحرمين الشريفين»، وأشارت إلى أن الوعد الذي قطعه الفيصل بات ماثلا أمامها مرددة في حديثها مع «شمس» «رجال هذا البلد وقادته، يقولون ويفعلون» .