أعينوني لوقف السطو على الأراضي الحكومية طوت جدة أمس، صفحة من الخطر والرعب الذي عاشته طوال عامين من جراء ترقب تكرار كارثتي السيول عندما أعلن رسميا عن الانتهاء من المشاريع العاجلة التي تتضمن 14 مشروعا. وخاطب الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة الأهالي قائلا: "ما أطلبه من سكان شرق جدة أن يعينوني على وقف سطو المفسدين بالاستيلاء على الأراضي الحكومية، ليحرموا الأهالي من أراض خصصت أو ستخصص لمشاريع مرافق تعليمية وصحية واجتماعية". وقدم الأمير خالد الفيصل شكره وتقديره إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية على الدعم اللامحدود والمتابعة الدائمة التي حظيت بها مشاريع درء مخاطر السيول في جدة، وذلك خلال إعلانه أمس انتهاء المشاريع العاجلة وقت وقوفه على مشروع سد أم الخير. وقال "لدينا ملك استثنائي وولي عهد مميز وشعب أبي، أفلا نرتقي بأعمالنا وفق تطلعات قيادتنا"، مؤكدا أن ولي العهد بوصفه رئيس اللجنة الوزارية لمشاريع جدة، تابع ويتابع كل تفاصيل المشروع، كما قدم أمير منطقة مكة شكره وتقديره لجميع الوزارات والقطاعات الحكومية والمقاولين وفريق المشروع. وحول وجود رقابة من إمارة منطقة مكة على مشاريع القطاعات الخدمية التي تمس المواطن لتحديد المتعثر منها والمتأخر، قال الأمير " توجد رقابة ومتابعة، وفي هذا اليوم تحديداً، وقعت مجموعة من الخطابات الموجهة لإدارات حكومية عن مشاريع متعثرة ومتأخرة تبلغ تكلفتها مليارات، وطلبت منهم التوضيح لهذا التعثر أو التأخير، وإن كانت توجد طريقة لمساعدتهم لتجاوز التعثر أو التأخير". وأكد أن العمل في مشاريع الحلول الدائمة بدأ بالتزامن مع مشاريع الحلول العاجلة التي انتهت في موعدها المحدد. ولفت إلى أن المشاريع الدائمة ستأخذ وقتاً أطول في التنفيذ خلال سنوات عدة خلافاً للمشاريع العاجلة التي شدد على وصفها بأنها تخفف مخاطر السيول والأمطار ولا تمنعها، وقال إن هذه المشاريع تخفف مخاطر وكوارث الأمطار والسيول ولا تمنعها، فنحن لا نستطيع أن نقف أمام قدرة الله تعالى. وكشف أمير منطقة مكةالمكرمة النقاب عن الانتهاء من إنشاء خمسة سدود نفذتها أمانة جدة، فضلاً عن إنشاء ثلاث قنوات تقع في الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية. وبين أن المشاريع العاجلة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول تتضمن إنشاء سدي أم الخير والسامر، فضلا عن 12 مشروعاً تشمل قنوات للتصريف. وأكد الأمير خالد الفيصل أن العمل بدأ فعلياً في المشاريع الدائمة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول في جدة، مشيرا إلى أن شركة أيكوم - استشاري المشروع - ستقدم خلال الأسابيع المقبلة الدراسة الكاملة، تمهيداً لدعوة الشركات والتقدم بعطاءاتها، وأن التفاصيل سيتم إيضاحها ونشرها تباعاً، مؤكداً أن العمل في مشاريع جدة مستمر ولم ولن يتوقف. وذكر أنه مطمئن إلى مستوى تنفيذ المشاريع العاجلة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول وفقاً لمواصفات وكفاءة وجودة عالمية، وقال "استناداً إلى تقارير المسؤولين والمراقبين، فإني متأكد من جودتها العالية وليس هناك ما يدعو إلى القلق والخوف، فهي على مستوى المشاريع العالمية، مشيراً في السياق ذاته إلى أن المشاريع العاجلة خضعت لمراقبة وإشراف من قبل المسؤولين في المواقع وفي المكاتب". واعتبر الأمير خالد الفيصل أن تجربة المشاريع العاجلة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول، تجربة استثنائية ولا يوجد لها شبيه، وتمنى أن تؤخذ كمشروع مستقبلي يدرس كحالة استثنائية، مستطرداً "أما بالنسبة للإدارة المحلية، فإن المشروع خاض تجربة فريدة من التنسيق بين الإدارات الحكومية من جهة وبين فروع الوزارات من جهة أخرى"، مضيفا "إن المشروع أثبت أن الإنسان السعودي قادر على أن يكون على مستوى المسؤولية والعالمية إذا أعطي الفرصة" وفي السياق ذاته، أوضح أن المشاريع العاجلة تميزت بميزة مهمة تتمثل في وجود فريق سعودي شارك بفعالية في جميع قطاعاته بدءاً من الدراسة مرورا بالتنفيذ والإشراف والرقابة. وتلقى الأمير خالد الفيصل شكراً وتقديراً من أهالي حيي السامر وأم الخير حيال إنجازه الوعد الذي قدمه إليهم لدى البدء في تنفيذ مشاريع الحلول العاجلة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول بأنه سيكون في موعده المحدد، وأكد المواطن ردة الطلحي من أهالي حي السامر أن أمير منطقة مكة أنجز الوعد ونفذ المشاريع التي وعدهم بها، فيما كان البعض يشكك في سرعة تنفيذها في الوقت المحدد والبالغ 110 أيام. وحرص الأهالي الذين حضروا إلى مقر حفل تدشين سد أم الخير، على تقديم الشكر إلى أمير منطقة مكةالمكرمة لإنجازه المشاريع العاجلة والتي بثت الطمأنينة في قلوبهم خوفاً من كوارث السيول والأمطار، ورد عليهم الأمير "الشكر لله تعالى ثم للقيادة على هذا الإنجاز، ويشرفني أن أكون خادماً لكم". ووعد أمير منطقة مكةالمكرمة المواطنة فاطمة الطويرقي من أهالي مخطط أم الخير بأن يكون مخطط شرق جدة على أحدث ما وصل إليه التخطيط العالمي، حيث ستنتشر مراكز الأحياء والمراكز الثقافية والاجتماعية، والخدمات الصحية والتعليمية في جميع الأحياء. من جهته كشف ووفقا ل «الاقتصادية» الدكتور هاني أبو راس أمين محافظة جدة عن إعداد خطة وآلية لمعالجة الأخطاء في تنفيذ المشاريع، مشيرا إلى أنه تم أخيرا عقد اجتماع موسع مع الجهات الحكومية المعنية وبمشاركة هيئة الرقابة والتحقيق لمعالجة الأخطاء في المشاريع، كما أن الجهات الحكومية بدأت بالتواصل مع الأمانة، وتم رفع توصيات وقريبا ستصل الأمانة لتوصية محددة تضعها موضع التفعيل. وأبان أن مشروع أم الخير هو عبارة عن سد بطول 1100 متر تقريبا وبارتفاع سبعة أمتار، وتم تعزيزه بحائط عازل وصل متوسط عمقه إلى ستة أمتار، وكذلك قناة مفتوحة بطول 730 مترا وعرض 33 مترا وعمق 3.5 متر، ربطت بمجرى السيل الشمالي من خلاله فرعه الجنوبي الشرقي. ولفت إلى أن المشروع اشتمل أيضاً على إنشاء عبارتين وأحواض تهدئة غرب السد مباشرة. أما مشروع السامر فاشتمل بحسب الدكتور أبو راس على أعمال تعزيز لسد السامر، وإنشاء جدار عازل وصل عمقه إلى 20 مترا وقناة مفتوحة بطول 3300 متر وعرض 40 مترا وعمق 4.5 متر، ربطت بمجرى السيل الشمالي القائم والواقع في شرق تقاطع شارع الأمير محمد بن عبد العزيز وطريق الحرمين. وأضاف أن المشروع اشتمل أيضا على إنشاء خمس عبارات لربط جنوب المنطقة بشمالها، إضافة إلى مشروع ترحيل خطوط التحلية الواصلة من محطة الشعيبة إلى شمال جدة. وأكد أبو راس أن المهمة سهلة، ولكن وفور تكليف أمير المنطقة لأمانة محافظة جدة بتنفيذ مشروعي السامر وأم الخير في 16 /5/1432، بدأت الأمانة بالتعامل مع الموضوع بمنهج علمي اعتمد على تحديد وتنسيق مجموعة كبيرة وأساسية من المهام نفذت بالتوازي في أغلب الأحيان. من جانبه، بين المهندس أحمد السليم مدير مشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول أن مشاريع الحلول العاجلة والدائمة لتصريف مياه الأمطار حظيت باهتمام بالغ من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده رئيس اللجنة الوزارية التنفيذية لمعالجة أخطار السيول في محافظة جدة، وقيادة حكيمة من الأمير خالد الفيصل رئيس اللجنة الوزارية الفرعية، وقال "حينما ندشن اليوم المشاريع العاجلة فإننا لسنا نعلن افتتاح مشروع فقط، بل نعلن تعاونا فريدا من نوعه بين كل الجهات العاملة في محافظة جدة والمواطن والمقيم وفريق المشروع. وشدد السليم على أنه ليس ثمة شك في أن تضافر الجهود في إدارة العمل بين فريق المشروع والجهات الحكومية أدى إلى إنجاز هذا المشروع في زمن قياسي، وستكون حجز الزاوية في بناء فريق متكامل من جميع الجهات الحكومية للعمل من أجل هدف واحد أثناء تنفيذ الحلول الدائمة.