سعت القوى العالمية، أمس، إلى إحياء خطة متعثرة لانتقال السلطة باليمن أعدت بوساطة خليجية تفضي إلى تنحي الرئيس علي عبدالله صالح بعد أشهر من الاحتجاجات التي قابلها بالعنف والتحدي. وانسحبت قطر، التي قامت بالوساطة في عدة صراعات بالشرق الأوسط وإفريقيا، من الخطة قائلة «دولة قطر اتخذت هذا القرار مضطرة بسبب المماطلة والتأخير بالتوقيع على الاتفاق المقترح في المبادرة مع استمرار حالة التصعيد وحدة المواجهات». وظل الاتفاق على حافة الهاوية لأسابيع لرفض صالح التوقيع على الخطة. ومن المقرر أن يزور الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني صنعاء لمناقشة الخطة، اليوم. نددت وزارة الخارجية الأمريكية بأعمال العنف. وقال مارك تونر المتحدث باسم الوزارة: «ندعو جميع الأطراف إلى توقيع الاتفاق وتنفيذ بنوده لضمان انتقال منظم وسلمي للسلطة». وأضاف «يجب أن يبدأ هذا الانتقال فورا حتى يحقق الشعب اليمني طموحاته بمستقبل أكثر إشراقا ورخاء». وانضمت فرنسا التي تصدرت الجهود الدبلوماسية مع تصاعد العنف في ليبيا وسورية إلى أمريكا في دعوة صالح لقبول خطة نقل السلطة. وأشاد المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو بالجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في المساعدة على إنهاء الأزمة القائمة حاليا في اليمن بالإضافة إلى القضايا الإقليمية الأخرى. وأوضح أن الاتفاق هو السبيل الأمثل للوصول إلى حل سلمي للأزمة يضمن استقرار ووحدة البلاد. وأكد نائب وزير الخارجية الألماني فيرنر هوير أن القمع ليس هو الحل للفراغ السياسي والمشكلات المتفاقمة باليمن وأنه يجب محاسبة المسؤولين. وأضاف في بيان «مطلوب من الرئيس صالح فيما يتعلق بعرض الوساطة الخليجية أن يساعد في انتقال سياسي منظم دون تأجيل». من جهة أخرى، دعا الرئيس صالح، أمس، إلى إجراء حوار مع تجمع أحزاب المعارضة التي تعمل تحت غطاء «اللقاء المشترك»، رغم أنه وصفها بأنها «تخريبية وقاتلة». وأوضح في كلمة أمام عشرات الآلاف من أنصاره بالعاصمة صنعاء فيما أطلقوا عليه «جمعة الوحدة» «كفاكم لعبا بالنار، سيكون شعبنا مضطرا ومعه القوات المسلحة لعدم الوقوف مكتوفي الأيدي وأن يرد الرد الشافي». واتهم صالح المعارضة بأنهم «قطاع طرق وقتلة» غير أنه قال «ندعو أحزاب اللقاء المشترك من جديد للحوار البناء في أي مكان»، وطالبهم بتحكيم العقل والمنطق. وفي المقابل، خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة إلى الساحات الكبرى في 17 مدينة بأنحاء البلاد لمطالبة صالح بالتنحي. وجاءت الدعوة ل«جمعة الإصرار» بعد إعلان قطر انسحابها من المبادرة الخليجية التي تهدف لإنهاء الاضطرابات في اليمن، منتقدة تأخير التوقيع على الاتفاق واستمرار أعمال العنف. وكانت الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي عرضت أن تقوم بدور الوساطة في اليمن ولا يزال صالح يتحدى الجميع، رغم الضغوط المتنامية من دول الجوار، لنقل السلطات لنائبه في إطار مقترح صاغته المبادرة. وينص المقترح الخليجي على السماح لصالح بالبقاء على رأس الحزب الحاكم مع منحه حصانة من الملاحقة القضائية. وكانت الاحتجاجات اندلعت في اليمن في يناير الماضي، وازدادت حدتها في فبراير عقب تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك .