لا يبرح القطار أن يفارق مخيلتي كلما مر سريعا على شاشة تلفزيون أو قرأته خبرا صحفيا أو مقالا أو حتى حديثا في مجلس. أشعر بأنه مطلب حيوي فات على تحقيقه عشرات السنوات في وطن متباعد الأطراف ويملك ثروة لا تشكل قيمة أغلى نوعية منه نسبة بسيطة لا تكاد تذكر فضلا عن أنه قد يخفف من نزيف الحوادث المرورية بشريا وماديا إلى درجة أن ينام معها «ساهر» على الطرق السريعة قرير العين. إذن لماذا تأخرنا؟ طرح أستاذ جغرافيا النقل في جامعة الملك سعود الدكتور سعد الحسين سؤالا مغريا يقول فيه: هل يمكن أن تسكن الهفوف وتعمل يوميا بالرياض؟ الإجابة تكمن في القطار بعد أن وصلت سرعته إلى 500 كم \ساعة. واستطرد الدكتور بكتابة متخصصة وشاملة عما يمكن أن تفعله شبكة القطارات في إحداث نقلة نوعية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية. تم تأمل أن يحظى مقاله بدراسة متأنية من قبل الجهات المختصة ونحن معه نأمل ونتمنى ونطمح أن يتحقق هذا الحلم. الذي ليس بيننا وبينه إلا خطوة عملية واحدة تنقلنا إلى مرحلة متقدمة من النقل وتفتح آفاق الخيار الأنسب للنقل في بلد شاسع مثل السعودية. وفي النهاية تجعلنا نحقق أمنياتنا في الطفولة حينما تلعب ونشكل من أجسادنا الصغيرة طابورا على هيئة قطار وننشد: أنا القطار السريع، «تووت تووت» امشي ولا أستريح «تووت تووت».. إلى آخر اللعبة. لا أدري إن كنا نطالب منذ ذلك الزمن الجميل بخدمة غائبة كشفت لنا أحلام الطفولة أنها ضرورية للمستقبل، وتحول المستقبل إلى حاضر ولم يصل القطااااار.