بعد جهد يؤسس رواد ورائدات الأعمال ما كانوا يحلمون في عملهم الخاص. ما إن يبدأ العمل حتى يدخل في الخط طابور الناصحين لتطوير العمل. مثل هذا الطابور من الناصحين موجود في كل مكان وجاهز لإعطاء الحلول لكل شيء. أنهم لا يؤمنون بالتخصص وإنما بما صادفهم من أحداث في حياتهم يعتقدون أنها أثرت تجربتهم في الحياة بما فيه الكفاية ليقدموا النصح للآخرين. الحقيقة أن المشكلة ليست في الناصحين ولكنها في الطرف الآخر الذي يسمع النصيحة. البعض من رواد ورائدات الأعمال يصغون للنصائح التي يسمعونها ويتفاعلون معها ظنا منهم أنها الطريق السليم لزيادة المبيعات أو تحسين الأداء. عند تحليل هذه النصائح نجد أنها متضاربة وتقود لطريقين مختلفين في التعامل مع ظروف التشغيل اليومية. متى ما أصغوا لهذه النصائح غير المنضبطة يبدأ التخبط ثم الانحدار سريعا. من جهة أخرى أتفهم حرص الرواد والرائدات على الاهتمام بكل ما يطرح عليهم لتطوير عملهم التجاري الذي في الأساس منبعه هم تسديد الدين الذي حصل عليه لتأسيس المشروع أو الرغبة في النمو والانتقال خطوات للأمام لكن في كل الأحوال يجب الانتباه من الحماس تجاه الأفكار دون دراسة وتمحيص وسؤال المختصين. قبل أيام كنت مدعوا للعشاء عند أحد الأصدقاء مع مجموعة من أصدقائه المقربين، وكان محور الحديث في غالب الوقت عن المخبز الآلي الذي افتتحه حديثا. خلال الحديث بدأ أصدقاؤه يرسلون عليه سيلا من الاقتراحات المتناقضة والأفكار التي تبدو في ظاهرها براقة ولكنها تقود للتشتت. خلال هذا السيل كنت أركز على صديقي صاحب المخبز وأعجبني ردة فعله على كل ما يقال. لم يكن يتفاعل مع أي فكره بل ينظر إلى المتكلم دون أن يفتح فمه ودون أن يعطيه أي تلميحه أنه معجب أو متضايق من الفكرة ولسان حاله يقول لهم أنا أكثركم معرفة بظروف عملي وما تقولونه فكرت به منذ زمن.