أكدت هيئة الطيران المدني توسعها في عملية تأهيل الشباب السعودي للعمل في قطاع الطيران في ظل التوسعات العديدة التي تشهدها المطارات السعودية حاليا، وتوقع نائب رئيس الهيئة عبدالعزيز العنقري زيادة نسبة السعودة في ظل توسع عمليات الشركة بين الهيئة والقطاع الخاص، مشددا على تفعيل دور القطاع الخاص ومشاركته بالمشاريع الحكومية وجعل الاستثمار في قطاع الطيران يمثل قيمة مضافة في الناتج المحلي للمملكة، إضافة إلى تعظيم القيمة الاقتصادية للمشاريع الاستثمارية في قطاع الطيران. وقال العنقري خلال تدشين مبنى الطيران الخاص التابع لشركة جيت أفييش jet Aviation بحضور عدد من المسؤولين ورجال الأعمال إن المملكة تسعى للاستفادة من تجارب وخبرات الدول في مجال الشراكة بين القطاعين العام والخاص والمعروف باسم PPP في مشاريع الطيران المدني، مؤكدا إيمان القيادة بأهمية الدور الذي يلعبه هذا القطاع الحيوي كشريك اقتصادي في التنمية فحرصت على تفعيل دوره ومشاركته وأناطت به تنفيذ عدد من مشاريع البنية التحتية والتنموية في عدد من القطاعات، وقال إن حكومة المملكة اتخذت خلال الأعوام السابقة عددا من القرارات التي ساعدت في هذا التوجه ويأتي في مقدمتها التخلي تدريجا عن ممارسة أي نشاط اقتصادي يمكن أن يقوم به القطاع الخاص. وأشار نائب رئيس الهيئة العامة للطيران المدني إلى أن المملكة تشهد نموا اقتصاديا هائلا يتمثل في إطلاق الحكومة لحزمة من المشاريع التنموية مما جعل الفرصة مواتية لتعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية المهمة وقال: «لقد حان الوقت لتعزيز أداء القطاع الخاص لخدمة أهداف التنمية الشاملة بالمملكة وتحقيق رؤية القيادة الحكيمة في تمكينه من القيام بدور كبير في مجالات متعددة خاصة في ظل الاعتراف بقدرات هذا القطاع الحيوي على تنفيذ المشاريع وإدارتها». وبين أن الهيئة العامة للطيران المدني حريصة في مرحلة التحول على الانفتاح على القطاع الخاص، وأكد أن العلاقة بين القطاعين تحقق العديد من المكاسب وفي مقدمتها سرعة تنفيذ المشروعات وتحسين الخدمة للعملاء وتعظيم المردود المالي، وأوضح أن الهيئة انتهجت أساليب الشراكة مع القطاع الخاص وفق عدد من الأساليب المختلفة مثل أسلوب «البناء والتشغيل وتحويل الملكية» BOT وأسلوب «البناء وتحويل الملكة والتشغيل» BTO، فجاءت النتائج إيجابية. ورصد عدد من الأمثلة للتجارب الناجحة لتلك الشراكة منها مشروع تطوير وتشغيل مجمع صالات الحج والعمرة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي الذي تم إنجازه بالكامل والأسواق الحرة في المطارات الدولية، ومشروع محطة التحلية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي الذي نفذ بالكامل بأسلوب BOT وبدأت المحطة في الإنتاج وتسعى الهيئة الآن على استكمال ترسية مشروع تطوير مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة بأسلوب BOT وكذا مشروع مطار حائل الدولي بمدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية بجانب ترسية عقد امتياز الإعلانات والدعاية في مطارات المملكة على إحدى الشركات السعودية المتضامنة مع واحدة من أكبر الشركات العالمية المتخصصة. من جانبه أكد فهد النويصر رئيس مجلس إدارة شركة جيت أفييش Get Aviation السعودية أن المشروع يعد ثمرة تعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني التي أصبحت تشجع بقوة القطاع الخاص للاستفادة من الفرص الواعدة في قطاع الطيران المدني، مشيرا إلى أن المبنى الطيران الخاص تم تجهيزه وفقا لمعايير السلامة والراحة للمسافرين، مؤكدا على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص بما يحقق الأهداف الاقتصادية. وبين النويصر أن الشباب السعودي أصبح مؤهلا للعمل في قطاع الطيران المدني، حيث يصل عدد العاملين في الشركة من السعوديين أكثر من 50 % ومعظمهم يتولى مراكز متقدمة في الشركة، وهو يؤكد بذلك أن الشاب السعودي قادر على تقديم العطاء في ظل تشجيعه من قبل القطاع الخاص وتوفير برامج تدريبية تتلاءم مع طبيعة الأعمال التي يزاولها .