نائب أمير الرياض يعزي في وفاة عبدالرحمن الحماد    ترامب: سأوجه وزارة العدل إلى السعي بقوة لتطبيق عقوبة الإعدام    المرصد العالمي للجوع يحذر من اتساع نطاق المجاعة في السودان    عُمان تنتفض وتهزم قطر وترتقي لصدارة المجموعة الأولى    عبدالعزيز بن سعود يكرم الفائزين بجوائز مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور 2024م    خادم الحرمين وولي العهد يهنئان رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده    وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يلتقي قطاع الأعمال بغرفة الشرقية    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وجامعة الأميرة نورة تطلقان معرضًا فنيًا عن الإبل    استعراض خطط رفع الجاهزية والخطط التشغيلية لحج 1446    إطلاق "عيادات التمكين" لمستفيدي الضمان الاجتماعي بالشرقية    الأمين العام لجامعة الدول العربية يلتقي وزير الشؤون الخارجية الصومالي    مدرب المنتخب السعودي: طموحنا مستمر وسنعمل لتصحيح المسار أمام اليمن غدًا في خليجي 26    مجلس الوزراء يقر الإستراتيجية التحولية لمعهد الإدارة العامة    زراعة 153 ألف شجرة لتعزيز استدامة البيئة بالمدينة    إجراءات تركية جديدة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين    عبد العزيز بن سعد يشهد الحفل السنوي لجمعية الأطفال ذوي الإعاقة بحائل 2024    انطلاق منافسات سباقات الخيل في ميدان الفروسية بالدمام الجمعة المقبل    المملكة تُطلق الحوافز المعيارية لتعزيز الصناعة واستقطاب الاستثمارات    خطة تقسيم غزة تعود إلى الواجهة    «ليوان» تشارك بفعالية في معرض الأمانة العامة لمجلس التعاون (استثمار وتمكين)    فريق علمي لدراسة مشكلة البسر بالتمور    تشريعات وغرامات حمايةً وانتصاراً للغة العربية    "الوعلان للتجارة" تحتفل بإطلاق "لوتس إمييا" 2025 كهربائية بقدرات فائقة        "البروتون" ينقذ أدمغة الأطفال.. دقة تستهدف الورم فقط    جسر النعمان في خميس مشيط بلا وسائل سلامة    "موسم الرياض" يعلن عن النزالات الكبرى ضمن "UFC"    وزير داخلية الكويت يطلع على أحدث تقنيات مركز عمليات 911 بالرياض    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان    تيسير النجار تروي حكاية نجع في «بثينة»    زينة.. أول ممثلة مصرية تشارك في إنتاج تركي !    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع    قبل عطلات رأس السنة.. أسعار الحديد ترتفع    الجيلي يحتفي بقدوم محمد    "الصحي السعودي" يعتمد حوكمة البيانات الصحية    مستشفى إيراني يصيب 9 أشخاص بالعمى في يوم واحد    5 طرق لحماية أجسامنا من غزو البلاستيك    محمد بن سلمان... القائد الملهم    "فُلك البحرية " تبني 5600 حاوية بحرية مزود بتقنية GPS    قدرات عالية وخدمات إنسانية ناصعة.. "الداخلية".. أمن وارف وأعلى مؤشر ثقة    "الداخلية" تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    تنمية مهارات الكتابه الابداعية لدى الطلاب    منصة لاستكشاف الرؤى الإبداعية.. «فنون العلا».. إبداعات محلية وعالمية    محافظ جدة يطلع على برامج "قمم الشبابية"    آبل تطور جرس باب بتقنية تعرف الوجه    استدامة الحياة الفطرية    سيكلوجية السماح    عبد المطلب    زاروا معرض ومتحف السيرة النبوية.. ضيوف «برنامج خادم الحرمين» يشكرون القيادة    وتقاعدت قائدة التعليم في أملج.. نوال سنيور    «بعثرة النفايات» تهدد طفلة بريطانية بالسجن    رشا مسعود.. طموح وصل القمة    احترم تاريخ الأخضر يا رينارد    التشريعات المناسبة توفر للجميع خيارات أفضل في الحياة    تجويد خدمات "المنافذ الحدودية" في الشرقية    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    استشهاد العشرات في غزة.. قوات الاحتلال تستهدف المستشفيات والمنازل    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رعى حفل وضع حجر الأساس للمطار ودشن الموقع الالكتروني والشعار .. نائب المليك:مطار الملك عبدالعزيز الدولي هدية من خادم الحرمين الشريفين
نشر في البلاد يوم 12 - 01 - 2011


تصوير - إبراهيم بركات :
تفضل نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبدالعزيز بعد عصر أمس الثلاثاء بوضع حجر الأساس لمشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد بمدينة جدة وبعد وضع حجر الأساس ألقى سموه الكريم كلمة قصيرة قال فيها:
أحمد الله حمد الشاكرين ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين .بسم الله وعلى بركة الله نضع حجر الأساس لمطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد نيابة عن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، أعاده الله إلينا سالماً معافى.
أيها الإخوة :
إن مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد – هدية خادم الحرمين الشريفين لأبنائه المواطنين وضيوف الرحمن – سيمثل بإذن الله تعالى قيمة مضافة للنهضة الحضارية التنموية الشاملة التي تعيشها المملكة في عهده الزاهر – حفظه الله -وسيكون مكملاً لمنظومة المشاريع الضخمة التي يتم تنفيذها في كافة مناطق المملكةوسيؤدي دوراً حيوياً في دعم البنية الاقتصادية ، وتحقيق حياة أكثر تقدماً للمواطن الذي هو محور التنمية وهدفها .
أيها الإخوة :
لقد شهد العالم في السنوات الأخيرة متغيرات في مفهوم المطارات من حيث أهدافها ووظائفها وأساليب إدارتها وتشغيلها . وقد جاء المشروع الذي نضع حجر أساسه اليوم ليمكن مطار الملك عبدالعزيز الدولي من مواكبة تلك المتغيرات ، وليتبوأ مكانته التي تليق به بين المطارات العالمية عامة والمطارات الإقليمية خاصة ، ليصبح – بإذن الله تعالى – واجهة حضارية للمملكة.
أيها الإخوة :
إن إنجاز هذا المشروع الضخم على النحو المنشود يتطلب تضافر جهود جميع الجهات ذات العلاقة سواء كانت حكومية أو خاصة،وأن يتعاون الجميع لإكمال هذا المشروع في المدة المحددة له ليصبح أحد الصروح التنموية التي نعتز بها في وطننا الغالي ، وأحد العلامات البارزة للنهضة الحضارية التي ينعم بها شعب المملكة العربية السعودية بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – والله نسأل أن يوفقنا جميعاً لما فيه خدمة ديننا ومليكنا ووطننا.
أحد المشاريع العملاقة في منطة مكة المكرمة
وفي تصريح صحفي في حفل بدء انطلاقة تنفيذ مشروع مطار الملك عبد العزيز الجديد عبر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة عن عظيم شكره وامتنانه لنائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز .لرعايته حفظه الله ورعاه حفل وضع حجر الأساس لمشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد..
وقال سموه الكريم إن هذا المشروع الكبير يعد أحد أهم المشاريع العملاقة التي تشهدها المملكة وبخاصة منطقة مكة المكرمة ليس فقط لحجمه الضخم.. ولا لطاقته الاستيعابية التي ستواكب نمو الطلب المتزايد على الحركة الجوية عاماً بعد عام.. ولا لتصاميمه المعمارية التي ستضاهي أحدث المطارات العالمية، بل أيضاً لما سيترتب على هذا المشروع من تعزيز لدور مطار الملك عبد العزيز كمطار محوري ونقطة عبور بين الشرق والغرب ومساهمته المتميزة،
وبين سموه أن هذا المشروع جاء ليواكب إستراتيجية تطوير وتنمية منطقة مكة المكرمة التي تهدف إلى الارتقاء بإنسان المنطقة، ولذا فإن المطار الجديد يعد مكملاً لمنظومة المشاريع التي يتم وسيتم تنفيذها.. ووفقاً لتلك الإستراتيجية فإن منطقة مكة المكرمة ستشهد طفرة عمرانية ومشاريع حضارية كبيرة غير مسبوقة.
وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ان من بين المشاريع ذات العلاقة بالطيران المدني والتي ستحظى بها المنطقة مشروع مطار الطائف الإقليمي الجديد، حيث جاري دراسة المخطط العام والتصاميم اللازمة لإنشاء مطار جديد بكامل بنيته التحتية في محافظة الطائف، كما يجري العمل حالياً على اختبار الموقع والتربة المناسبتين لإنشاء أول مطار اقتصادي في المملكة وستحظى به محافظة القنفذة، ... وهناك دراسة أولية أعدت من قبل القطاع الخاص لتحويل مدرسة الطيران القائمة حالياً في رابغ إلى جامعة متخصصة في علوم الطيران،
وأضاف سموه الكريم أن مشروع توسعة وإعادة تأهيل مجمع صالات الحج بمطار الملك عبد العزيز الدولي الذي تم تنفيذه بأسلوب (BTO) وتم الانتهاء منه بالكامل، وهو قادر حالياً على استيعاب الزيادة المتوقعة في أعداد الحجاج والمعتمرين خلال العشرين عاماً المقبلة، وهو بمثابة مطار قائم بذاته وأصبح قادراً على القيام بالدور الذي تتطلع إليه حكومة خادم الحرمين الشريفين في خدمة حجاج بيت الله الحرام. مشددا على أن نمو قطاعات اقتصادية أخرى في المنطقة يتطلب توفر مطار دولي بميزات وخصائص تأخذ بمعطيات التكنولوجيا الحديثة وتضع في الاعتبار حجم ومتطلبات مشاريع تلك القطاعات..
وقال سمو الأمير خالد الفيصل : إننا نعول كثيرا على مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد في أن يؤدي دورا هاما في دعم البنية الاقتصادية لمنطقة مكة المكرمة بشكل عام ولمدينة جدة بشكل خاص.. كما أننا نتطلع إلى مساهمة المطار الجديد في تحقيق أحد أهدافنا المتمثل في تحويل مدينة جدة إلى مدينة عصرية ذات خصائص تنافسية دولية قادرة على توفير نوعية عالية من الحياة الكريمة للمواطن والمقيم وتجربة سعيدة للزائر.. وأضاف سموه الكريم أن أحد مرتكزات إستراتيجية تنمية منطقة مكة المكرمة يهدف إلى تحقيق الشراكة الجادة والفاعلة مع القطاع الخاص، ولذلك فإن مايثلج الصدر أن مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد سيوفر عدداً كبيراً من الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص.. ولذلك فإنني أدعو رجال الأعمال وكذلك سيدات الأعمال للاستفادة من تلك الفرص والمساهمة بشكل إيجابي في تحقيق النجاحات المنشودة من هذا المطار الجديد، ولعل الأهم من ذلك ضرورة استيعاب الكوادر السعودية المتخصصة فضلاً عن توفير أكبر عدد ممكن من فرص العمل لأبناء الوطن في هذا المشروع وإتاحة الفرصة لهم ليس فقط لكسب الرزق بل أيضاً لتنمية خبراتهم وقدراتهم وإمكاناتهم العملية والعلمية، ولذلك فإنني أدعو المسؤولين في القطاعين العام والخاص أن يضعوا هذا الهدف في الاعتبار..
وأردف سموه الكريم أن مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد جاء ليؤكد على أن المملكة تشهد اليوم عصر تنمية وتطوير غير مسبوق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز حفظهما الله.. ولولا دعمهما ورعايتهما للمشاريع التي نشهدها اليوم ما كان لأي منها ليتحقق..واكد سموه الكريم : أن إنشاء وتنفيذ مشروع بهذا الحجم سيتطلب تعاون الكثير من الجهات خاصة الحكومية وكلي أمل أن يتعاون الجميع مع الهيئة العامة للطيران المدني ومع الشركات المنفذة حتى يتم إنجاز المشروع على خير وجه بإذن الله تعالى.. كما أن السنوات الثلاث المقبلة – مدة تنفيذ العقد – تتطلب الكثير من الجهد وعزم الرجال المخلصين من كافة الجهات المعنية بتنفيذ المشروع، لذا فإن الأنظار ستتجه إليكم والآمال ستعقد عليكم وأنتم إن شاءالله محل الثقة.. وتتمتعون بالكفاءة والأمانة اللازمتين لتنفيذ هذا المشروع على خير وجه وبما يتمشى مع الأهداف المنشودة.
نقلة نوعية في مفهوم المطارات
وفي تصريح صحفي بمناسبة وضع حجر أساس مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد أوضح صاحب السمو الأمير فهد بن عبد الله مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لشؤون الطيران المدني نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني رئيس اللجنة التنفيذية ورئيس اللجنة الإشرافية لمطار الملك عبد العزيز الدولي بأن رعاية نائب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لهذا الحفل،ووضعه لحجر الأساس لمطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد يعكس اهتمام حكومتنا الرشيدة بقطاع الطيران المدني بشكل عام وبمنظومة المطارات السعودية بشكل خاص،باعتبارهما أحد أهم معالم مسيرة التنمية في مملكتنا الغالية..
وقال سموه إن المطار الجديد يمثل نقلة نوعية في مفهوم المطارات بالمملكة.. إذ تميزت تصاميم مرافقه بطابع معماري يضفي على المطار طابع الحضارة والثقافة الإسلامية، وعلى نحو يتفق مع بيئة المملكة، وسيتميز بكفاءة في الأداء ذات أوجه متعددة حيث سيوفر للمسافرين المساحات والخدمات اللازمة لراحتهم وفق أعلى المعايير العالمية.. وسيعتبر مطاراً جديداً ومتكاملاً من حيث مكوناته ومرافقه وعناصره.. كما سيلعب دوراً ريادياً في المنطقة بما سيتوفر له من إمكانات مثل مركز لوسائل النقل المختلفة (طيران/ قطارات/ سيارات) وقد روعي في تصميم المطار الجديد المرونة في التوسع،واستيعاب مراحل تطويرية مستقبلية، بهدف مواكبة نمو حجم الحركة الجوية المتوقعة وما سيستقطبه المطار من حركة جوية على المستوى الإقليمي الأمر الذي سيتطلب تنفيذ تلك المشاريع في المستقبل إن شاء الله.
وأضاف سموه أن العنصر البشري يظل المعادلة الصعبة والتحدي الأكبر بشكل عام، إلا أن الهيئة العامة للطيران المدني انتهجت أساليب متعددة بغية توفير قاعدة كبيرة من الكوادر السعودية المؤهلة في شتى تخصصات الطيران المدني, حيث أنشأت الأكاديمية السعودية للطيران المدني، والتي توفر لقطاع الطيران المدني التخصصات الأساسية التي يحتاجها مثل المراقبة الجوية والاتصالات والإطفاء والإنقاذ والأمن.. الخ، علماً بأن هذه الأكاديمية تم إنشاؤها ووضع برامجها الدراسية والتدريبية بالتعاون مع جامعات ومراكز تدريبية عالمية لضمان عملها وفق نموذج عالمي متقدم، كما ضم مجلس أمنائها نخبةً من رجال الأعمال والأكاديميين مما سيعزز من المستوى العلمي لهذه الأكاديمية، وعلى صعيد آخر تبنت الهيئة برامج تدريبية أخرى داخل وخارج المملكة لتدريب أعداد كبيرة من الموظفين في مجالات متخصصةٍ مثل إدارات المطارات والملاحة الجوية بأنماط تدريبية جديدة تضمن مواكبة التقنيات الحديثة والمتسارعه في مجال صناعة الطيران المدني.
وحول مستقبل المطارات الدولية أكد سموه بأنه سيتم تحويلها إلى شركات, وتمهيداً لتحقيق هذا الهدف فقد أصدر مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني قراراً قضى بتشكيل لجنة إشرافية لكل مطار دولي، بحيث يتم من خلال تلك اللجان الإعداد لهذا التحول الاستراتيجي الهام، وتعتبر تلك اللجان نواة لمجلس إدارة المطارات بعد تحويلها لشركات إن شاء الله، وتعكف تلك اللجان في الوقت الراهن على إعداد ووضع الخطط الإستراتيجية لكل مطار، ومن ثم ستقوم بمتابعة التنفيذ والأداء.
كلمة رئيس الطيران المدني
كما تحدث في حفل الافتتاح معالي المهندس عبدالله محمد نور رحيمي وعرض جوانب المشروع الكبير وقال:
في هَذَا اليومِ المباركِ يُشرِّفُني ويُسْعِدُنِي يَا صاحبَ السُّموِّ أَنْ أُرحبَ بِكمْ وبِصَحْبِكُمْ الكِرَامِ أَطيبَ وَأجملَ التَّرحِيبِ .. كَما يُشرِّفُني أَنْ أَرفَعَ باسْمِي وباسمِ زُملائِي مَنْسُوبي الهيئةِ العامَّةِ للطيرانِ المدني آياتِ الشُكرِ إلى خَادمِ الحرمينِ الشَّريفينِ وسموكِم الكريمِ عَلى اعْتمادِ مشرُوعِ مطارِ الملك عبدالعزيز الدولي الجديدِ الذي يُعتبرُ بمثابةِ إضافةٍ جديدةٍ في برنامجِ التنميةِ الذي نَنْعَمُ بهِ .. فهو هديةُ الملكِ لمواطنيهْ ، ونَدْعُو اللهَ أنْ يُلْبِسَهُ ثَوبَ العافيةِ ويُعيدَهُ لَنَا سَالماً ، كَمَا أشكرُ لسمُوكِمْْ الكريمِ تَشريفَكُمْ ورِعَايتَكُمْ لهَذهِ المُنَاسَبةِ الغالية .. لِتَضَعُوا ِبيَدَيْكُمْ الكرِيمَتَيْنِ حَجَرَ الأساسِ للمطارِ .. الذي سَيُصبِحُ بإذنِ اللهِ تَعَالى أحدَ المعالِمِ البارزةِ لِنَهْضَةِ المملكةِ الحضاريةِ .. ومرآةً تعكسُ بِكلِّ وُضُوحٍ اهتمامَ حُكومةِ خَادمِ الحرمينِ الشريفينِ وسموكِمْ الكريمِ بقطاعِ الطَّيرانِ المدنِي بشكلٍ عامٍ وبمنظومةِ مطاراتِ المملكةِ بشكلٍ خاصٍ .. حَتَّى غَدتْ رافداً أساسياً في الاقتصادِ الوطَنِي السُّعودِي ، ومحرِّكاً رئيساً لعجلةِ الحركةِ التنمويَّةِ في البلادْ .
صاحب السمو ... ضيوفنا الكرام :
أهدافُ المشروعِ لا تَقْتصرُ فقطْ على زيادةِ الطاقةِ الاستيعابيةِ وتركيبِ أَحْدَثِ الأنظِمةِ واسْتخْدَامِ أفْضَلِ التَقْنياتِ وبناءِ مرافقَ متكاملةٍ تعكسُ دورَ المطارِ كبوابةٍ رئيسةٍ للحرمينِ الشريفينِ وتُرضي تطلُعاتِ مُرتادِيه ، بل تَتَعدَّى ذلكَ مِنْ حَيثُ النموذَجِ التشغِيلي الذي سوفَ يَعملُ بمُوجبهِ لتَسخِيرِ خدماتِه لراحةِ ومتطلباتِ جمهورِ المسافرينْ وشركاتِ الطيرانِ ومقدِّمي الخدماتِ المساندةِ .. هذا مِنْ الناحيةِ التجاريةِ .. ومن الناحيةِ العملياتِيَّةِ تَمْكِينهُ لِكيْ يُصبحَ مطاراً محورياً يربطُ الشرقَ بالغربِ .. ونقطةً مهمةً لتوزيعِ المسافرينَ مَعَ التركيزِ على ربطِ العالمِ الإسلامِي . المشروعُ عبارةٌ عن مطارٍ جديدٍ بكلِ مرافقهِ .. من بنيةٍ تحتيةٍ ومنافعَ وطرقٍ ومراكزَ مواصلاتٍ وساحاتِ طيران .. وسوفَ يرتقي بمستوى الخدماتِ المقدمةِ للمسافرينَ وفقَ أفضلِ المعاييرِ الدوليةِ .. وسيدعّمُ البنيةَ الاقتصاديةِ لمنطقةِ مكةَ المكرمةِ من خلالِ توفيرِ عددٍ كبيرٍ من الفرصِ الاستثماريةِ للقطاعِ الخاصِ و الفرصِ الوظيفيةِ للمواطنينْ .
وسأتركُ الحديثَ بالتفصيلِ عن عناصرِ مَشْروعِ المطارِ للمديرِ الإنشائِي .صاحب السمو ... ضيوفنا الكرام :
يَأْتي مشروعُ مطارِ الملكِ عبدِ العزيزِ الدولي الجديدُ في وقتٍ أنجزتْ فيهِ الهيئةُ مراحلَ كبيرةً بتوجيهاتٍ كريمةٍ من سُمُوِّكِمْ ومن خِلالِ مجلسِ إدارتِهَا الموقَرْ نَحوَ التحولِ ، تَنفيذاً لقرارِ مجلسِ الوزراءِ رقم ثلاثةَ عشَرَ وتاريخ 17 /1 /1425ه والذي قَضَى بتَحويلِ رئاسةِ الطيرانِ المدني من جهازٍ حُكوميٍ يعتمدُ كلياً على ميزانيةِ الدولةِ إلى هيئةٍ عامةٍ لَهَا شخصِيَتُها الاعتباريةُ واستقلالُها المالِي والإدارِي ، تَعملُ وفقَ أسسٍ ومعاييرٍ تجاريةٍ بهدفِ تحقيقِ الاكتفاءِ الذاتِي لتغطيةِ مصاريفِها التشغيليةِ والرأسماليةِ .. وقَدْ أنْجزتْ الهيئةُ تلك المراحلَ بالتعاونِ مع بيوتِ خبرةٍ عالميةٍ ، ومن ثمَّ تمت عمليةُ التحولُ منذُ البدايةِ وفقَ أُسسٍ وآلياتٍ علميةٍ مبنيةٍ على أفضلِ التجاربِ والمُمارساتِ العالميةِ ، مُستَهدفةً تغييرِ نموذجِ العملِ ، وإعادةِ الهيكلةِ لتحقيقِ الإصلاحِ المُؤسَسي المنشودِ ، فتمَّ وضعُ برنامجِ التحولِ على نحوٍ يضمنُ أداءً متطوراً يُركّزُ على خدمةِ المستفيدينَ وتحقيقِ الجودةِ النوعيةِ للخدماتِ وترشيدِ تكلُفَتِها ، فضلاً عن جعلِ خدماتِ النقلِ الجوي مربحةً ، وحتى تتحققُ تلكَ الأهدافُ كانَ لا بدَّ في البدايةِ من استكمالِ الأُطُرِ التنظيميةِ للهيئةِ .. فتمَّ إصدارُ الأنظمةِ واللوائحِ التنفيذيةِ المُنظمّةِ لأعمالِ ومهامِ الهيئةِ مثلَ (نظامِ الطيرانِ المدني ، تنظيمِ الهيئةِ ، اللائحةِ التنفيذيةِ لنظامِ تَعريفةِ الطيرانِ المدَني) والعديدِ من اللوائحِ التنفيذيةِ التي غطَّتْ الجوانبَ الماليةَ والتراخِيصَ الاقتصاديةِ وما لهُ علاقةٌ بالمواردِ البشريةِ وحمايةِ المستهلكِ .. الخ .
كما تَمتْ إعادةُ هيكلةِ جميعِ قطاعاتِ الهيئةِ التنظيميةِ ، والرقابيةِ ، والعملياتيةِ ، ومقدمي الخدماتِ لتتوافَقْ معَ النموذجِ التشغيليِ بوضعِهَ الجديدِ ، ثمَّ جاءَتْ بعدَ ذلك مرحلةٌ أُخرى تَمثلتْ في وضعِ خطةٍ إستراتيجيةٍ عشريةٍ تنطوي على عددٍ من الأهدافِ نَذكرُ منها : جعلُ الهيئةِ العامةِ للطيرانِ المدَني جهةً تشريعيةً ، وتحويلُ جميعِ المطاراتِ الدوليةِ وقطاعِ الملاحةِ الجويةِ إلى شركاتٍ مُستقلةٍ مملوكةٍ لشركةٍ قابضةٍ تَمْلِكُها الهيئةُ ، بغيةَ تحسينِ أدائِها المالي ورفعِ مستوى خَدَماتِها على نحوٍ يَضمنُ السلامةَ والربحيةْ ، وكذلك والمضيُ قُدُماً في سياسةِ تحريرِ القطاعِ سواءً في النقلِ الجوي أو جميعِ الخدماتِ المساندةِ ، ومشاركةِ القطاعِ الخاصِ بُغيةَ الاستفادةِ من المواردِ الماليةِ والبشريةِ المتخصصةِ وآلياتِ العملِ المتوفرةِ لديهِ وباستخدامِ الأصولِ التي تَملِكُها الهيئةُ والامتيازاتِ التي تَمنَحُها .
صاحب السمو ... ضيوفنا الكرام :
ولتحقيقِ الأهدافِ المُتعلقةِ بتحسينِ الأداءِ والتشغيلِ على أُسسٍ تجاريةٍ ، وقَّعتُمْ حفظكم الله عُقودَ الإدارةِ التجاريةِ للمطاراتِ الدوليةِ الثلاثةِ معَ كُبرى الشركاتِ العالميةِ المتخصصةِ ، وقَدْ مثَّلتْ تلكَ العقودُ خطوةً هامةً للبدءِ بثقافةِ عملٍ جديدةٍ خصوصاً لدى مَنسوبي المطاراتِ الدوليةْ .
كما انتهجتْ الهيئةُ أساليبَ الشراكةِ معَ القطاعِ الخاصِ وفْقَ عددٍ منْ الأساليبِ المُختلفةِ ، ومن أمثلةِ ذلك مشروعُ تطويرِ وتشغيلِ مُجمَّعِ صالاتِ الحجِّ والعمرةِ بمطارِ الملكِ عبد العزيزِ الدولي الذي تمَّ إنجازُه بالكاملِ من قِبَلِ القطاعِ الخاصْ ، وأصبحَ بمقدُورِهِ استيعابُ أعدادِ الحجَّاجِ والمعتمرينَ المتوقعينَ خلالَ العشرينَ عاماً القادمةِ بأسلوبِ (BTO) ، وكذلكَ مشروعُ محطةِ التحليةِ بمطارِ الملكِ عبد العزيزِ الدولي الذي نُفِّذَ بأسلوبِ (BOT) وبدأتْ المحطةُ في الإنتاجِ لتفي بمُتطلباتِ المطارِ من المياهِ المحلاةِ بتكلفةٍ أقلَ بكثيرٍ مما كانَ وكفاءةٍ أكبرَ . وتعملُ الهيئةُ الآنَ على استكمالِ ترسيةِ مشروعِ تطويرِ مطارِ الأميرِ محمدِ بن عبدِ العزيزِ الدولي بالمدينةِ المنورةِ بأسلوبِ (BOT) ومن المتوقعِ أن يَبْلغَ حجمُ الاستثماراتِ فيهِ نحوَ سِتَةِ مِلْيَارَاتٍ منَ الرِيالاتِ ، لترتفعَ طاقةُ المطارِ الاستيعابيةِ إلى أثنىْ عَشَرَ مليونَ مُسافرٍ سنوياً ، كما قامتْ الهيئةُ بترسيةِ عَقدِ امتيازِ الإعلاناتِ والدِّعايةِ في مطاراتِ المملكةِ على إحدَى الشركاتِ السعوديةِ المتضامنةِ معَ واحدةٍ من أكبرِ الشركاتِ العالميةِ المُتخصصةِ ، وبموجبِ العقدِ ستحصلُ الهيئةُ على حدٍ أدنى مضمونٍ يصلُ إلى سِتَةٍ وسِتِيْنَ مليونَ ريالٍ سنوياً أو نسبةٍ من الدخلِ أيُهما أكثرْ ، و من المتوقعِ أنْ يصلَ دخلُ الهيئةِ من تلكَ الشراكةِ إلى نحوِ مئة مليونِ ريالٍ سنوياً ، كما تم استقطابُ شركةٍ عالميةٍ للمشاركةِ في تشغيلِ الأسواقِ الحرةِ من خلالِ امتيازٍ يساهمُ في زيادةِ عوائدِ الهيئةِ ويرتَقَي بمستوى الخدماتْ .
صاحب السمو ... ضيوفنا الكرام :
ولتعزيزِ عمليةِ التَّحولِ اضَّطلعتْ الهيئةُ أيضاً بتنفيذِ خطةٍ شاملةٍ لتطويرِ المطاراتِ الداخليةِ لتتواكبَ مع نموِ الطلبِ المتزايدِ بتكلفةٍ إجماليةٍ تبلغُ ثلاثةَ ملياراتٍ ونصفٍ من الريالاتِ تقريباً ، وتشتملُ على أربعةٍ وثلاثينَ مشروعاً ، تراوحتْ بينَ مشاريعَ تطويريةٍ جذريةٍ بمثابةِ مشاريعَ لمطاراتٍ جديدةٍ، وأُخرى تحسينيةٍ ، أمَّا على صعيدِ المطاراتِ الدوليةِ فقد شرعتْ الهيئةُ في إعدادِ المخططِ الرئيسِ لمشروعِ التوسعةِ الشاملةِ لمطارِ الملكِ خالدِ الدولي بالرياض .
بالنسبةِ للأنشطةِ الملاحيةِ .. فإنَّ الموقعَ الجُغْرافي والفضاءَ الواسعَ الذي حَبَى اللهُ بهمَا المملكة يُعتبرانِ مِنَ المزَايا التي يَنبغِي الاستفادةُ منهُمَا .. وقَدْ ارْتَأَتْ الهيئةُ أنَّهُ من الأجْدرِ إعادةُ هيكلةِ قطاعِ خدماتِ الملاحةِ الجويةِ ليتمَّ تشغِيلُهُ باستقلاليةٍ تامةٍ مُعتمداً في أدائهِ على مبدأِ استردادِ التَّكلفة .. والحرصِ – في ذاتِ الوقتِ – على تقديمِ أفضلِ الخدماتِ لُمستخدِمِي الأجْواءِ السعوديةِ من حيثُ السلامةُ وإدارةُ الحركةِ الجويةِ وفقاً للمعاييرِ الدوليةِ .. الأَمْرُ الذي سيُسهِمُ – وبشكلٍ كبيرٍ – في جذبِ المزيدِ من الحركةِ الجويةِ وبالتَالي تَعظيمِ إيراداتِ الهيئةْ .
وللوصولِ إلى تلكَ الأهدافِ .. قامَتْ الهيئةُ بإنشاءِ مَركزي مراقبةٍ في كلٍ من مطارِ الملكِ عبدِ العزيزِ الدولي ومطارِ الملكِ خالدٍ الدولي تم دَعمُهُمَا بأفضلِ التقنيات الحديثةِ والمرتبطةِ بشبكةٍ متكاملةٍ من أنظمةِ الاتصالاتِ والراداراتِ تُدارُ بكوادرٍ سعوديةٍ مؤهلةٍ ومدربةٍ في أفضلِ المراكزِ العالميةِ المتخصصةْ .
صاحب السمو ... ضيوفنا الكرام :
ولأنَّ العنصرَ البشريَ هو الأهمُ لدى الهيئة ، لكنَّه يمثُّلُ العاملَ الأصعبَ في نفسِ الوقتِ ، فقد وضعتهُ إدارةُ الهيئةِ في مقدمةِ أولوياتِها بدءاً من أسلوبِ ومتطلباتِ الاستقطابِ مُرورَاً بالتهيئةِ و التطوير ، وقد شرعتْ الهيئةُ في إنشاءِ الأكاديميةِ السعوديةِ للطيرانِ المدَني بالتعاونِ مع جهاتٍ وجامعاتٍ عالميةٍ متخصصةٍ ، وتوفرُ هذه الأكاديميةُ العديدَ من التخصصاتِ في مجالِ الطيرانِ المدني ، وتَمنحُ مستوياتٍ مختلفةٍ من الدرجاتِ العلميةِ ، وعلاوةً على ذلكَ كانتْ هناكَ إنجازاتٌ تدريبيةٌ داخلَ وخارجَ المملكةِ استفادتْ منها أعدادٌ هائلةٌ من العاملينَ في الهيئةِ ، ولعلَ أهمَّهَا برامجُ التدريبِ التي وفرتْهَا شَركَتَا فرابورت وشانجي المتعاقدتانِ على الدعمِ الفني لإدارةِ المطاراتِ الدوليةِ الثلاثةِ ، حيث اقْتَضَتْ تلك العقودُ على تدريبِ أعدادٍ من مُوظفِي المطاراتِ في ألمَانيَا وسنغافُورة ، كما عَمَدتْ الهيئةُ إلى توقيعِ مذكراتِ تعاونٍ معَ بعضِ الجهاتِ العاملةِ في المطاراتِ مثلَ الجوازاتِ والجماركِ والإداراتِ الأمنيةِ الأُخرى لإطلاقِ برامجِ التميزِ في المهاراتِ وسُلوكياتِ التعامُلِ معَ مُرتادِي المطاراتِ وفْقَاً لمعاييرِ الجودةِ العالميةْ . قبلَ أنْ أَخْتِمَ كلمتي أودُ أنْ أشيرَ إلى أنَّهُ بموجبِ القرارِ السامي الكريمْ ، فإنَّ تكلفةَ مشروعِ المطارِ الجديدِ سوفَ يتمُ تَغطيتُها منْ خلالِ جسرٍ تمويليٍ يتم تسديده من عوائدِ مطارِ الملكِ عبدِ العزيزِ الدولي الحاليةِ والمستقبليةْ ، ولقدْ كانَ للإجراءاتِ المُتميزةِ التي تعاملتْ بهَا وزارةُ الماليةِ معَ الهيئةِ للوصولِ إلى هذهِ الكيفيةِ من التمويل ِالأثَرُ الكبيرُ في ارتقاءِ المتخصصينَ لدينا مع الحدثْ والتعاملُ بمهنيةٍ واحترافيةٍ عاليةٍ ، حيثُ إنهُ يُعَدُ سابقةً نعتزُ بها في أسلوبِ التمويلِ للمشاريعِ الحكوميةِ .
وعلى الرغمِ من أنَّ ذلكَ يُشّكِلُ تحديَّاً لمنسوبي الهيئةِ ، إلاَّ أنَّهُ يُسعِدُنا في نفسِ الوقتِ لأنه إشارةٌ واضحةٌ إلى أنَّ الهيئةَ تسيرُ في المسارِ الصحيحِ في رحلةِ التحولِ التي استهدفَتْهَا الحكومةُ حفِظُها اللهْ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.