ربما تكون المرة الأولى في العالم التي تتفق فيها أغلب الصحف والتعليقات الصحفية، حول قضية مقتل أسامة بن لادن وتشابهت أغلب العناوين في الصحف العالمية إلا في بعض الدول التي تناصب أمريكا العداء، فقد أجمعت الصحف البريطانية الثلاثاء على أن مقتل أسامة بن لادن في باكستان يجب أن يعتبر «منعطفا أساسيا» في الحرب على الإرهاب، مشددة على إضعاف موقع القاعدة في العالم العربي. وكتبت صحيفة «دايلي مايل» «أن هذا الجبان لم يكن يستحق أكثر من رصاصة في الرأس». وأضافت «إذا كان تنظيم القاعدة يعشق الموت بقدر ما نعشق نحن الحياة «...» فإن رصاصة في الرأس كان ما يجب القيام به». وذكرت صحيفة «دايلي تلغراف» أن «القرن ال21 بدأ بأعمال إرهابية خطط لها هذا الرجل واستمرت لعقد». وأضافت أن «مقتله صدمة نفسية كبيرة لأولئك الذين كانوا يريدون إلحاق الأذى بنا». فيما ذكر تقرير صحفي أمريكي أن وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي.آي.إيه» لم تكن متأكدة بشكل تام حتى وقت قريب ما إذا كان زعيم القاعدة أسامة بن لادن موجودا فعلا في مدينة أبت أباد بباكستان، حيث قتلته قوة أمريكية خاصة أمس الأول الأحد. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء أن بعض المحللين أعطوا احتمالية وجود بن لادن في هذا المكان نسبة 60 %، بينما قدر آخرون نسبة صحة الاحتمال ب80 %. وجاء في تقرير الصحيفة أن هذا الشك تسبب في قلق رئيس المخابرات الأمريكية، ليون بانيتا، إلا أنه قرر بعد ذلك تنفيذ العملية، حيث رأى أن الرأي العام الأمريكي سيؤيد العملية حتى إذا كانت نسبة نجاحها تقدر ب50 %. ووفقا لتقرير الصحيفة، طلب بانيتا خلال لقاء سري مع أعضاء في الكونجرس الأمريكي عشرات الملايين من الدولارات، وقد حصل عليها بالفعل لتمويل العملية الباهظة التكاليف الخاصة بالحصول على معلومات استخباراتية حول المكان المختبئ فيه بن لادن. وفي فرنسا، كتبت صحيفة «لوموند» أن «بن لادن قتل عندما بدأت قدرات الإسلاميين على التعبئة والتدريب تتراجع» مشددة على أن «هذا لا يعني أن الاعتداءات ستتوقف». وكتبت «لوفيغارو» أنه «من السذاجة الاعتقاد بأن مقتل بن لادن يفتح المجال أمام عالم تخلص من ابتزاز الإرهاب». وقالت «لا تريبون» إن «تصفية بن لادن ستعطي حافزا للمتعصبين للمضي في محاولاتهم الدامية لزعزعة الاستقرار». وأضافت «هذا هو سبب إضافي لتساعد أمريكا والغرب «...» الديموقراطيات العربية الناشئة». وفي إسرائيل، كتبت صحيفة «إسرائيل هايوم» أن «إسرائيل قد تعتبر أنه من الناحية القانونية تصفية بن لادن خارج حدود أمريكا يعطيها الضوء الأخضر للتحرك ضد الإرهابيين خارج حدودها». وأضافت الصحيفة القريبة من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو «إلا أنه من المبكر الإعراب عن الارتياح لأن ما يقبله العالم من أمريكا لا يقبله بالضرورة من إسرائيل». وقالت «يديعوت أحرونوت» ساخرة «تصور رد فعل الأسرة الدولية إذا كانت إسرائيل قتلت بن لادن من دون محاكمة» كما فعلت أمريكا. وكتبت «هآرتس» أن «باراك أوباما تحول بين ليلة وضحاها من خاسر إلى بطل أمريكي. وعلى صعيد العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية الأمريكية أنه نبأ سيئ لنتانياهو الذي كان يريد أن يلعب بورقة الكونجرس ضد الرئيس خلال زيارته للولايات المتحدة خلال ثلاثة أسابيع». من جهة أخرى أعلنت مجلة «تايم» الأمريكية أنها ستصدر الخميس عددا خاصا حول أسامة بن لادن ستضع على غلافه صورة وجه زعيم تنظيم القاعدة الذي قتل، مشطوبة بعلامة حمراء كما سبق وفعلت مع أدولف هتلر وصدام حسين. وأوضحت المجلة أن العدد الجديد المكرس لبن لادن الذي قتلته مجموعة كومندوس أمريكية «ليلة الاثنين» في باكستان سيصدر الخميس. وكانت المجلة قد أصدرت أعدادا خاصة مع غلافات مماثلة في مايو 1945 بعد وفاة الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر وفي إبريل 2003 بعد إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين وفي يونيو 2006 بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي. من جهة أخرى ذكرت شركة أكامي لخدمات المشاهدة المباشرة على الإنترنت أن الأجيال المقبلة ربما تعتبر قتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، حدثا تاريخيا في زماننا، ولكن بالنسبة إلى مستخدمي الشبكة العنكبوتية فإن الزواج الملكي كان أكثر إثارة للاهتمام. وذكرت أكامي أن عدد الصفحات التي تمت مشاهدتها حول مقتل بن لادن بلغت في ذروتها نحو 4.1 مليون في الثانية في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخبار على الهواء مباشرة. وفي المقابل، بلغ عدد الصفحات التي تمت مشاهدتها بشأن الزواج الملكي أكثر من خمسة ملايين في الثانية، وهو الأمر الذي لا يجعل مقتل بن لادن واحدا من بين أكبر عشرة أحداث إخبارية على الإطلاق قياسا بكثافة المشاهدة وتبادل الرسائل عبر الإنترنت، حسبما ذكرت شركة أكامي. وكان مقتل بن لادن من بين الأحداث التي شهدت أكبر حركة مدونات حيث بلغ عدد المدونات أكثر من أربعة آلاف في الثانية. وتساوي عدد المدونات مع عدد المدونات حول كرة القدم الأمريكية «سوبر باول» ولكنه كان أقل من عدد المدونات التي بلغت أكثر من ستة آلاف في الثانية عندما استقبلت اليابان العام الجديد العام الجاري