يبدو أن جميع الأشياء المسكوت عنها في المجتمع الرياضي السعودي بدأت تظهر تباعا على السطح وينكشف أمرها بين فترة وأخرى.. ولم تعد تقاوم موجة التغيير والمد الإصلاحي في الرياضة المحلية، فتحول نقاشها إلى مستوى أكبر من (الأحاديث الشعبية الخاصة) ووصلت المنابر الإعلامية الكبرى التي فوجئت هي الأخرى بمثل هذه الأخبار المعلنة والخروج على المألوف.. ولعل ما حدث من تعاط إعلامي تجاه قضية اللاعب (تركي الثقفي) ومحاولته (رشوة) زميله العامري حارس الفريق النجراني.. يدل دلالة أكيدة على قوة صدمة مثل هذه الأخبار على إعلامنا الرياضي.. ناهيك عن المتلقي.. حتى إن تفاصيل وجوه المذيعين امتلأت حياء وخجلا جراء هذا التجاوز الرهيب في التاريخ الرياضي المحلي.. فكلنا سمعنا العديد من الأحاديث التي تؤكد وجود هذه المشكلة في منافساتنا.. لكننا لم نتوقع أن تصل إلى أجهزة الإعلام.. ولم نكن نتوقع أن تتم إثارتها على الملأ باعتبارها قضية شائكة تحتاج إلى رجل شجاع وواثق يستطيع أن يكسر حاجز الخوف الاجتماعي ويعلنها صريحة مثلما فعل (رئيس نجران) أخيرا.. فمثل هذه المشكلة لا يجب على الإطلاق حلها والتعاطي معها سرا.. لأن اجتثاثها لا يتأتى إلا بالضرب علنا والتشهير.. متى وجدت الأدلة والإثباتات التي تدين ذلك المتجاوز والقافز على الإطار الأخلاقي لمجتمعنا المسلم. والحقيقة أن قضية (الرشوة) باتت هاجسا مؤرقا في الأجهزة الحكومية ككل.. ونوقشت إعلاميا في قضايا خدمية كثيرة.. لكن الإعلام الرياضي عاش فترته الماضية على استحياء وتخوف من طرق هذا الباب وكأنه لا يريد أن يكشف المزيد في هذا الجانب المظلم.. في تأخر حقيقي لممارسة دوره الإصلاحي على الرغم من تأكيدات الأمير نواف بن فيصل ضرورة محاكمته للأخطاء التي تحصل في المنظومة الرياضية.. وإذا كان الإعلام الرياضي ينتظر مثل هذه الفرصة ويلتقط أقرب الخيوط لإثارة قضية (الرشوة) فعليه أن يبادر بكشف كل الخفايا في هذا الموضوع تحديدا لكي نتجاوز هذه المرحلة الحرجة سريعا.. ولا مانع من عودته لفتح بعض الملفات القديمة.. ومناقشة نتائج تاريخية في الدوري السعودي وصلت تحقيق الفوز بعشرة أهداف.. وهو الأمر الذي سيؤرق مضجع الكثيرين!