أكد عدد من خريجي المعاهد الصحية الأهلية أن مسلسل الإحباط و«التطفيش» الذي تمارسه معهم الهيئة السعودية للتخصصات الصحية لايزال مستمرا، فما إن يتخلصوا من مشكلة إلا ويفاجؤوا بأخرى، مشيرين إلى أن الهيئة لا تهدف من وراء تلك العراقيل إلا الحصول على رسوم تلك البرامج والدورات التي تخضعهم لها. وذكر خريجون ل«شمس» أن آخر مفاجآت الهيئة وضعها لشرط يتعلق بتجديد رخصة مزاولة المهنة الخاصة بهم والتي كانوا يعتقدون أنها تجدد تلقائيا بعد خضوعهم للاختبارات اللازمة للحصول عليها. وقال موسى الذبياني إنه عانى طويلا جراء تفنن الهيئة في وضع العراقيل أمامهم: «أصبحت أعاني كثيرا من كل ما يخص هذا المجال بسبب الهيئة، فبعد تخرجنا من المعهد، فوجئنا باختبار البروماتيك المستحدث، على الرغم من أنه يفترض أن يطبق بعد عام ولكن قبلنا بالأمر وعندما اجتزناه وحصلنا على رخصة مزاولة المهنة، توقعت أني سأجد وظيفة حكومية لكنهم قالوا إن الأمر يتم عن طريق الخدمة المدنية». وأضاف أنه وبينما كان في انتظار دوره للتوظيف اتصل به أحد موظفي الهيئة من الرياض وطالبه بتجديد رخصة مزاولة المهنة: «بصراحة توقعت في البداية أن أحد الزملاء يمزح معي لكن الأمر لم يكن كذلك. فسألته: أليس التجديد تلقائيا فأجاب بالنفي، بل وزاد أن التجديد يستلزم الحصول على شهادة خبرة لا تقل عن ثلاثة أشهر في مستشفى خاص والتدريب لمدة ثلاثة أشهر وبعد ذلك الخضوع لاختبار». أما عبدالرحمن العتيبي فذكر أنه عمل في مستشفى خاص لأكثر من ستة أشهر وقدم هذه الشهادة إلى الهيئة قبل أن يتم تجديد رخصته: «لم يكن هذا الشرط واضحا لدينا لكن يبدو أن الهيئة لا تضع هذه الاشتراطات إلا بغية الحصول على مقابل مادي، فكل اختبار نجريه أو تجديد للرخصة ندفع مقابله». في حين ذكر أحمد المالكي أن الهيئة وضعت أمامه ثلاثة خيارات لتجديد رخصة مزاولة المهنة وهي الحصول على خبرة لمدة عام على أن تكون مختومة من قبل التأمينات أو الحصول على تدريب لمدة ثلاثة أشهر في مستشفى حكومي أو إعادة الاختبار الأول الذي خضعوا له عند حصولهم على الترخيص. وأضاف أن الاشتراطات التي تضعها الهيئة أمام الخريجين عبارة عن عراقيل لكنهم مضطرون للتعامل معه. بينما انتقد مطر المطيري «ممرض بمستشفى خاص» هذا الإجراء وقال إنه يتوقع فور انتهاء رخصته بعد شهرين اتصالا من الهيئة التي ستضع أمامه تلك الخيارات، التي ذكر أنه سيتجاوزها لأنه يحمل شهادة خبرة. وأضاف أنه لم يحصل على وظيفة إلا بصعوبة لكن هناك آخرون ما زالوا يحاولون فما ذنبهم ليضعوا أمامهم تلك الاشتراطات لتجديد الرخصة خاصة أن فترة الانتظار الطويل ربما قد تنسيهم بعض ما درسوه. من جانبها حاولت «شمس» الحصول على تعليق من هيئة التخصصات الصحية السعودية لعدة أيام، لكن دون جدوى رغم وعدهم بالرد.