أصبح صراع الصدارة على أشده في كبرى الدوريات الأوروبية مع اقتراب لحظات الحسم، ورغم أن الطريق يبدو ممهدا لبرشلونة من أجل الاحتفاظ بلقب الدوري الإسباني، إلا أن الأوضاع مختلفة تماما في إنجلترا وإيطاليا، حيث بلغت المنافسة ذروتها على مركز الصدارة، وفي ألمانيا يطمح بروسيا دورتموند في حسم لقب الدوري لصالحه عند مواجهة بروسيا مونشنجلادباخ، وذلك عند انطلاق جولة جديدة من منافسات الدوريات الأوروبية اليوم. ويأمل برشلونة متصدر الدوري الإسباني وحامل لقبه، أن يقدم له فالنسيا خدمة كبيرة عندما يستضيف ريال مدريد، اليوم في المرحلة 33 من الدوري الإسباني على ملعب «ميستايا» الذي شهد الأربعاء تتويج النادي الملكي بلقب الكأس المحلية للمرة الأولى منذ 1993. وستكون موقعة «ميستايا» حاسمة لأن الخطأ أصبح ممنوعا على ريال مدريد إذ إن أي نتيجة غير الفوز ستطيح بالأمل الضئيل الذي يملكه حاليا كونه يتخلف بفارق ثماني نقاط عن برشلونة. ولن تكون المباراة سهلة على الإطلاق على النادي الملكي ومدربه البرتغالي جوزيه مورينيو في مواجهة فالنسيا الساعي إلى تعزيز مركزه الثالث المؤهل مباشرة إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، كما أن هناك خطرا أن يكون تركيز اللاعبين مشتتا نتيجة لتفكيرهم بمباراة الأربعاء المقبل أمام برشلونة في ذهاب الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا على ملعب «سانتياجو برنابيو». وهناك احتمال أن يكون رجال مورينيو «منغمسين» بخطط ال «كلاسيكو» بعد أن واجهوا برشلونة في المرحلة السابقة وتعادلوا معه 1-1 ثم أمس الأول عندما توجوا على حساب الغريم الكتالوني باللقب الأول لريال في مسابقة الكأس المحلية منذ 1993 بعدما تغلبوا عليه 1-صفر بعد التمديد بفضل البرتغالي كريستيانو رونالدو على ملعب «ميستايا» بالذات. وبدوره يأمل برشلونة أن يستعيد توازنه سريعا وأن ينسى مرارة الهزيمة أمام الغريم التقليدي، وستكون الفرصة متاحة أمامه غدا أيضا لصب جام غضبه على ضيفه أوساسونا الذي يصارع لتجنب الهبوط إلى الدرجة الثانية. ويلعب اليوم أيضا أتلتيك بلباو الخامس مع ريال سوسييداد، على أن يلعب الأحد أشبيلية السادس مع فياريال الرابع في مواجهة قوية، وراسينج سانتاندر مع ملقة، وسبورتينج خيخون مع إسبانيول، وهيركوليس مع ديبورتيفو لاكورونيا، وأتلتيكو مدريد مع ليفانتي. الدوري الإنجليزي يبحث مانشستر يونايتد المتصدر عن العودة إلى سكة الانتصارات عندما يتواجه اليوم مع ضيفه إيفرتون في المرحلة ال 34 من الدوري الإنجليزي. وكان فريق «الشياطين الحمر» أهدر نقطتين ثمينتين الثلاثاء الماضي في ختام المرحلة السابقة بعدما اكتفى بالتعادل مع مضيفه نيوكاسل صفر-صفر، لكن الحظ أسعفه لأن ملاحقه المباشر آرسنال فشل في استغلال مباراته المؤجلة مع جاره اللندني توتنهام وتعادل معه الأربعاء 3-3 بعدما تقدم عليه 3-1، ليضيف هذه النتيجة المخيبة إلى تلك التي مني بها الأحد أمام ليفربول «1-1» عندما تلقت شباكه هدفا من ركلة جزاء في الدقيقة ال 11 من الوقت بدل الضائع، علما بأن هدفه جاء أيضا من ركلة جزاء في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع. وكان تشلسي حامل اللقب المستفيد الأكبر لأنه عاد إلى أجواء المنافسة وانتزع المركز الثاني من آرسنال بفارق الأهداف كما أصبح على بعد ست نقاط من مانشستر الذي سيتواجه مع الفريقين اللندنيين في المرحلتين 35 و 36 على التوالي على ملعب الإمارات في الأول من مايو المقبل، وأولدترافورد في الثامن منه. لكن على فريق المدرب الأسكتلندي أليكس فيرجوسون التركيز أولا على مباراة السبت أمام ضيفه إيفرتون الذي كان تعادل معه ذهابا 3-3 وخسر أمامه الموسم الماضي 1-3 في «جوديسون بارك» بعد أن تغلب عليه ذهابا 3-0. وبعد أن انتهى حلم الثلاثية بالخروج من نصف نهائي مسابقة الكأس على يد الجار اللدود مانشستر سيتي «0-1»، سيكون تركيز «الشياطين الحمر» منصبا الآن على الدوري المحلي ومسابقة دوري أبطال أوروبا حيث يحل الثلاثاء ضيفا على شالكه الألماني في ذهاب نصف النهائي. ويأمل فيرجوسون أن يكون تركيز لاعبيه تاما في هذه المرحلة الحاسمة من الموسم خصوصا أنه سيواجه آرسنال في المرحلة المقبلة ثم يلتقي شالكه في الرابع من مايو في لقاء الإياب على «أولدترافورد». ويتواجه تشلسي اليوم مع ضيفه وجاره وستهام في مباراة بمتناوله خصوصا أن الأخير لم يذق طعم الفوز على ال «بلوز» منذ الثالث من مايو 2003 عندما تغلب عليه 1-0 سجله الإيطالي باولو دي كانيو لكن في ملعبه، أما الفوز الأخير له في معقل جاره فيعود إلى 28 سبتمبر 2002 بنتيجة 3-2 بفضل هدفين من اللاعب ذاته. ثم يستضيف تشلسي في المرحلة المقبلة جاره الآخر توتنهام في موقعة نارية قبل أن يحل ضيفا على مانشستر، على أن يلعب في المرحلتين الأخيرتين مع ضيفه نيوكاسل يونايتد ومضيفه إيفرتون. أما الآرسنال، فيحل السبت ضيفا على بولتون باحثا عن فوزه التاسع على التوالي على الأخير في جميع المسابقات، قبل أن يواجه مانشستر ثم مضيفه ستوك ستي وضيفه آستون فيلا، على أن يختتم الموسم بمواجهة جاره ومضيفه فولهام. الدوري الإيطالي يطمح ميلان للاقتراب خطوة إضافية من لقبه الأول منذ 2004 وال 18 في تاريخه عندما يحل ضيفا على بريشيا صاحب المركز قبل الأخير في المرحلة 34 من الدوري الإيطالي التي تقام جميع مبارياتها اليوم، وأبرزها بين إنتر ميلان حامل اللقب وثالث الترتيب الحالي وضيفه لاتسيو الرابع. وابتعد ميلان في الصدارة عن أقرب ملاحقيه بفضل الخدمة التي قدمها له إودينيزي في المرحلة السابقة بتوجيهه ضربة قاسية لآمال مضيفه نابولي في إحراز اللقب للمرة الأولى منذ 1990 عندما أسقطه 2-1 على ملعب «ساو باولو». وأسدى أودينيزي خدمة كبيرة لميلان الذي وسع الفارق الذي يفصله عن الفريق الجنوبي الحالم في الظفر باللقب للمرة الثالثة بتاريخه بعد عامي 1987 و 1990 عندما توج به خلال حقبة الأرجنتيني دييجو مارادونا والبرازيليين كاريكا وأليماو، إلى ست نقاط بعد فوزه على ضيفه سمبدوريا 3-0. وكانت الخسارة أمام أودينيزي الهزيمة الثانية فقط لفريق المدرب وولتر ماتزاري في المراحل العشر الأخيرة وكان سقوطه الأخير قبل المرحلة السابقة أمام ميلان «0-3» في 28 فبراير الماضي، في حين عاد أودينيزي إلى سكة الانتصارات بعد أن توقف مسلسل المباريات التي خاضها دون هزيمة عند 13 على التوالي بخسارته أمام ليتشي. ومن المرجح ألا يواجه ميلان صعوبة في تخطي عقبة بريشيا وتحقيق فوزه الرابع على التوالي والمحافظة على فارق النقاط الست الذي يفصله عن نابولي الذي يخوض اختبارا صعبا في صقلية أمام باليرمو. وعلى ملعب «جوسيبي مياتزا»، سيكون مدرب إنتر ميلان البرازيلي ليوناردو مطالبا بالفوز على لاتسيو خصوصا بعدما خسر «نيراتزوري» أربعا من مبارياته الخمس الأخيرة ما تسبب بتخلفه عن جاره اللدود ميلان بفارق ثماني نقاط. ويدخل إنتر إلى هذه المواجهة الحاسمة لضمان تأهله المباشر إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، كونه يتقدم بفارق ثلاث نقاط عن لاتسيو حاليا، بمعنويات جيدة بعدما قطع أكثر من نصف الطريق نحو نهائي الكأس بفوزه في ذهاب نصف النهائي على مضيفه روما 1-صفر سجله الصربي ديان ستانكوفيتش. الدوري الألماني سيكون بوروسيا دورتموند أمام فرصة أن يكون أول فريق يتوج بطلا في البطولات الأوروبية المحلية الخمس الكبرى عندما يحل ضيفا على بوروسيا مونشنجلادباخ الجريح اليوم في المرحلة 31 من الدوري الألماني. ويتصدر الفريق الأصفر والأسود الترتيب بفارق ثماني نقاط عن أقرب ملاحقيه بفضل الخدمة «النادرة» التي قدمها له غريم التسعينات بايرن ميونيخ بطل الموسم الماضي بفوزه على باير ليفركوزن الثاني 5-1 في المرحلة السابقة، فيما تغلب فريق المدرب يورجن كلوب على فرايبورج 3-صفر. ومن المرجح ألا ينجح دورتموند الباحث عن لقبه الأول منذ 2002 والسابع في تاريخه، في تخطي عقبة مضيفه مونشنجلادباخ متذيل الترتيب لكن فريق كلوب يأمل أن يدخل إلى هذه المباراة بحافز التتويج قبل ثلاثة مراحل على انتهاء الموسم لأنه يخوضها في الفترة المسائية، في حين أن ليفرركوزن يتواجه مع ضيفه هوفنهايم في فترة بعد الظهر. وفي حال نجح هوفنهايم في عرقلة ليفركوزن بالفوز عليه أو التعادل معه، سيحسم دورتموند اللقب في حال فوزه على مونشنجلادباخ، كما أن التعادل سيكون كافيا «نظريا» لرجال كلوب في حال خسارة ليفركوزن وذلك بفضل الفارق الهائل في الأهداف «44+ لدورتموند مقابل 20+ لليفركوزن» .