بعد أن كان الروماني كوزمين واحدا من أنجح المدربين خلال فترة ترؤسه للجهاز الفني للهلال، أصبح المدرب ذاته «الأسوأ» في قطر من وجهة نظر الجماهير هناك. وقبل أيام عرضت قناة الدوري والكأس استفتاء جماهيريا عن المدرب الأسوأ، وحصل كوزمين على النسبة الأعلى كأسوأ مدرب في الدوري القطري، بفارق كبير جدا عن صاحب المركز الثاني. وعند العودة لمسيرة المدرب الروماني مع الهلال نشاهده حقق نجاحات متميزة، وتغنى به الجميع من نقاد ومحللين وجماهير ووصفوه بالمدرب «العالمي»، ولكن أين إبداعه، تفكيره، دهاؤه، خلال رحلته مع السد؟ ولماذا فشل بشكل ذريع حتى أصبح الأسوأ؟ الحقيقة تقول إن الهلال وبعناصره وما يملكه من نجوم، ومن التعامل الإداري الرائع سواء مع الجهاز الفني أو اللاعبين، يجعل طريق النجاح لأي مدرب ممهد ومفروش بالورود. ومن يتابع الهلال في الوقت الراهن يجد أن هنالك خللا فنيا خصوصا في الحالة الدفاعية للفريق، ومع ذلك الفريق لا يتأثر وينتصر على خصومه. هنا لا يمكن أن نقول إن كالديرون مدرب يملك الدهاء التكتيكي الشيء الكثير، بل الحقيقة هي أن قدراته متوسطة جدا، وناجح حتى الآن لأن مجموعة اللاعبين الموجودين معه يجيدون «الترقيع» لأخطائه، حتى عندما «يشطح» ويدخل مباراة من دون ارتكاز، ويحاول أن يتقمص دور الذكي بتوظيف الشلهوب والفريدي بهذا المركز. وبعيدا عن ذلك، في الكرة الحديثة نادرا ما تجد فريقا قادرا على النجاح إذا لم يكن مميزا دفاعيا، ولنا في مورينيو والطريقة الدفاعية التي جعلته أفضل مدربي العالم في السنوات العشر الأخيرة مثالا، لأنها أنجحت مسيرته في بورتو مرورا بتشلسي ومن ثم الإنتر والآن ريال مدريد، ولا ننسى إليكس فيرجسون الذي كابر كثيرا على الهجوم، ما جعل فريقه يكتفي بالنجاحات المحلية، قبل أن يشعر بخطئه، وأصبح لا يهاجم حتى يطمئن على دفاعه وكانت مكافأة عمله خماسية تاريخية من ضمنها دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية. ولكن السؤال هنا هل كالديرون قادر على تكوين فريق هلالي مميز دفاعيا كما هو الحال مع الهجوم، وليس كعناصر فقط بل من الناحية التنظيمية؟ بالتأكيد لا.. لأنه وباختصار، مثل تلك الطرق بحاجة إلى لمسة مدرب، ولا ينفع معها الاجتهادات الشخصية، لذلك نتمنى أن نشاهد كالديرون بعيدا عن الهلال بنهاية الموسم الجاري، بغض النظر عن نجاحاته محليا فهو غير قادر على تحقيق طموح «الآسيوية»، لأنها بحاجة إلى عمل مدربين من الطراز الأول.