* كاتب في صحيفة ال »إندبيندنت» البريطانية يبحث الناس في سورية هذه الأيام عن قوات أمن »لا تعاملهم بقسوة بالغة».. على حد تعبير أحد الناشطين السوريين، تلخيصا لما يجول في خاطر الشعب تجاه القوات الأمنية في سورية؛ وكان محقا في ذلك.. إذ يحدث الشيء نفسه في بانياس، في اللاذقية، في حمص، في حلب، في درعا، وحتى في دمشق العاصمة دون أي تدخل لتحسين الوضع. وقال أحد أصدقاء الرئيس السوري بشار الأسد: »أصبح الرئيس مثل مفاعل فوكوشيما باليابان، إنه يتفكك». هل هذا صحيح؟ هل يمكن أن تكون هذه نهاية حزب البعث في سورية، وهو الحزب الذي دعمه والده حافظ الأسد لينهض بالبلاد؟. وهل هذه هي نهاية حقبة القوات الأمنية السورية؟ إنه أمر لا يصدق، رغم فشل كافة العروض التي قدمها الأسد أخيرا، وعلى رأسها إلغاء حالة الطوارئ. هناك في سورية من يقولون إن اللعبة انتهت، وإنه ليس بوسع بشار أن يفعل شيئا لإنقاذ نظامه. الأجهزة الأمنية ترتعد الآن خوفا من تعرضها لطعنة من الداخل، ولا سيما أن هناك تاريخا طويلا من عمليات التعذيب والإعدام التي تقف وراءها. وهناك العديد من المتواجدين داخل جهاز الأمن العسكري في سورية الذين يخشون من رد. ولسنوات عديدة، كان النظام يمارس أساليب القمع والانتقام على خصوم الرئيس ووالده. كان هناك »الكرسي الألماني» الذي قصم ظهر المعارضين وكان هناك »الكرسي السوري» الذي كسر ظهرهم ببطء أكثر. الرئيس الحالي يدرك كل هذا، وقد حاول أن يوقف ذلك، ونجح إلى حد ما. ولكنه لم يتمكن من تقديم نفسه قائدا ناجحا. وضمن محاولاته اليائسة لإقناع السوريين بأنه يستطيع السيطرة على البلاد، اتهم أمريكا ولبنان وفرنسا بأنها مسؤولة عن عنف المتظاهرين. لا أحد في سورية يصدق هذا. الفكرة القائلة بأنه يمكن أن تثير لبنان - ناهيك عن أمريكا وفرنسا المظاهرات، تعتبر أمرا مثيرا للسخرية. المشكلة الرئيسية للنظام تكمن في التخلص من الرجال الفاسدين داخل الحكومة وخارجها. هل يمكن أن يفعل بشار ذلك؟ هل لديه القدرة على القيام بذلك؟ هذا هو كل ما يهم الآن إذا قال إنه ذاهب لإنقاذ نظامه.