قد تتفق الغالبية على أن شبابنا لا يجدون ما يفرغون فيه طاقاتهم ويمارسون فيه هواياتهم مع مراعاة للأطر الاجتماعية والدينية، وبحكم أني من فئة الشباب فإن وسائل الترفيه لديهم تصبح شحيحة للغاية، وكلما ضاقت الدائرة وأصبح قريبا أكثر من المحافظة على الواجبات الدينية كانت الوسائل أكثر شحا وانعداما في كثير من الأحيان، وبظني أن الأمر يرتكز إلى ركنين اثنين، أولهما عدم إيجاد بدائل تناسب هذه الفئة من قبل المؤسسة الحكومية المختصة بالشباب، للشباب عموما فضلا أن يكون للشباب المحافظ، سوى الأندية الرياضية، مما انعكس كثيرا على سلوكيات عدد من الشباب الذي وجد في بيئات أخرى متنفسا ومن ثم انخرط فيها ما أوقع العديد من الشباب في فخ الجماعات المحظورة، وربما لم يكن في بادئ الأمر يتخيل يوما ما أن يتجه إليهم، لكن لأنه لم يجد ما يفرغ طاقته فيه بشكل إيجابي وعدم وجود الخبرة والتوجيه المناسب وإن كان كل ذلك ليس عذرا؛ لذا من المهم للغاية أن تقدم برامج تناسب كل فئة من الفئات الشبابية حتى تتم استفادة المجتمع منهم بشكل كامل، وهو أمر بالغ الأهمية، أما الركن الثاني والذي يقع على كاهل ذات الشباب وغياب دورهم، حيث يقع على عاتقهم مسؤولية تتعلق بعدم مساهمتهم الفاعلة والمبادرة من أجل ابتكار وسائل وبرامج تناسبهم وتفرغ طاقاتهم فيها حتى لا يصبحوا فريسة لفكرة قد تبدو جميلة في ظاهرها لكنها تحمل في طياتها الأسى والألم لذات معتنقها وللمحيطين به ومجتمعه عموما؛ لذا كم أتمنى أن ينهض كل الشباب، المحافظين منهم وغيرهم، ليسهموا ولو بفكرة فربما خدمها غيرهم ونماها حتى أورقت وأثمرت، والحديث ذاته ينسحب للنصف الآخر من المجتمع الذي بدوره عليه مسؤولية تتعلق بعرض احتياجاتهن بكل صراحة، ففتياتنا يعانين الأمرين في البيت وخارجه وبالتالي يجب أن نوجد لهن بيئات مناسبة ولو كانت منزلية، المهم أن يجدن بيئة مناسبة من ناحية دينية واجتماعية، وكم أتمنى أن يخرج كل رافض لأي فكرة قد تكون بالفعل غير مناسبة للمرأة وطبيعة المجتمع كالأندية الرياضية، بيد أن هذا لا يكفي، فالمنع وحده لم يعد مجديا، وسمعت كثيرا عن تحايلات على هذا الرفض، والحل بظني يكمن في يد من يهمه أمر شباب وفتيات مجتمعنا الكبير.. فمن يعلق الجرس؟