الشيخ إبراهيم الرويس من أشهر معبري الرؤى وله حضور طاغ عبر وسائل الإعلام المرئية، يتحدث في هذا الحوار عن آرائه الخاصة في الرؤى والأحلام، مؤكدا وجود فئة دخيلة على المهتمين الحقيقيين، ما جعلها تفرز كثيرا من المشكلات، وأصبحت استغلالا للناس خاصة بعد دخول الشركات المشغلة التي يهمها الكسب المادي، على حساب المبادئ والضمير، لكن هذا لا يعني أن الساحة بأكملها تعاني من هذا السوء ولكنه موجود من قبل فئة بسيطة. وقال الرويس إن تعبير الأحلام لا يمكن تعلمه وإنما يعود للإلهام من الله عز وجل والفراسة، والحصول على علم شرعي كاف.. إلى الحوار: من أراد أن يصبح معبر رؤى.. ما الشروط التي تراها من وجهة نظرك؟ إلهام من الله عز وجل، وفراسة، والتقوى في طلب العلم، كثير من المعبرين استفادوا مني والمشكلة أنهم أنكروا الاستفادة، ومن وجد في نفسه التأويل، كان الله في عونه، ومن لا يجد فليتق الله وأسأله سبحانه أن يهديه ويرده إلى الحق حتى لا يضلل الناس لأن تعبير الرؤى تعد فتوى، والفتوى لا يجوز أن تكون دون علم. لكن كيف يعرف المعبر؟ كانت لدي محاضرة ويشهد الشيخ عادل الكلباني، وقابلني رجل حافظ لكتاب ابن سيرين كاملا، قلت له أنت حافظ لكتاب ابن سيرين وتسألني عن رؤية، قال يا شيخ أنا تعبت، مثلا اللون الأزرق يدل على معان عدة، والكتب الموجودة في الأسواق هي لجلب المال كما قال العلامة يوسف المطلق، وهذا للأسف يقع من كثير ممن يتصدر لأجل تعبير الرؤى والأحلام وهو لا يفقه أبدا في هذا المجال، وكثيرون استعانوا بهذه الكتب وهو الأمر الذي أحب التنبيه عليه أن من حفظ كتب تعبير الرؤى أو قرأها، ثم يخرج ليعبر للناس، أرى أن هذا ليس معبرا من الأساس، فضلا عن وجود معبري رؤى ولا تؤاخذني على ذلك لا تظهر عليهم آثار الخير والصلاح، وهذا لا يعني أن هناك شكلا أو صفة محددة، لكن آثار الصلاح تدل على التوفيق من الله لهذا المعبر. وماذا عنك أنت؟ ألم تقرأ كتبا تتعلق بالرؤى؟ وكيف حصلت على هذا العلم؟ أستطيع أن أحلف أيمانا أنني لم أقرأ كتاب ابن سيرين ولا صفحة واحدة منه، ولم أقرأ كتبا تعلم تأويل الرؤى، إلا كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري، والرؤى التي أولها عليه الصلاة والسلام، ويجب أن يعي ويدرك الناس، أن الرؤى لا تعلم، وهناك أمر مهم وهو توفيق من الله عز وجل، وربما ليس سرا أن هناك علماء ويحفظون الكتب الستة، ولديهم علم غزير، لكن لم يفتح الله عليهم في تعبير الرؤى، وسأضرب مثالا على أن الرؤى لا يمكن تعلمها من الكتب هذه، مثلا الأسهم السعودية التي نزلت وخسر كثير من الناس فيها، أنا عبرت وأكدت أنها ستنزل لكن هذه الرؤيا لم تنشر، ويمكن العودة لها بالتاريخ عبر موقع اليوتيوب، وتشهد على ذلك جريدة اليوم، الشاهد أن الأسهم لم تكن موجودة على عهد ابن سيرين فما هو الرمز الذي يدل عليها، لو جاء أحد وتعلم من كتاب بن سيرين من أين سيأتي بتفسيره أو كيف يعرف أن هذا يدل على الأسهم؟ بحكم وجودك في بيئة معبري الرؤى ولك حضور إعلامي، ما حجم انتشار من تصفهم بغير المؤهلين لتعبير الرؤى؟ ليسوا قليلين في الحقيقة، وكثيرا ما أصادف وجود بعضهم في التليفزيون، ويؤلمني ما يحدث ومن خلال إجاباته يتبين أن التعبير في جهة وهو في أقصى الجهة الأخرى، وليبحث له عن شيء آخر، فتعبيره عن الرؤيا يختلف تماما عن التعبير الصحيح لها، بالتالي يعبر خطأ للناس، وهذه فتوى كما أسلفت فكيف يفتي الناس وهو جاهل. آسف على المداخلة، لكن كيف تحكم على أن هذا التعبير خاطئ وهو في الأساس ليس له مرجعية ويعد ظنيا؟ نعم، اتفق معك في رؤيتك والتعبير ظني كما قلت لكن هناك أمورا واضحة وضوح الشمس، ولا مجال للفلسفة أو محاولة تأويلها بطريقة تبين أن هذا المعبر لا يفقه في الحقيقة، وأنت مثلا لا تعرف في تأويل الأحلام، سأعطيك رؤيا وكيف عبّرها أحدهم بشكل مضحك، رأت امرأة رؤيا وقالت للشيخ يا شيخ رأيت أنني أصعد درجا، فقط هذه هي الرؤيا، مختصرة تماما، بماذا أجابها الشيخ؟ قال أنت تحبين اللون الأخضر، في نفسي كنت أضحك وأتألم في الوقت نفسه، حتى أصبح على الناس أن يصلوا إلى هذا الحد. لكن أنت ألم تحاول أن ترد على مثل هؤلاء وتبين لهم أن ما يقومون به خطأ؟ التعقيب على المعبرين لا أحبذ الدخول فيه، لأن الرؤيا فتوى، وأن أخرج أنا وأقول أنت أفتيت خطأ والآخر يخرج، سيجعل الأمر غير جيد، لكن أنا على ثقة تامة أن الناس مع الوقت سيتعرفون على المعبر الجيد من المعبر الذي لا يعرف من التعبير سوى اسمه، وهذا سيكون مجربا من خلال تعبيره لرؤاهم، وربما يمر عليك أنك تعبر عند أحدهم فيقع في نفسك أن تعبيره مجانب للصواب، أو أنه لم يعبر لك بطريقة صحيحة، وربما ذهبت إلى آخر، بالإضافة إلى أن الإعلام للأسف يقدم هؤلاء على أنهم معبرون ومبحرون في هذا المجال، وربما أعلنوا عن دورات يقدمها بعض المعبرين، وأذكر أن امرأة اتصلت بي من أجل حضور دورة في تعبير الرؤى والأحلام، في إحدى الدول العربية، وذكرت لي أسماء لشخصيات ستحضر هذه الدورة، لكني رفضت، وبعد مدة علمت أن هذه الدورة كانت مرتبة من قبل ثلاثة من معبري الرؤى، والهدف هو تنصيبهم كأفضل ثلاثة معبري رؤى في العالم العربي، والأهداف أتركها للقارئ. هل يعني ذلك أن المسألة مادية فقط؟ لا أريد أن أنحو نحو هذا الاتجاه، وأن الهدف مادي 100 %، ولكن من وجهة نظري هم يرغبون في تزكية أنفسهم وإبرازها، والأهداف الحقيقية الباعثة لهذا الأمر متعددة، لكن مع كل هذا لا يمكن أن أعفي المسألة المادية وأخرجها من الموضوع، فربما شاهدت وقرأت عن عديدين يمارسون هذا الأمر، وإن كنت لا أرى بأسا في أن يأخذ الإنسان لكن بطريقة رسائل الإس إم إس أو خلافها، أرى أن المسألة تعدت البعد الشرعي واتجهت نحو البعد المالي فقط، وبإمكانك أن تجرب إرسال رسالة لتعبير رؤيا لديك، ستجد أن الإجابة كما جاءت لإحدى الأخوات «تمتعي مع شامبو.. وبلسم» جاء الرد برسالة إعلانية، لأنهم للأسف يبرمجون بعض البرامج وهي ترد آليا على رسائل الناس، باسم الشيخ الفلاني، وهذا لعب وضحك على الذقون، وأنا أطلب من كل الناس أن يمتنعوا عن إرسال مثل هذه الرسائل لأي شيخ كان، حتى لو كنت أنا، لأن المسألة مادية بحتة كما أسلفت، إلا لو كان الذي يرد هو نفس المعبر، فإنها تستثنى لأنه الآن من يرد على الناس هي الشركات. لكن هل يمكن أن تعطي الناس إشارات ليستطيعوا التعرف على المعبرين الحقيقيين؟ نعم يمكن ذلك، وهذه أستطيع تسميتها الكلبشات التي تستطيع من خلالها القبض على هؤلاء المعبرين وتتعرف على حقيقتهم، وذكرتها للشيخ يوسف المطلق، ووافقني عليها، وقال فعلا، «هم سيُزال»، «شر سيُفرج»، «بشارة خير قادمة»، «خبر سار»، هذه ليست تأويلات، هذه بتعبير عامي بسيط، «تصريفات»، ويلجأ إليها المعبر المبتدئ، إذا تورط قالها، وخرج من الفخ. إذن أنت لا ترى التعميم وهو يدفعني لسؤالك عن انتقادات توجه لك بأنك تحدد بشكل دقيق؟ قبل أسبوع كنت عند الشيخ عبدالله المطلق «حفظه الله» عضو هيئة كبار العلماء، وتحدثنا عن هذا الموضوع بشكل مفصل، وأذكر أني قلت له بالحرف، لا أحدد يا شيخ، فقال نعم لا تحدد، وكان الشيخ خلف المطلق شقيق الشيخ وهو معبر، كان شاهدا وموجودا، فقلت يا شيخ سأسألك أمام الله عز وجل، قال لا، لا، حدد إلا 20 %، فجعلها مقيدة بنسبة، وأنا سألت الشيخ عبدالله بن جبرين «رحمه الله» وهو من الحكماء وإن كان كل علمائنا كذلك، قال لي حدد ولم ينكر علي ذلك .