وبينما تعلق قلب كل مواطن بهذه الهيئة كما لم يفعل من قبل، ورمى معظمهم شماغه أمام رئيسها تعبيرا عن مستوى «الفزعة» الطارئة والضخمة التي يحتاجها. خرج الشريف عن صمته منذ أن أنشئت هيئة الفساد ليقول إنه لا يمكن استخدام لفظ الفساد في عهد الإصلاح!. ربما شعر بحجم الملل الذي يكتنفنا تجاه هذا المصطلح الذي يعد الأكثر تكرارا إلى جانب الخلوة والفتنة والاختلاط. بالنسبة لي قررت أن أكسر الروتين قليلا وأستبدل مصطلح الفساد بكلمة البطاطس. هذه البطاطس لم تعد تصلح للقلي، ولم يعد بالإمكان مواصلة الطبخة التنموية من خلالها. متى ما وجدت هذه البطاطس ستفسد نكهة كل الخضراوات الطازجة. هذه البطاطس لم تعد صالحة للاستهلاك الوطني، ومهما كان العهد الزراعي مزدهرا، فلن يجعل منها خضراوات صالحة، لا علاقة للاثنين ببعضهما والمزارع الذكي يكتشف ذلك. يجب اقتلاع «البطاطس»، أو ستفسد المزرعة القادمة، سيكون منظر التضحية بحياة ملايين من أجل حبة البطاطس أمرا مثيرا للضحك، والخيبة ربما. البطاطسيون مدوا أرجلهم، وراحوا يعبثون مجددا، وفي الوقت الذي يحاول الجميع رسم شكل هذه البطاطس، يحزمون حقائبهم استعدادا للسفر هذا الصيف، تاركين لنا الهجير، والبطاطس وبقية الأمل الذي كنا نعقده.. وهل أتاك حديث البطاطس.