عبر أكثر من 40 طفلا وفتاة من المصابين بمتلازمة داون، عما يدور في خواطرهم، بلوحات في معرض موهبة ورسم وإبداع لأطفال وفتيات وشبان المتلازمة بالجبيل الصناعية. وحملت العبارات عدة مضامين، من بينها «دعمكم لأطفال التوحد ينهي عزلتهم، من يفهمني؟ لنتحد من أجل التوحد»، حيث وضعت اللوحات عند أحد مداخل المعرض. وتوشحت إحدى قاعات مبنى متلازمة داون بالجبيل الصناعية بأكثر من 56 عملا فنيا من عمل هؤلاء الأطفال، تزامنا مع اليوم العالمي لمتلازمة داون الذي انتهت فعالياته مساء أمس الأول. وأعجب زوار المعرض الذي أقامته جمعية إرادة، بجمال وتنسيق وتنظيم اللوحات الفنية التي تنوعت واختلفت فيما بينها بالرسم والتلوين والتشكيل والخياطة والتركيب والرسم الحر. وأوضحت إحدى الحاضرات للمعرض نوف الخالدي أنها لم تصدق بأم عينيها أن هذه الأعمال لأطفال أو فتيات أو شبان مصابين بأي مرض «ولم أشعر أن هذه الأعمال قام بعملها هؤلاء المرضى، فجميعها يدل على أنهم موهوبون في الرسم والتلوين والتركيب والأعمال الحرة، وهذا يدل على أن الله عوضهم شيئا آخر، وكذلك اهتمام المتلازمة بهم وتنمية مواهبهم بهذه الطريقة الرائعة تعكس مدى الاهتمام والتشجيع من القائمين والمشرفين على هذه الفئة الغالية علينا». وبينت أم ناصر أن المعرض الفني رائع جدا «وزاد روعته أن من قام به هم أطفالنا وأبناؤنا من المتلازمة، فهذه الأعمال تتطلب الوقت والجهد والعمل الشاق، وما قاموا به، فهو عمل يستحق الإشادة والإعجاب والتصفيق، وهذا ما نحتاج إليه من جميع المدارس والحاضانات التي تحوي على أعمال مثل هؤلاء المبدعين أن يوثقوا أعمالهم، ويحاولوا عمل معارض مثل هذا المعرض الذي أكاد أجزم أن من يراه لا يكاد يصدق أن يكون من قام به هم من أفراد متلازمة داون». وتدعو أم رنا الجميع أن يدعم مثل هذه المعارض بالحضور والتشريف أولا ثم بالشراء من مثل هذه اللوحات لدعم هذه الفئة الغالية». من جانب آخر أشارت نائب المدير العام لجمعية إرادة خلود الدبيكل، إلى أن فكرة المعرض بدأت منذ ثلاثة أعوام مضت حينما أعلن مشروع الأمير محمد بن فهد مسابقة للرسم، وبفرحة عامرة فازت إحدى طالبات المركز «فكانت كالشعلة التي أضاءت لنا درب البحث عن موهبة هذه الفئة من الأطفال، ومع الوقت تأكد لدينا امتلاكهم الطاقات الكامنة من الموهبة، فبدأنا بإعدادهم وتدريبهم لإخراج مواهبهم من خلال تسخير كادر من معلمات التربية الفنية للعمل جاهدين على توفير جميع مستلزمات العمل الفني، وجاء شعار المعرض موهبة كامنة لديهم تتجلى بفرصة تتيح لهم الرسم وليظهر الإبداع الذي ترونه حاليا لنقول موهبة، رسم، إبداع، وحاولنا في مسيرتنا هذه استخراج طاقات وإبداعات الأطفال في جميع النواحي الفنية ورسومات إبداعية، نقلا عن نموذج أو مستوحى من خيال هؤلاء الأطفال فما ترونه من أنامل رقيقة حساسة تريد أن تخرج للكون، وليرى الجميع، وليعلم أن لهم قدرات مثل أقرانهم إذا أتيحت لهم الفرص والاهتمام فإنهم سيبدعون» .