أقام مركز الخبر للرعاية النهارية في الملعب الرياضي لفندق القصيبي، أمس، مهرجان” صديقي داون ” الذي يتوافق مع الاحتفال باليوم العالمي لمتلازمة داون، وأشارت مديرة المركز سينثيا كردي إلى أن الهدف من مهرجان “صديقي داون.. العب معي” الذي تعد ( الشرق ) من أحد رعاته هو دمج أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال الطبيعيين من مدارس مختلفة، من خلال أنشطة تفاعلية، وألعاب حركية وذهنية ومسابقات وأنشطة فنية، بحيث يجلس الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة والطفل الطبيعي جنباً إلى جنب ويقومون بنفس النشاط. وأضافت ” وجهنا دعوات لجميع مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين وليس متلازمة داون فقط ، كما وجهنا دعوات لمدارس مختلفة، من خلال إرسال منشورات ودعوات للتعريف بالمهرجان”. وحول المركز قالت كردي: ” افتتح المركز عام 2005 انطلاقا من حاجتي كأم لطفل من متلازمة داون بدأت البحث عن مدرسة له ولم أجد الخدمات التي أطمح لها، وفكرت في افتتاح مركز مع مجموعة من الأخوات، فبدأنا في البحث عن مراكز لديها خدمات جيدة لأطفال داون ووجدنا الجمعية السعودية لمتلازمة داون في الرياض “دسكا”، اجتمعنا معهم وعرضنا عليهم أن نبدأ من حيث انتهوا، بحكم أن خبرتهم عمرها عشر سنوات، وقمنا بعمل عقد تشغيلي معهم للإدارة الفنية”، وأضافت: “وفروا لنا جميع المناهج والبرامج الخاصة بمتلازمة داون، وكانوا يشرفون على المركز إشرافا مستمرا، من خلال فريق كامل من دسكا، وكذلك دربوا لنا الفريق لمدة سنة كاملة في الرياض، وهدفنا الأساسي في المركز هو خلق طفل مستقل يعتمد على نفسه في جميع النواحي الحياتية”. وأشارت كردي إلى أن المركز في عامه الأول بدأ بسبعة أطفال والآن وصل إلى 25 طفلاً داخل الصفوف من أعمار ثلاث إلى 12 سنة، بالإضافة إلى أنه يستقبل أطفالا من الخارج لجلسات الإرشاد الأسري والتدخل المبكر لمن هم دون سن الثلاث سنوات . وحول وعي المجتمع بالأطفال من فئة متلازمة داون قالت كردي: “لم يعد هناك معزل بين فئات ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين والمجتمع، وقل الرفض الداخلي للمعاقين، ففي السابق تخوف الناس من أن يلعب أبناؤهم مع أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة جعلهم في معزل عنهم، إلا أن هذه النظرة قد تغيرت”، وأضافت كردي: “نشر ثقافة ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة متلازمة داون من أهم أهدافنا وذلك من خلال المهرجانات والمؤتمرات والمحاضرات في المدارس والجامعات، كذلك من خلال برنامج الإرشاد الأسري نثقف الوالدين ونوضح لهما كيفية تنمية قدرات الطفل لوضع خطة مستقبلية للطفل”. اشتمل المهرجان على أركان مختلفة ترفيهية وتعليمية وتفاعلية، من ألعاب مائية وصيد أسماك، وألعاب تركيب يشارك فيها الأطفال وذويهم، كما ضم ركنا للمطبخ يصنع فيه الأطفال الكعك والساندويتشات، والبيتزا، بالإضافة إلى أركان للرسم على الوجوه، والتلوين، فضلاً عن تخصيص ركن للماكياج ونقش الحنة، للصغيرات، والذي وجد إقبالا كبيراً من الأطفال وأمهاتهم. ونظمت المهرجات أكثر من مائتي متطوعة في جميع الأركان وجميعهن شاركن الأطفال اللعب بحماس، تقول مها الدوسري إحدى المتطوعات: “هذه هي المرة الأولى التي أتطوع فيها للعمل في المهرجان، وسعدت بما رأيت بأن أشارك الأطفال حماسهم ولعبهم، ولم أشعر بأنهم مختلفون، على العكس شعرت بأنهم مميزون”. ماريا إحدى الطفلات المميزات في المركز عمرها تسع سنوات تقول عنها معلمتها عهود: “ماريا ذكاؤها مميز، وتستوعب المعلومة بسرعة، وأحيانا هي التي تنبهني لو أخطأت، كما تحب أن تشارك زملاءها وزميلاتها اللعب وتحاول مساعدتهم قدر إمكانها، هم أطفال فاعلون في المجتمع ولكن يحتاجون للمزيد من الجهد لصقل قدراتهم “، فيما تقول والدة ماريا : “بعد دخول ابنتي للمركز تحسن لديها النطق والحركة الاعتماد على النفس، والآن هي في مرحلة تعلم الكتابة والحساب والأشكال، وفي المنزل لا أشعر بأن ماريا مختلفة كونها تلعب مع أختها التي تصغرها بسنتين بطريقة طبيعية، وكل ما نحتاجه هو المزيد من التوعية للمجتمع حول أطفال متلازمة داون”. الطفلة ماريا بعد نقش الحنة- تصوير يارا زياد