قال مدير ملتقى إبداع الثقافي الفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن، أن الأسرة والمدرسة يثلان سلاحا ذا حدين في رعاية موهبة الطفل بصورة عامة، خاصة في الفن التشكيلي، مشيرا إلى أن هناك أسرا تشجع الطفل ليكون فنانا كبيرا، دون مراعاة لعمره، ويفشل الطفل نظراً للرغبة الشديدة لأسرته، وهناك من يرى في موهبة الطفل مجرد خربشات ومضيعة للوقت والمال، وبهذا يفشل الطفل، ولا يتمكن من مواصلة تطوير موهبته، بمعنى أن موهبته توأد قبل نموها. وأشارالضامن في حديث إلى"الوطن" إلى أنه من الأفضل رعاية الطفل الموهوب، وتشجيعه بعرض رسوماته في المنزل، وعرضها لأصدقاء العائلة، وحفظ جميع خربشاته ورسومه حتى يكبر، وبين أن الطفل ينجح في تنمية موهبته، إذا لم يطلب منه ذلك بل نجعله كما هو، يعيش طفولته بكل تفاصيلها، والطفل عادة ما يرسم حسب مخيلته، بيئته، وتربيته، ويرسم ما يراه، وما يحبه، وما يكرهه، وما يتمناه وهذه الميزة يجهلها البعض في التربية، عادة ما يطلب الأهل من أبنائهم أن يكونوا مثل الكبار في خطوطهم وتلوينهم وأفكارهم، وهذا الأمر قد يقتل موهبة الطفل. وبين الضامن أنه أحياناً تنجح المدارس والأسر في تعزيز تنمية هذه الموهبة وأحياناً تفشل، والفشل يرجع لعدم احترام موهبة الطفل، وكثيرا ما يكون هناك معلم سببا في اكتشاف موهبة الطفل بأسلوبه الجميل والمحبب للأطفال، وأحياناً يحدث العكس حينما يكون أسلوبه منفرا ومحبطا للطفل فيكره كل شيء حتى موهبته. وأشار الضامن إلى إنه يمكن التدخل في تقنين الرسم لدى الأطفال حينما ندرك أنهم أحبوا الرسم ولديهم الموهبة، خاصة حينما نعرف جيداً أن الأطفال ينشؤون محبين للبحث عن المجهول، يلعبون ويلونون ويخترعون، ومتى ما كان الطفل لديه الموهبة، فسوف نستطيع تطويرها، وتنميتها، وتوفير جميع المستلزمات الفنية التي تتيح له فرصة التعبيرعن موهبته، إضافة إلى توفير البيئة المعرفية والبصرية لتزداد في مخيلته الرؤية البصرية للأشياء، وفي عمر السادسة يمكن أن يتعلم الطفل الرسم ويتفاعل مع الدروس أكثر في سن الثامنة، لأن قدرته على التعلم تكون أكثر، بينما في السنوات الأولى يكون طفلا موهوبا بالفطرة، لا يريد أن يستمع كثيراً، بل يريد أن يرسم، الطفل وقتها يتشجع حينما يجد احتراما لموهبته وطاقته، احتراما لخياله ونظرته للأشياء، بحيث لا نسخر من تفكيره، فهو خيالي بطبعه، شفاف في رؤيته، مبالغ فيما يحب ويكره. وتابع الضامن، أنه يأسف كثيرا لأن بعض الأمهات من الفنانات التشكيليات امتهن تدريب الأطفال الموهوبين، وهن لا يدركن حتى أساسيات تعليم الأطفال، وهذه أهم من وجهة نظري من القيمة المادية. وعن ارتفاع أسعار الدورات التدريبية للأطفال، والتي تعقد في بعض المراكز قال: إن ذلك يرجع لضمير القائمين على هذه الدورات. وعن عدم وجود مؤسسات أوجمعيات تحتفي برسومات الأطفال، وإغفال جانب الموهبة لدى الأطفال بصورة عامة قال الضامن: "أنشأنا جائزة الواعدين والواعدات في العام 1424، وهي لرعاية الواعدين الشباب، واكتشاف الموهوبين، وأنشأنا ملتقى ثقافة الطفل في العام 1430، ليكون ملتقى شاملا للمسرح والفلكلور والحقوق والتربية والفن التشكيلي والتصوير الضوئي، أما مرسم إبداع للفنون فقد عمل منذ بداية المركز على رعاية الأطفال الموهوبين، وتطوير مهاراتهم وتنمية شخصيتهم، ومن تلك الرعاية للأطفال الموهوبين فكرة لمعرض طفلة موهوبة جاء برغبة من والدتها".