تراجعت حدة المعارك في ليبيا بعد نحو شهر من بداية التدخل العسكري الدولي. ورفضت إيطاليا المشاركة في الغارات الجوية التي تنفذها قوات التحالف الدولي فوق المناطق التي يسيطر عليها نظام العقيد معمر القذافي. وأعلنت الأممالمتحدة، أمس، أن مبعوثها الخاص إلى ليبيا عبدالإله الخطيب التقى رئيس الوزراء الليبي محمود البغدادي في طرابلس بحضور المسؤولة عن تنسيق الشؤون الإنسانية فاليري أموس وطالبه بأن توقف السلطات هجماتها المستمرة منذ أسابيع على مدينة مصراتة التي يسيطر عليها المعارضون، وكذلك العمليات العسكرية في كافة أنحاء البلاد. دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بودابست إلى وقف فعلي لإطلاق النار في ليبيا، معربا عن عزم المنظمة الدولية توسيع نطاق مساعداتها الإنسانية ليشمل طرابلس. والتقى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الدوحة، أمس، رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل الذي يزور قطر حاليا. وتم خلال اللقاء استعراض مستجدات الأوضاع في ليبيا. واتهمت المعارضة نظام القذافي باستخدام التليفزيون الرسمي ليكون مركزا للقيادة والسيطرة بعد تضرر خطوط الاتصالات تحت قصف طائرات حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي أعاق السيطرة على القوات القتالية في الميدان، حسب موقع شبكة «سي إن إن» الأمريكية. وكشف عضو من المجلس الوطني الانتقالي في مصراتة أنهم يعملون على فك تلك الشفرات للدفاع عن أنفسهم. وضرب المسؤول أمثلة منها، أثناء نشرة للأحوال الجوية، قال المذيع بأن عاصفة ترابية كبيرة ستهب جهة الميناء في «مصراتة»، وهو ما لم يحدث. بيد أن كتائب القذافي هاجمت المدينة من ناحية البحر. وضرب مثالا آخر، عندما قال مذيع إن نحلة خطت بعسلها اسم القذافي في «درنة»، مهللا بأن «الواقعة» ليست سوى مؤشر على نصر سوف تحققه كتائب القذافي، وفي اليوم التالي، شنت خلايا نائمة هجوما على المنطقة. وفي حادثة أخرى، أعلن مذيع أن طائرا وضع بيضة خضراء في منطقة بنغازي، فيما وصفه ب«المعجزة» و«إشارة» على نصر مقبل لكتائب القذافي، وهوجمت المنطقة عينها في اليوم التالي بواسطة خلايا نائمة، على حد زعم المصدر. من جهة أخرى، نفى سيف الإسلام القذافي عبر مقابلة مع صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية أن حكومة بلاده تستهدف المدنيين في مصراتة. وأضاف نجل الرئيس الليبي أنه سيتم إقرار دستور جديد في البلاد يحد من دور الزعيم. وأكد وجود عناصر من تنظيم القاعدة في صفوف الثوار، لا سيما في مصراتة وغيرها من المدن التي تسيطر عليها المعارضة، معتبرا أنه على الأممالمتحدة أن تساعد ليبيا على التصدي للقاعدة. وكان نظام القذافي أعلن أن «تورط» تنظيم القاعدة في النزاع في ليبيا أمر «مثبت»، مؤكدا أن أحد قادة التنظيم في طريقه إلى مصراتة مع مجموعة من المقاتلين. ميدانيا، أفادت إدارة مستشفى مصراتة التي تحاصرها قوات القذافي أن المعارك الضارية الجارية في المدينة منذ نهاية فبراير أسفرت عن سقوط نحو ألف قتيل وثلاثة آلاف جريح. وأعربت روسيا عن قلقها من نتائج استمرار القتال في ليبيا بالنسبة إلى المواطنين المسالمين. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن تدفق اللاجئين المتنامي يزيد من حدة التوتر في البلدان المجاورة ويعقد بشكل أكبر الوضع في منطقة شمال إفريقيا. وأعلنت الحكومة البريطانية أنها ستقدم دعما ماليا للمساعدة في جهود إخلاء نحو خمسة آلاف عامل أجنبي تحاصرهم أعمال القتال في مصراتة .