عباس إبراهيم صاحب الملامح الهادئة والابتسامة الخجولة الذي انطلق في سماء الأغنية السعودية في فترة وجيزة فأصبح اسما مهما تحرص على استقطابه البرامج الحوارية المنوعة، ورقما صعبا في أجندة متعهدي الحفلات الغنائية. في غرفة منزوية في منزله يحتضن العود ويعزف بعبثية تخترقها ضحكاته التي ترتفع مع الصخب طرديا، يقول إنه على علاقة حميمية مع المفردة الشعرية وزاد اهتمامه بها بعد أن حق ألبومه الأول «ناديت» نجاحا كبيرا في الأسواق: «كنت أسمع القصائد كمتذوق في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى لا تستهويني القراءة إلا لبعض الأسماء المحددة، ولكن بعد احتكاكي المباشر مع الشعراء أصبحت أملك أداة للتمييز بين المفردة التي تحمل خيالا وما عداها وكثيرا ما أسمع نصوصا، وأتمنى من شدة جمالها أن أغنيها». وذكر إبراهيم أنه في طفولته حاول في إحدى المرات أن يمسك ورقة وقلما ويكتب بيتا ويشطب آخر مجربا نفسه في كتابة الكلمات الغنائية خاصة أن الوسط أصبح مليئا بمن يكتبون ويشطبون ويواصلون دون خط رجعة: «أعتبر الشعر مجازفة جميلة وإحساسا يمثل شخصا واحدا في البداية، ولكنه يمتد ليشمل جميع من تأثروا به». ويبيّن إبراهيم أن غيابه عن حضور الأمسيات الشعرية في السعودية بسبب ضعف الإعلان عنها: «لو قدمت لي دعوة لحضور إحدى الأمسيات سأتواجد دون تردد»، مضيفا أنه ظهر في «شاعر المليون»: «البرنامج كان حالة خاصة، قدم الشعر في حلّة جديدة لم نعهدها من قبل، كانت الإثارة تصاعدية والجمهور ينقسم على لجنة التحكيم والشعراء يستنهضون الهمم وهناك من يدعي الإنصاف ويقابله فريق آخر يصرخ من الظلم التحكيمي»، معتبرا أن الأغنية فتحت له شرفات يطل بها على الساحة الشعرية ومنحته فرصة الاقتراب من شعراء كان معجبا بهم: «تعجبني قصائد الأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن والأمير عبدالله الفيصل، كل منهم يمتلك خيالا ونهجا يجعلني أجزم أن داخل القصيدة هناك قصيدة أخرى تبحث عمن يترجمها عبر السلم الموسيقي ومنذ الطفولة أقتني دواوين للشعر الفصيح والنبطي ولدي دواوين للمتنبي وامرئ القيس وغنيت قصائد فصيحة». وكشف عباس إبراهيم الذي يشارك في أوبريت الجنادرية للمرة السادسة على التوالي أن غياب فنانين آخرين يكبرونه عمرا لا يلغي تميزهم: «أشكر الحرس الوطني على ثقته بي طيلة الأعوام التي حضرت فيها»، وعن عدم تغنيه لشاعرات «ذلك لعدم تواصلي مع الشاعرات حيث لم أتغن طيلة مشواري إلا بقصيدتين فقط لشاعرتين متميزتين، وهناك سبب آخر وهو عدم تقبل المجتمع لقصائد الشاعرات».