دشنت جمعية البر بجدة مشروع شقق رجال المستقبل، الذي يعتمد على نقل الأبناء الذين بلغوا سن ال 22 من دور الإيواء إلى شقق مستقلة تنتشر في أحياء جدة، وذلك بهدف دمجهم داخل المجتمع، واعتمادهم كليا على أنفسهم. وبدأ المشروع بنحو 18 شقة تحتضن حاليا 94 ابنا من أبناء الجمعية، التي تشرف عليهم وتتابع شؤونهم التعليمية لتأهيلهم وتدريبهم ليكونوا رجالا صالحين لمجتمعهم ووطنهم. وأوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية مازن بن محمد بترجي أن الجمعية استأجرت عددا من الشقق السكنية بأحياء جدة بحيث لا يقل عدد الغرف عن غرفتين، ولا تزيد على أربع، لكي تستوعب أربعا إلى ست من الأبناء، مبيناً أن الجمعية نقلت أبناءها من مركز الشباب إلى هذه الشقق شريطة بلوغ الابن سن 22 عاماً، أو التحاقه بوظيفة رسمية في القطاع الحكومي أو الخاص، أو التحاقه بإحدى الجامعات أو الكليات، وذلك بهدف تحقيق الاستقلالية لهم واعتمادهم على أنفسهم ودمجهم داخل المجتمع. وكشف بترجي أن تكلفة المشروع بلغت 800 ألف ريال لكل شقة، «14400000 ريال لإجمالي التكلفة»، تشمل الإيجار السنوي وتأثيث الشقة بالمستلزمات الحياتية وصيانتها بشكل دوري، ودفع فواتير الهاتف والكهرباء إضافة إلى المصروف الشخصي للأيتام، مبينا أن عقود الإيجار أبرمت باسم الجمعية. وبين أن هذا المشروع يستمر لمدة ثلاثة أعوام حتى يتم بث روح الجدية وزرع الثقة داخل الأبناء، وأنهم الآن أصبحوا رجال الغد وصانعي المستقبل, ليعتمدوا بعد ذلك على أنفسهم في إكمال مشوار حياتهم. وأشار بترجي إلى أن الأبناء أشادوا بهذه الخطوة لاسيما أنها حققت لهم استقلالية، مشيرا إلى أن الأبناء أصبحوا يعيشون حياتهم الطبيعية ويمارسون نشاطاتهم المختلفة بذاتية, بدءا بأعمال الطهي وتحضير الطعام ومرورا بأعمال النظافة والصيانة لمستلزمات المنزل وانتهاء بممارسة حياتهم الطبيعية سويا، مبينا أن الجمعية تقدم المشورة والمعونة للأبناء عند حدوث أي طارئ، كما تقدم مساعدة مالية شهرية لكل ابن من الأبناء كدعم مالي. وأشار بترجي إلى أن الجمعية وبالتزامن مع هذه الخطوة قدمت مساعدة مالية لتأمين سيارة لكل ابن من الأبناء، وفق آلية واضحة ومحددة, بحيث تقوم الجمعية بتأمين مبلغ 15 ألف ريال لكل من يرغب في شراء سيارة، شريطة أن يكمل الابن ثمن السيارة على دفعات شهرية من راتبه الخاص الذي يتقاضاه من الجمعية. وأوضح بترجي أن الجمعية قدمت مساعدات نقدية وعينية بقيمة 13801535 ريالا خلال العام الماضي، استفاد منها الأيتام والأرامل والأسر الذين تكلفهم وترعاهم الجمعية بجميع أحياء جدة وضواحيها، مؤكدا أن الجمعية تمكنت من خدمة ورعاية 3070 يتيما ويتيمة شملهم العديد من البرامج بدءا من احتضانهم في دور الإيواء ومرورا ببرامج التأهيل والترفيه وانتهاء بتدريبهم وتوظيفهم وتزويجهم تحت إشراف نخبة من الاختصاصيين والاختصاصيات الاجتماعيين والإداريين المتفرغين، كما قدمت الجمعية خدماتها ل 2354 أسرة فقيرة بجدة وضواحيها. يشار إلى أن جمعية البر بجدة جمعية خيرية ذات شخصية اعتبارية تأسست عام 1402ه، رئيسها الفخري أمير منطقة مكةالمكرمة، وتعمل تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، وتهدف إلى تقديم المساعدات العينية والنقدية والخدمات الاجتماعية والخدمات التعليمية والثقافية والصحية من فتح العيادات الخيرية ومراكز غسيل الكلى والمستوصفات وخلافه مما له علاقة بالخدمات الإنسانية، فضلا عن إقامة دور ومؤسسات اجتماعية لإيواء ورعاية الكبار والصغار، ونشاطات نوادي البر ومراكز الأحياء التي تضم لجنة إصلاح ذات البين ولجنة الخدمات الاجتماعية ولجنة الشباب واللجنة النسائية وإقامة دورات تدريبية تخدم المستفيدين من خدمات الجمعية وتبني مشروع الأسر المنتجة، وإقامة أسواق خيرية للتعريف بالجمعية وأنشطتها، إلى جانب القيام بالبحوث والدراسات العلمية والاجتماعية وتقديم خدمات الإرشاد والتوعية وعقد الندوات والمحاضرات والأمسيات الخيرية