جدلية الهلال والنصر.. لا يمكن أن تنتهي بسهولة من مجتمعنا الرياضي بنقاشها البيزنطي التاريخي.. وفور إطلاق الحكم الإسباني صافرة نهاية المباراة النهائية التي انتهت ب «خماسية» تاريخية.. انهالت على هاتفي -مثل الملايين غيري- العديد من الرسائل التهكمية الساخرة الموجهة للعديد من الأطراف.. غير أن غالبها يعزز من استمرارية التنافس الهلالي النصراوي خارج الميدان.. على الرغم من انتهائه على أرض المستطيل الأخضر منذ أعوام طويلة.. الأمر الذي يعني نجاح النصراويين في خطتهم القائمة على التشبث بالهلاليين في «الطالعة والنازلة» ليخلقوا شيئا من البريق واللمعان لذواتهم الخافتة والممتلئة حزنا وألما، ويحاولوا إذابة التراكمات النفسية التي أثرت حتى على مستوى الذائقة لديهم وأفقدتهم فرصة الاستمتاع بفنون الساحرة المستديرة. ولعل يوم الجمعة الماضي مر ثقيلا على الأخوة أصحاب الميول الصفراء.. ففي الوقت الذي رفع فيه الهلاليون لافتات الترحيب بالبطولة الجديدة ال51.. كانت ال«آه» تسكن قلوب الكثيرين.. وهذا فرق واضح وصريح بين الهلال وبقية الأندية.. على اعتبار أنه «على القهوة» دائما.. في حين أن البقية تصوم طويلا.. و «تفطر» على أوهام وخيالات ومشكلات لا تنتهي..! ما أريده فقط.. أن يعي هؤلاء الفرق.. وأن يتأثروا بلمعان الذهب الهلالي.. لكي تتحرك ضمائرهم لهفة واشتياقا ويدركوا الحقيقة الغائبة.. فهناك أطراف تسعى بكل ما أوتيت من قوة من أجل تغييب الحقائق.. والاستمرار في المكابرة والتضليل.. وبالتالي لا بد أن ينتهي هذا المسلسل التراجيدي الممل.. ويجب أن يتحرك كل المجتمع بكل أطيافه وشرائحه باتجاه الإبداع والتميز.. ويقتنعوا بأن الهلال هو الفرصة الوحيدة المتبقية لهم لكي يعيشوا بهناء وسعادة.. وألا يفوتوا على أنفسهم فرصة تشجيع الهلال.. وأن يحاولوا نسف كل الأفكار البالية الكاذبة، ويتأكدوا أنه هو الأفضل والفريق الذي تجاوز كل الأطر والقناعات والأفكار.. ولم يقف عند «ركلة جزاء غير محتسبة» أو «هدف ملغى» ويعيش فقيرا تعيسا.. ولم يرض على نفسه الاستسلام لنزوات التقهقر والتخلف عن ركب المقدمة وملامسة الذهب..! بل مضى وتقدم بكل أنفة وشموخ وعزة وكبرياء.. وحصد كل الأرقام والبطولات..! وما زالت الفرصة أمامكم لاتخاذ القرار الذي سيغير من شكل حياتكم..!