هذه كاميرا «مباركة» وعلى الرغم من أنها تستخدم تقنية أضعف من تلك الموجودة في الكاميرات التليفزيونية الاحترافية والتي يدفع من أجلها مئات الآلاف، إلا أنها استطاعت أن تنقل الصورة الحقيقية، والتي عجزت كاميرات الأثمان الباهظة إحضارها! ربما كان للأمر علاقة بنسبة النفاق الذي كان يحمله التسجيل، هذا الذي يتبين لنا مرة بعد أخرى مقدار الأشياء الكثيرة التي يستطيع حجبها على الرغم من الكاميرا النقية، ذات التقنية والجودة العاليتين!. بينما تنجح كاميرا رديئة مدموجة بجهاز هاتف في إحضار الصورة الكاملة، على الرغم من زاوية التصوير الصعبة، والرداءة، وانعدام الخبرة في التصوير!. في البداية صديقنا السفير السعودي السابق في مصر والذي اغتاظ من محاولة مواطنة إعطاءه بعض الحلول فيما يتعلق بإجلاء الرعايا ليزدريها قائلا: «عندك حلووووول!». ومنذ أيام ومقطع الوزير المخضرم محمد الفايز هو أحد أكثر المقاطع تداولا، وكسر عدد مشاهديه حاجز ال100 ألف، والذي كان يظهر فيه منزعجا يتحرك ببطء ويتكلم باستعلاء ويحاول التملص من مسؤولياته، لينفد صبره في النهاية، ويقرر مغادرة هذا الاجتماع دون أي: «كلمة ولو جبر خاطر!». لكن يظهر لنا أن معاليه لا يهتم كثيرا لخواطرنا، وإلا لما كانت قوائم الوظائف التي تنشر على مدار السنة تشبه أحيانا شجرة النسب لبعض العوائل!. ما يهمني هو الفارق الهائل بين صورة بعض المسؤولين على صفحات وقنوات الإعلام والتي تظهر بشكل ملائكي، وبين صورتهم الحقيقية التي تنقلها «الكاميرا الخفية» والتي تظهرهم على شاكلة أشخاص سيخطئون بالتأكيد لو طلبت منهم تهجئة كلمة «محاسبة». صحيح أن هنالك فارقا كبيرا بين الكاميرا الخفية التي اعتدناها على شاشات التلفزة، وهذه الكاميرا التي انتشرت ثقافتها أخيرا، إلا أن كلتيهما تثير الضحك بطريقة أو بأخرى.