ارتفعت أسعار الأسمنت بشكل ملحوظ في جدة هذا الأسبوع وصعد الكيس من 16 إلى 22 ريالا للكيس دون سابق إنذار ما دفع الكثير من المواطنين للشكوى والتذمر إلى وزارة التجارة تدعوها لضبط السوق وتكثيف الرقابة والمتابعة على تجار وموردي الأسمنت بعدما شهدت السوق نقصا حادا في كميات الأسمنت المعروضة بجانب ارتفاع الأسعار وهو ما ينذر بأزمة حادة مع بدء موسم الصيف مع تزايد الشائعات حول قيام عدد من تجار الأسمنت بالشراء بكميات كبيرة قبل الارتفاع المتوقع في أسعار الأسمنت والاستفادة من تسويقها بسعر أعلى للمستهلكين. وقال مسؤول في مؤسسة العساف للمقاولات إن السوق تعاني من نقص حاد مرجعا ذلك إلى عدم استعداد السوق للطلب المفاجئ الذي تزامن مع طفرة المشاريع سواء الحكومية أو الخاصة، بينما أرجع عدد من تجار الأسمنت ارتفاع السعر محليا رغم استقراره عالميا إلى عدة أسباب منها رفع قيمة القرض العقاري إلى 500 ألف ريال وزيادة المشاريع الإنشائية الحكومية في الموازنة الحالية, بجانب إقبال المواطنين على البناء والترميم بعد صرف تعويضات السيول في جدة والمنزوعة أملاكهم في مكةالمكرمة، وطالب العديد من المواطنين برفع شكوى إلى المقام السامي وإلى وزارة التجارة. من جانب آخر أشار نائب المدير العام في شركة الطرق العامة للمقاولات زياد بن علي إلى أن السوق يشهد ارتفاعا في الطلب على كافة أنواع الأسمنت وانعكس ذلك أيضا على أسعار الخرسانة الجاهزة مطالبا في الوقت ذاته بتدخل عاجل من الجهات الرقابية لإعادة الاتزان إلى السوق «إذ إن هذه الأزمة سوف تؤثر على سير المشاريع». وعلق مسؤول في إحدى شركات الأسمنت بأن الأزمة التي تعيشها سوق الأسمنت تعد صعبة على قطاع الأسمنت بما في ذلك الشركات المنتجة إذ إنها كانت بحاجة إلى اعتماد خطة إنتاج تتماشى مع الارتفاع المتصاعد في الطلب على الأسمنت. وبين أن شركات الأسمنت ملتزمة بالأسعار المحددة «ولكن ما يحدث أن هناك ازدحاما شديدا في عمليات تحميل الأسمنت وهذا يؤدي إلى تعطيل الشاحنة لأكثر من يوم، وهو ما يدفع شركات الموردين إلى رفع الأسعار بسبب التأخير الذي يضاف إلى التكلفة بالتالي يصل الأسمنت مرتفعا إلى المقاولين». وطالب سافر العوفي «مورد أسمنت في جدة» بمزيد من المراقبة من قبل وزارة التجارة للحد من التلاعب الذي يحدث في الأسعار، وعدم إهمالها لحماية القطاع الحيوي وضمان استكمال المشاريع، وقال إن السوق تعتمد على العرض والطلب وتوفر الكميات في السوق ومتى ما كان هناك طلب متزايد ارتفعت الأسعار، واتهم أصحاب الشاحنات بتقليص الكميات من أربع شاحنات أسبوعيا إلى شاحنة واحدة في الأسبوع، فلجؤوا إلى رفع سعر الكيس مقابل فترة الانتظار التي تتجاوز ثلاثة أيام، حيث ارتفع سعر الطن من المصنع للتاجر إلى 250 ريالا للطن «20 كيسا» منذ مطلع الشهر الجاري بعد أن كان في حدود 200 ريال للطن الواحد. أما رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين المهندس عبدالله بكر رضوان فدعا إلى زيادة إنتاج الأسمنت بكميات أكبر لأن الكميات التي تنتجها ليست بالقدر المطلوب والمأمول لحل الأزمات التي تطرأ على الأسمنت لأي ظروف كانت. مشيرا إلى أن العرض حاليا لمصانع الأسمنت أقل من الطلب في السوق المحلية بعد ازدياد المشاريع العقارية، رغم وجود 23 مصنعا سعوديا تقوم بالإنتاج. وأوضح مدير فرع وزارة التجارة بمكةالمكرمة عبدالرحمن الخزامي أن لجنة الغش تتابع أسعار الأسمنت ميدانيا مشيرا إلى أن التجارة خصصت الرقم 8001241616 للرد على شكاوى المواطنين وتطبق عقوبات صارمة على المحتكرين والمغالين في الأسعار .