يظل حسين النجعي واحدا من أميز لاعبي فريق الاتفاق خلقا ومستوى فنيا، بدليل حضوره اللافت في كل موسم مع فريقه لكنه ظل في العامين الماضيين أسيرا لدكة الاحتياط في كثير من المناسبات، وربما انحسر أداؤه بشكل مخيف ليضع الكثير من علامات الاستفهام حوله. «شمس» حاولت التقرب أكثر من النجعي ليبوح بأسراره ويكشف عن الأسباب والظروف التي أبعدته عن تمثيل الفريق الأساسي، وعن علاقته بالمدرب الروماني السابق إيوان مارين الذي تمت إقالته، وكذلك عن مدى حظوظ فريقه وقدرته على تحقيق الآمال والتطلعات بالحصول على أحد المراكز الأربعة التي تضمن لهم مقعدا آسيويا الموسم المقبل، والكثير تقرؤونه في تفاصيل الحوار. ** ما سبب الهزات الأخيرة التي تعرض لها الفريق في دوري زين وأدت إلى تراجعه؟ لا أسميها «هزات» بقدر ما هو سوء طالع، ففي مباراة الوحدة في نصف كأس ولي العهد لم نكن سيئين وأدينا ما هو مطلوب منا ونفذنا تعليمات المدرب السابق الروماني إيوان مارين ولكن خسرنا بضربات «الحظ» ثم حاولنا تعديل الوضع في مباراة الفتح في الدوري لنسقط بهدف يتيم والكل أجمع على أن الفريق لم يكن يستحق الخسارة عطفا على الأداء، لتقرر الإدارة بعدها إقالة المدرب مارين وإحضار التونسي يوسف الزواوي بديلا عنه، ليستمر الحال معاندا لنا في مباراة الهلال التي تقدمنا فيها بالنتيجة بهدفين ونتيجة لوقوعنا في بعض الأخطاء خسرنا بالثلاثة لتأتي مباراة الرائد التي عاهدنا أنفسنا فيها على تحقيق الفوز وبالفعل تقدمنا بهدفين لكن الخصم استطاع التعادل في آخر دقيقة رغم أننا كنا الأحق بالنقاط الثلاث، وبإذن الله سيعمل المدرب على تلافي جميع الأخطاء الماضية والعودة إلى سكة الانتصارات من جديد بدءا من المباراة المقبلة. ** هل أحسستم بوصفكم لاعبين أن المدرب «مارين» لم يضف أي جديد وهو ما عجل بإقالته؟ بالفعل أحسسنا أنه لم يضف أي جديد خصوصا بعد الجولات الأولى في منافسات الدوري، وخاصة أن الإدارة أتت به منتصف الموسم الماضي، حيث لم نلحظ أي تغيير في التمارين اليومية أو الأسلوب الفني أو إحداث فلسفة تدريبية جديدة رغم أن المجموعة الحالية بالفريق تملك إمكانيات فنية جيدة وقادرة على مساعدة أي مدرب على النجاح، فالبدلاء في نفس مستوى الأساسيين، ولا أبالغ إذا قلت لك إن هؤلاء العناصر يتمناهم أي مدرب، مضيفا «كلمة حق تقال أن المدرب قدم عملا جيدا ويشكر عليه ولكن دوام الحال من المحال». لا مكان للشللية ** ذكر مارين في مؤتمره الأخير قبل رحيله أن هناك «شللية» في الفريق. ما ردك؟ أعتقد أن مارين لم يكن دقيقا في وصفه لهذه الكلمة، ففريقنا منذ أعوام طويلة وقبل أن يأتي لتدريبنا يعيش جوا أسريا ويمكنك أن تلاحظ بسهولة أن اللاعبين يساعدون بعضهم البعض ولا يوجد بيننا أي حساسية أو تفرقة أو تضجر، والشللية ليست من أخلاقيات لاعبي الاتفاق، فكلنا نعمل بقلب واحد ومن أجل مصلحة واحدة وهدف أسمى وهو خدمة الفريق، وتأكد أن كلامه مردود عليه ولو كنا من لاعبي الشللية لما بقي مارين في منصبه لأكثر من أشهر، وأعتقد أن إدارة الرئيس عبدالعزيز الدوسري محنكة وحكيمة وتمتلك من الدراية والتعقل الشيء الكثير وهي أدرى بمصلحة الفريق، فلذلك كان قرارهم جماعيا بإقالة المدرب وجلب التونسي الزواوي مكانه. عودة الهوية ** وهل لاحظتم فروقات فنية بعد تولي الزواوي المهمة؟ الزواوي مدرب غني عن التعريف وله اسمه وثقله في عالم التدريب وقد درب منتخب بلاده وفرق معروفة في تونس والمملكة والإمارات، وللأمانة فمنذ أول أسبوع أشرف فيه على الفريق أحسسنا مدى التغير في الفكر التدريبي بينه وبين مارين، فالشيء الذي يمليه علينا نظريا يطبقه عمليا داخل الملعب وهذا ما كنا نفتقده مع مارين الذي كان يكشف أخطاءنا نظريا ولا يقومها ويعدلها في الملعب. ربما أن التوقيت الذي أتى فيه الزواوي قصير جدا وستظهر لمساته بشكل أوضح مع المباريات المقبلة وخاصة أن الجميع لاحظ أن الفريق أصبحت له هوية فنية واضحة بعد أن تسلم المهمة الزواوي ونأمل أن نوفق معه. ** كيف نقول إن مبارياتكم المتبقية في الدوري «حياة أو موت»؟ نعم.. فجميعها مصيرية وهي بمثابة مباريات الكؤوس وهمنا الأول فيها العودة إلى المنافسة على خطف أحد المراكز الأربعة من أجل ضمان مقعد آسيوي في النسخة المقبلة من دوري الأبطال. أتذكر أول اجتماع مع الزواوي الذي أكد لنا أنه قادم لإحداث فارق فني في الفريق وركز كثيرا على مبدأ ثقافة الفوز والعمل لتحقيق النتائج الإيجابية. يقول ولا يفعل ** ما السر وراء تراجع مستواك وابتعادك كثيرا عن تمثيل الفريق الأساسي؟ كان المدرب «مارين» يجتمع معي على انفراد ويؤكد لي أنني اللاعب الأول بالفريق ويضع ثقته في، فكان كلما يضع التشكيلة الأساسية يبقيني احتياطيا رغم ما عانيته طيلة الفترة الماضية من ظروف صعبة شرحتها لرئيس النادي ووقف معي كوقفة أب مع ابنه وهذا ليس بغريب منه، وسأسعى لتجاوز تلك الظروف لكي أعود أساسيا كما عهد الجميع مني وأقدم أفضل ما عندي. في كل موسم يخرج من يقول إنك لاعب «مزاجي» فما تعليقك؟ ليس هناك لاعب في العالم يظل مستواه ثابتا وبرتم واحد، فكما ذكرت آنفا أنني مررت بظروف والإدارة تعرفها والمدرب على اطلاع بها ورغم ذلك وضع ثقته في، والمزاجية ليست من طبعي والجمهور الذي لا يحضر إلى النادي ولا يعرف حقيقة أمري هو من يؤكد هذه المقولة، فبعد أن تزول ظروفي سأذكركم بمستواي. عروض انتقال ** ولماذا تضع بينك وبين جمهور ناديك حواجز؟ أجاب مستغربا «ومن قال لك ذلك؟!».. بالعكس فجمهور الاتفاق ليس بيني وبينهم أي حواجز، والذي يعرفني شخصيا وينتقدني من أجل مصلحتي يأتي إلي ويناقشني بعيدا عن التجريح أما من لا يعرفني فيطالبني بتحقيق المزيد، فلست مغرورا ولا من أصحاب البروج العالية. ** قبل فترة تلقيت عروضا انتقالية لم توافق عليها الإدارة. لماذا؟ بالفعل تلقيت عدة عروض من أندية ممتازة وبالدرجة الأولى قبل بدء فترة التسجيل الثانية ولم يكتب لي نصيب في الانتقال لأن رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري كان رافضا لهذه الفكرة من الأساس لمدى حاجة الفريق لخدماتي وآمل أن تكون خيرا وأعكس ثقته وأن تكون في محلها وأبقى لمواسم أخرى مع الفريق. العين على الرابع تبقى من عقدك الاحترافي شهر تقريبا، فهل خاطبتك الإدارة من أجل التجديد؟ لم يخاطبني أحد، ولم أفكر في هذا الموضوع لأن تفكيري منصب على الاستحقاقات المقبلة فمصلحة الفريق فوق كل اعتبار، وهذا الوقت ليس ملائما للحديث فيه، وتأكد أن أي لاعب لديه شروط لكي يؤمن بها مستقبله ومستقبل أبنائه، وثقتي في الرئيس لا حدود لها وأنه لن يقصر معي سواء معي أو مع غيري، ولكي أصدقك القول فإني أتمنى من كل قلبي البقاء في فريقي والاستمرار معه لعدة مواسم لأنه بيتي الثاني ومهما يكن فليس من السهولة أن أستغني عن بيتي وأهلي. بصراحة.. فيم تفكر حاليا؟ أفكر كما يفكر بقية زملائي في الفريق وقبلهم الجهازان الإداري والفني وكذلك الإدارة وأعضاء الشرف والجمهور وكل منتم لهذا الكيان بتجاوز كل العثرات الماضية وفتح صفحة جديدة لتحقيق الانتصارات في الجولات الأربع المتبقية في الدوري من أجل الحصول على المقعد الآسيوي، فالإدارة لم تقصر معنا في شيء ووفرت لنا كل الإمكانيات لتحقيق النجاح ونأمل في رد الجميل لهم، وبعد ذلك سنفتش عن كأس الملك ونأمل أن يكون من نصيبنا بعد أن خسرنا كل البطولات الثلاث .