توقع عدد من الاختصاصيين والاقتصاديين بمكةالمكرمة أن تزيد عائدات هدايا المعتمرين لموسم العمرة إلى أكثر من أربعة مليارات ريال، وذلك لما تشهده المدينة المقدسة من توافد أعداد كبيرة من المعتمرين من داخل المملكة ومن دول مجلس التعاون الخليجي ومن الدول العربية، رغم حالة عدم الاستقرار السياسي في بعض الدول العربية المعروفة بكثافة عدد المعتمرين منها. وأرجع رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة سعد جميل القرشي حالة التفاؤل رغم ظروف عدم الاستقرار السياسي في بعض البلدان العربية والإسلامية إلى حرص المسلمين على أداء العمرة مهما كانت الظروف، وضرب مثالا لذلك بالمعتمرين المصريين الذين توافدوا بمئات الآلاف رغم ظروف الثورة، وتوقع أن تزيد عائدات هدايا المعتمرين في موسم العمرة على أكثر من أربعة مليارات ريال كدخل خلال موسم العمرة الذي يشهد توافد أكثر من أربعة ملايين معتمر: «وهو رقم يوازي إيرادات عمرة رمضان المبارك خلال الموسم الماضي، في حين أن إيرادات عمرة «المولد النبوي» الموسم الماضي لم تتخط حاجز ثلاثة مليارات ريال». وقال القرشي إن حالة الانتعاش كانت مفاجئة رغم تأخر قدوم الفوج الأول من معتمري الخارج بسبب تأخر وزارة الحج في تجديد تراخيص الشركات والمؤسسات العاملة في خدمة المعتمرين والزوار، وأيضا المخاوف من احتمال تأثر موسم العمرة بالأحداث السياسية التي تشهدها عدة دول عربية حاليا. وتوقع تراجع معدلات تخلف المعتمرين من 450 ألفا إلى آلاف معدودة تعد على أصابع اليد، بعد تطبيق نظام منح التأشيرات إلكترونيا، للقضاء على التخلف، وتطبيق وزارة الحج إجراءات صارمة على الشركات المخالفة، مشيرا إلى أن وزارة الحج لم تصرح لشركات جديدة منذ بداية السماح بفتح شركات عمرة للاستعانة بالقطاع الخاص في تفويج المعتمرين، وذلك قبل سبع سنوات، ووقع الاختيار على 193 شركة، كشركات نظامية بقي منها 48 شركة فقط، ولفت إلى أن وزارة الحج بالتعاون مع غرفة العاصمة المقدسة تدرس إمكانية فتح المجال لشركات جديدة للمنافسة في قطاع العمرة، حتى لا يؤثر الضغط في تقديم الخدمة للمعتمرين. وأوضح القرشي أن لجنة الحج والعمرة تتابع وضع الشركات الحالية وتقيس أداءها، مشيرا إلى أن فرق المراقبة لم ترصد شكاوى كبيرة على المعتمرين، حيث اقتصرت الشكاوى فقط على تغيير السكن وبعض الشكاوى الفردية البسيطة ويتم حلها بشكل عاجل، وقال إن شركات العمرة اتخذت من الإجراءات ما يكفل لها ضمان عودة معتمريها وضمان استمرارية نشاطها الذي سيتعرض للإيقاف في حال ارتفعت نسبة التخلف لديها وتجاوزت النسب القانونية»، وعن هذه الإجراءات، وأوضح أن من تلك الاحتياطات فرض الغرامات على المعتمرين من قبل شركات العمرة في بلدانهم، وإحضار الكفيل الضامن لعودة المعتمر، ومراقبة السكن الخاص بالمعتمرين، والتحفظ على جوازاتهم ومتابعة مغادرتهم، حتى يتم التأكد من عودتهم إلى بلدانهم. إلى ذلك تشهد أسواق مكةالمكرمة الزاخرة بالكثير من السلع والهدايا والبضائع خلال موسم العمرة نشاطا ملحوظا، حيث يحرص المعتمرون على شراء الهدايا للأهل والأصدقاء، يخلدون بها ذكرى طبعت في أذهانهم عن أطهر البقاع عند الله، ويتوجون فرحتهم بعطاء للأهل والأصدقاء، وتشهد الأسواق التجارية والمحال حركة كبيرة من المعتمرين وقاصدي البيت الحرام، حيث يحرص المعتمرون على شراء الهدايا التذكارية وفي مقدمتها السبح والسجاجيد والتحف التي تحمل صورا للكعبة والمسجد الحرام كهدايا تذكارية لأقاربهم وأصدقائهم، وسجلت الأسواق إقبالا كبيرا من الزوار والمعتمرين. ويشير بائع بالسوق إلى زيادة حدة المنافسة بين الشركات العارضة بالتنويع في العرض وطرق أكثر من نشاط في محل واحد كوسيلة أثبتت نجاحها في تحقيق الربحية، مؤكدا أن أهم العوائق التي تقف الآن حجر عثرة أمام الوصول إلى أعلى سقف من التوسيع انتشار الباعة الوافدين أمام محال الخردوات، مشيرا إلى أن عدد أصناف البضائع المعروضة يزيد عن 300 صنف 95 % منها مستورد من الخارج وتحديدا من الصين والهند. وقال شيخ طائفة السبحية بمكةالمكرمة فايز الزهراني إن هناك إقبالا ملحوظا المعتمرين على شراء الهدايا وأن القاسم المشترك في المعروض لا يخرج عن السبح الخشبية والحجرية مثل المرجان واللؤلؤ والعادية مثل عين النمر، إضافة إلى السبح البلاستيكية وسبح العقيق، وذكر أن هناك أكثر من 200 محل لبيع السبح غالبيتها في المنطقة المركزية بمكة، ولفت إلى أن أهم المعايير التي تحدد قيمة السبحة نوع حباتها ولونها وحجم الشغل الفني المنفذ فيها فيما تبقى سبح السفير والزمرد من أغلى أنواع السبح، إذ يصل سعر بعضها إلى أكثر من ثمانية آلاف ريال. من جهته أوضح صاحب أحد المحال أنه يتوافد إلى البقاع الطاهرة العديد من المعتمرين، وأن الكثير منهم يغتنمون فرصة وجودهم في مكةالمكرمة في شراء الهدايا من أسواقها، حيث يشترون من أسواق السبح والسجاجيد والتحف، الهدايا التي تحمل صورا للكعبة المشرفة والمسجد الحرام والمسجد النبوي وجبل النور، وكذلك جبل الرحمة كهدايا تذكارية لذويهم وأصدقائهم .