شاركت نحو 40 دولة ومنظمة ضمن «مجموعة الاتصال حول ليبيا»، أمس، في اجتماع بالعاصمة البريطانية لندن بهدف بحث مرحلة ما بعد القذافي. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عند افتتاحه الاجتماع إن «الليبيين بحاجة إلينا في ثلاث نقاط. أولا علينا أن نؤكد مجددا التزامنا بقرار الأممالمتحدة وتحالفنا الموسع.. ثم علينا أن نسرع نقل المساعدة الإنسانية، وثالثا علينا أن نساعد الشعب الليبي على رسم مستقبله». وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن تقلص بلاده دورها إلى «دور مساند» مع تولي حلف شمال الأطلسي مهام القيادة بالكامل من القوات الأمريكية، غدا. أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عزم المجتمع الدولي على إرغام الزعيم الليبي معمر القذافي على الرحيل. وقالت في كلمتها التي ألقتها أمام المؤتمر الدولي حول ليبيا في لندن «القذافي يجب أن يرحل». وأكدت كلينتون أن الصراع الليبي وصل الآن إلى نقطة تحول، في إشارة إلى المساعي السياسية في ليبيا خلال المرحلة المقبلة. وأوضحت أن غارات الحلفاء ستستمر في ليبيا حتى يلبي القذافي مطالب الأممالمتحدة، خصوصا وقف الهجمات على المدنيين، وأن يسحب قواته من المواقع التي دخلتها بالقوة، وأن يفسح المجال لتلقي المساعدة الإنسانية والخدمات الأساسية. وفي المقابل، صرح مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسي ديميتري روجوزين بأن روسيا تدعو الحلف الذي أخذ على عاتقه مسألة قيادة عملية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا، إلى الالتزام بنص القرار «دون إضافة أي عناصر خاصة». وكانت روسيا انتقدت الهجمات الجوية الدولية على وحدات القذافي ووصفتها ب «التدخل العسكري غير المقبول». ووعد المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين بإجراء «انتخابات حرة ونزيهة» بعد سقوط القذافي، كما جاء في بيان نشر على هامش اجتماع لندن. وأكد الثوار في بيانهم على «تطلعاتهم لدولة موحدة وحرة وحديثة». ويعد المجلس، الذي يضم 31 عضوا، الهيئة السياسية الأبرز للثوار، ولم تعترف به حتى الآن سوى فرنسا وقطر. وأعلن مصدر مسؤول أن فرنسا عينت «سفيرا» هو أنطوان سيفان، وتولى مهامه، أمس، في بنغازي، حيث غادر فرنسا، الأحد. وكانت فرنسا أول دولة تعترف بالمجلس، 10 مارس الجاري، فيما أعلن الرئيس نيكولا ساركوزي أنه سيرسل سفيرا إلى بنغازي. وأعلن مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن واشنطن سترسل «سريعا» موفدا إلى بنغازي. وقبيل بدء الاجتماع، طالب القذافي مجموعة الاتصال بوقف «الهجوم الوحشي الظالم» على ليبيا، مشبها إياه باجتياح قوات هتلر لأوروبا إبان الحرب العالمية الثانية، ووقف غارات الائتلاف على قواته التي أرغمت الثوار على التراجع قبل سرت وتقدمت داخل مصراتة. على صعيد آخر، أبلغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما مواطنيه أن بلادهم لن تنهمك في محاولة الإطاحة بالقذافي، لكنه لم يوضح كيف ستنتهي الحملة العسكرية في ليبيا. وقال في كلمة أذيعت تليفزيونيا في وقت متأخر، أمس الأول إنه لم يكن لديه خيار سوى العمل لتفادي «عنف على نطاق مروع» ضد الشعب الليبي. وأوضح أن أمريكا حققت الكثير من أهداف مهمتها في ليبيا. وحدد أوباما، الذي كان يتحدث أمام ضباط عسكريين في جامعة الدفاع الوطني بواشنطن، ضوابط صارمة لاستخدام القوة العسكرية الأمريكية، موضحا أن بلاده لن تتصرف كشرطي العالم الذي يتدخل «حيثما يحدث القمع» في إشارة إلى أنه سيتفادي التدخل المسلح في أي بؤرة ساخنة أخرى في الشرق الأوسط .