فجأة استوعب الكثيرون أن «الفيس بوك» ليس «لعب عيال»! بعد ثورتي تونس ومصر تحديدا، كثر المنجمون والمنظرون حول الإعلام الجديد/ الإعلام الاجتماعي، أو ما يعرف ب Social Media، فالكل الآن بات خبيرا بعد أن كان حسيرا! الشركات الكبرى أصبحت تسعى ل«تتواجد» في الفيس بوك وتويتر، وبعد أن كانت ميزانيات التسويق المخصصة للإنترنت بضع هللات مقارنة بوسائط الإعلام الأخرى، عمدت العديد من الشركات إلى زيادة الإنفاق الإعلاني في الفيس بوك وتويتر وجوجل، وغيرها من مواقع الإنترنت الشهيرة، فجأة أيضا وجد مديرو ومسؤولو الإعلام الجديد أنفسهم تحت الأضواء الحارقة لوسائل الإعلام التقليدية وبين رغبات إداراتهم في التواجد، دون تحديد ماهية هذا التواجد، فالمهم الحضور! الجهات الحكومية هي الأخرى تبحث ذات الشيء حاليا، بحثا عن تباهٍ وزهو، أو سعيا لسبق أو تعاطف، وربما نوعا من بهرجة كما يفعل أحدهم في استقبال مشاركات المواطنين واقتراحاتهم لحل المشاكل المستعصية، بشكل أقرب ل«ممكن أهدي أغنية»! شركات التسويق ووكالات العلاقات العامة يعانون الأمرين حاليا، فمجال الإعلام الاجتماعي لم ينضج بعد، وما زال في طور التشكيل عالميا، فما بالك هنا في المملكة، نظريات توضع وأخرى تتطور، وما زال الجميع يجاهد لمحاولة استشراف كيف سينتهي الأمر، والغريب حين يسوق البعض نفسه على أنه «خبير إعلام جديد» أو «محترف إعلام اجتماعي»، في المقابل نجد الكثير من الأسماء اللامعة ذات الحضور المميز في الولاياتالمتحدة يقدم على أنه «ممارس إعلام جديد» أو «متخصص في الإعلام الاجتماعي»، فلا يكلف خبراؤنا هنا سوى بضعة أسطر في صفحتهم الخاصة أو على تعريف شركتهم، بشكل يوحي إليك أنهم سيضعون الإعلام الجديد في أحضانك! كثرة المؤتمرات عن الإعلام الجديد والتسويق الإلكتروني تصب حتما في صالح هذا الاتجاه في المملكة والمنطقة، انتهى مؤتمر عرب نت في لبنان بشكل لا بأس به، وهناك مؤتمران في الرياض ودبي خلال شهر مايو القادم، آمل حقا مشاهدة المزيد من التجارب المميزة، والآراء الجميلة، بعيدا عن تنظير أو ادعاء، وليس كل من فتح صفحة فيس بوك وحساب تويتر صار «شباب وكوول»!