ليس غريبا أن نتأخر كثيرا في حل قضايانا ومشاكلنا الرياضية العالقة.. وليس غريبا أن تتعقد لوائحنا يوما بعد يوم وقضية بعد أخرى، فنحن لم نضع أيدينا حتى الآن على الجرح، وما زلنا نزعم أننا الأفضل و «أحسن ناس بالدنيا»، ولم نعترف بمشاكلنا، ولم نواجهها حتى يسهل علينا حلها والتعامل معها بطريقة إيجابية متطورة، وبالتالي من الطبيعي جدا أن يحدث الخلل، وتزداد الفجوات في أنظمتنا كلما خضعنا لاختبارات قانونية جديدة. والكلام هنا ليس مجرد حديث إنشائي عابر.. وليس موجها للجنة بعينها في الاتحاد السعودي لكرة القدم، فجميع لجان الاتحاد تشترك في سمات عامة تبدو واضحة لنا، جعلتها أسيرة لهذا التخبط والعمل البدائي البعيد عن الاحترافية.. ولكي لا نظلم أحدا ولا نتجنى على لجنة دون غيرها.. سأجعل الحديث يأخذ شكلا خارجيا دون الدخول في التفاصيل.. لأن التفاصيل دائما مؤلمة بالنسبة إلينا.. وهي القادرة على تعريتنا وفضح حقيقتنا أمام الجميع. هل يعقل يا سادة.. أن نبقى سنوات وسنوات نتصارع ونتجادل في سبيل الوصول لنظام واضح ومحدد لا يقبل التأويل والاجتهاد؟ إلى متى ونحن عاجزون عن الوصول إلى حل ينسجم مع توجهاتنا وخططنا المستقبلية التي دائما ما نتشدق بها؟ اتركوا كل شيء.. وغضوا النظر عن اللوائح والأنظمة التي أفحمتنا.. فمجرد تأخير تدارس بنودها.. يعد أمرا مرعبا.. يكشف لنا تدنيا في آليات التفكير والتخطيط.. ومن هذا المنطلق.. أنا أشدد وبكل ما أوتيت من قوة على أننا وضعنا ثقتنا في بعض الفاشلين عجزوا عن إيجاد حلول.. وخجلوا من التصريح بذلك على الملأ.. وبالتالي لا تستغربوا عندما يأتي موظف بسيط في ناد متأخر ويكشف كل هذه الفجوات في هيكلتنا التنظيمية.. وفي كل شيء. والحقيقة أنه لا يجب أن نتفاءل في حل سريع لأوضاعنا الرياضية ما دامت بعض الأفكار لا تزال تعشعش.. فهناك الكثير من أعضاء اللجان لا يعرفون ماذا يفعلون.. وكيف يتحركون في هذا العصر المتسارع؟ وبالتالي.. يلجؤون إلى الصمت المطبق.. والتصريحات الواهية الخالية من المنطق.. ويا قلب لا تحزن!