لو أن معظم أنديتنا الرياضية النائمة امتلكت ربع ما يمتلكه نادي الباطن في محافظة حفر الباطن.. من طموح وإصرار وفكر.. لربما وصلنا إلى مرحلة متقدمة رياضيا في الكثير من المدن السعودية.. وهذا الكلام لا أقوله تحت تأثير نشوة غامرة أو لحظة فرح عابرة، ولكنه حقيقة، فهذا النادي الذي كان يقبع قبل أقل من ثلاثة مواسم في دوري المناطق والمنافسات الريفية سجل أمس الأول اسمه من بين مصاف الأندية المعتبرة وذات القيمة العالية من خلال تأهله للدرجة الأولى في وقت قياسي جدا، ليؤكد أن الطموح الحقيقي الذي سكن رجاله يختلف عن طموحات الآخرين، فهذا الإنجاز الكبير الذي تحقق لم يكن له أن يحدث لو أن آمال وطموحات أبناء الباطن لم تتلاق في روح واحدة، والتي تجسدت بكل تجل ووضوح من خلال العمل اليومي المضني والحماس والكدح الحقيقي من قبل أبناء النادي بدءا من الرئيس الناجح وصاحب الفكر الإداري المميز ناصر هويدي الشمري عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم، ومرورا بتلاحم والتقاء وتفاهم وتناغم أعضاء مجلس الإدارة الذين أعتبرهم صورة زاهية ومشرفة للعمل الإداري الأنموذج؛ حيث شكلوا فريقا واحدا يسوده الود والإخلاص للكيان، وأحكموا سيطرتهم على كل شاردة وواردة داخل أروقة النادي، في دلالة حقيقية على أن هذا الطموح الكبير الذي يسكنهم يدفعه ويغذيه الفكر الإداري المتطور والاحترافي... ويجب ألا ننسى الوقفة الجماهير الصادقة التي آزرت فريقها بشكل رهيب يفوق بعض أندية الممتاز، وعكست واقع مدينة حفر الباطن على المستوى الرياضي، حيث تحظى كرة القدم على وجه التحديد باهتمام وشغف منقطع النظير.. وهو الأمر الذي دفع رياضيي المدينة إلى تأسيس اتحاد حواري قبل سنوات طويلة كفكرة غير مسبوقة. أعود لأؤكد أن الوقت القياسي الذي وصل به الباطن للدرجة الأولى يكشف لنا جانبا من التفوق والتميز الذي يستحق أن تفرد له كل المساحات.. فمثلما خطف رئيسه الحالي ناصر الهويدي الأنظار من كبار الشخصيات الرياضية المحلية قبل سنوات عندما فاز بالمركز الأول في انتخابات عضوية الاتحاد السعودي لكرة القدم.. وسحب البساط من أمام الجميع.. سيرسم نادي الباطن ذات السيناريو.. فقط انتظروا..!