عندما يخطئ أحد عليك، بقصد أو بغير قصد، ثم يعترف بخطئه ويعتذر، ثم يبرر ذلك الخطأ باحتمالات واقعية ستتقبل هذا الخطأ بصدر رحب لأنه «جل من لا يخطئ، ولأن الخطأ وارد في كل زمان ومكان». ولكن حينما تشاهد الخطأ بعينيك الدعجاوين مرة تلو مرة، ويشاهده المئات إن لم يكن الآلاف ثم يأتي المسؤول عن الخطأ ويقول «لا يوجد خطأ وإنما أعينكم تغشاها غشاوة».. هنا إما أن يكون هو الصح والأصح والصحيح، والمئات غيره لم يدققوا، وإما أن يكون قد لبس نظارة شمسية في غسق الليل فلا يكاد يفرق بين الشمس والقمر! حينما يصرح المتحدث الرسمي لوزارة الخدمة المدنية عبدالعزيز الخنين ويقول عن موقع «جدارة» إن ما أثير حول هذا البرنامج من كلام عن تعطله غير دقيق، ف «جدارة» لم يتعطل وإنما يعاني بعض البطء لشدة التزاحم عليه من قبل المتقدمين! أي القولين أحق بكلمة «غير دقيق» قول المتحدث الرسمي أو قول مئات وربما آلاف المتقدمين؟! حينما تقرأ ردود بعض المتقدمين في صفحات المنتديات والصحف حول هذا البرنامج «جدارة» لا تكاد ترى من استطاع التسجيل بسبب تعطل هذا البرنامج فأحيانا يكون الرد على المتقدم بأن تسجيله اكتمل مع أنه لم يسجل قط! وبعضهم لم يكن له حظ في أن يسجله البرنامج بلا تعب كصاحبنا السابق! وبعضهم يطلب منه رقم الهوية عشر مرات للتأكد من أنه لا يتلاعب مع الوزارة! والمضحك المبكي في هذا الموضوع أنهم يقولون إن مثل هذا البرنامج يخدم المتقدمين من ناحية أنهم لا يحتاجون للعناء والتعب للحضور بأنفسهم للوزارة، ولم يعلموا أن هذا البرنامج أسهر الصغير والكبير والذكر والأنثى ليتوسلوا إليه أن يحن عليهم ويصادفوا لحظة تنفتح فيه الأبواب، وتنفرج الكربات! وزارة بحجم وزارة الخدمة المدنية تعاني من مشكلة لا تستطيع حلها على مدار أسبوع تقريبا.. ما يعني هذا؟ ربما يعني أن الوزارة لا تلقي بالا إلا لعظائم الأمور، وصغار الأمور يتدبر أمرها العامة، وهي تردد: وتكبر في عين الصغير صغارها.. وتصغر في عين العظيم العظائم!