أكد عدد من مرضى الفشل الكلوي على أهمية الفحص الدوري الطبي لكافة وظائف الجسم حتى تتم السيطرة مبكرا على أي مشكلات صحية، ربما تتطور وتسبب متاعب خطيرة لاحقا، مشيرين إلى أنهم فوجئوا بإصابتهم بالفشل الكلوي في مراحله المتأخرة والتي لا يجدي معها أي علاج سوى الزراعة التعويضية أو الغسيل، كما دعا بعضهم وزارة الصحة إلى مراجعة ملفات الأطباء الذين يتم استقدامهم بشكل دوري والتأكد من قدراتهم ومؤهلاتهم في تقديم الخدمة الصحيحة للمرضى بعد أن تسبب كثير من الأخطاء التشخيصية في إصاباتهم بهذا المرض الخطير. وقال مراجعو مركز الأمير سلمان لأمراض الكلى بالرياض ل«شمس» إن الفشل الكلوي تسبب لهم في كثير من المشكلات الاجتماعية فهم بحساب جلسات الغسيل لا يملكون من أيام الأسبوع إلا أربعة أيام فقط يمارسون فيها حياتهم بشكل طبيعي، مشيرين إلى أن بعض أخطاء الأطباء هي التي تسببت في إصاباتهم خصوصا فيما يتعلق بوصفات العقاقير الطبية. وذكر سليمان النصير «متزوج وأب لطفلتين» أنه أصيب بالمرض منذ أكثر من عام بسبب علاج أعطاه له طبيب دون أن يكلف نفسه عناء فحصه عنه: «بعد أن تركت عملي في أحد القطاعات العسكرية التحقت بعملي الحالي في الصرف الصحي بعدها أصبت بمرض فراجعت أحد الأطباء الآسيويين الذي كتب لي فور شرحي أعراض المرض وصفة طبية كانت عبارة عن كيسين كبيرين من الأدوية التي أخذت في تناولها بمعدل 36 حبة يوميا وكلما انتهت الأدوية عاد وكرر وصفته دون كشف ومعاينة وكنت مستسلما للأمر لثقتي بأنه طبيب ويعرف ماذا يفعل». وأضاف أنه بعد فترة أحس بالتعب والإجهاد فراجع طبيبه واحتدم بينهما النقاش تركه على إثره وراجع طبيبا آخر وبعد إجراء الكشوفات الطبية فاجأني بأنني مصاب بالفشل الكلوي منذ أكثر من عام». ودعا النصير وزارة الصحة إلى إعادة النظر في آليات التعاقد مع الأطباء من الخارج، والذين يأتي بعضهم دون خبرة كافية وقد يعرض حياة المرضى للخطر.«كلما أنظر إلى هذه الأعداد الكبيرة من مراجعي المركز من الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية أصاب بالدهشة وأتساءل: كيف أصيب هؤلاء؟». وأشار إلى أن جميع مرضى الفشل الكلوي الذين يجرون عمليات الغسيل وهم على رأس العمل يعدون في إجازة رسمية خلال أيام الغسيل بأمر ملكي. أما عبدالله أبو ذيب «موظف حكومي» فقد أجرى عملية زراعة لكنها فشلت وعاد لجهاز الغسيل مرة أخرى:«شعرت بتعب وإرهاق والآم شديدة قبل سبعة أعوام فراجعت أحد المستشفيات وأجريت فحصا لوظائف الكلى حيث اكتشفت إصابتي بفشل كلوي في مراحله المتأخرة.:«بعد ثلاثة أعوام أجريت عملية زراعة في باكستان لكنها للأسف لم تنجح ربما لعدم المطابقة بنسبة 100 % وها أنا الآن أداوم على الحضور إلى المركز منذ عامين». وذكر أنه في البداية خاف من عملية الزراعة لكنه لم يجد حلا آخر يعفيه من آلامه ومتاعب الغسيل، فالغريق كما يقولون يتعلق ب«قشة». وأضاف أن عملية الزراعة في الخارج قبل سبع سنوات كانت رخيصة ولا تتعدى 60 ألف ريال أما الآن تغير الوضع فالأسعار تضخمت فكلفة العملية الآن في الخارج لا تقل عن 300 ألف. وعن حياته وكيف يتدبر أموره مع جلسات الغسيل ذكر ذيب أن الأمر يأخذ من وقته الكثير خصما على أسرته وأبنائه الأربعة.« يوم الغسيل يضيع ما بين المركز والنوم حيث أقضي ثلاث ساعات على جهاز الغسيل وأعود إلى المنزل مرهقا ولا استفيق إلا في اليوم التالي الذي أحاول فيه أن أوفق فيه بين عملي وأسرتي بقدر المستطاع لأن اليوم التالي تنتظرني جلسة غسيل أخرى.. وهكذا تسير الحياة ولا مرد لأمر الله». أما ماجد الحميد «موظف حكومي» فقد اكتشف المرض مصادفة خلال مراجعته أحد المستشفيات حيث أبلغه الطبيب بأن الفشل متقدم وأنه بحاجة إلى جلسات غسيل:«في البداية كنت أجرى غسيلا بروتينيا مائيا وكان أخف وأسهل ولكن للأسف لم يستمر الأمر معي طويلا، حيث بدأت منذ أربعة أعوام الغسيل الكلوي بالمركز الذي وجدت فيه كل العناية الطبية والاجتماعية من كوادر مؤهلة وهو ما خفف عني الكثير من الأعباء النفسية والاجتماعية». وقال شقاف مجرشي «دون عمل» إنه كان يشعر بالتوتر والضيق من جهاز الغسيل لكن مع مرور الأيام والدعم النفسي والاجتماعي اصبح الأمر اعتياديا:«أصبت بالفشل الكلوي قبل ثمانية أعوام بسبب ارتفاع ضغط الدم وكنت أجري الغسيل الكلوي في مستشفى الشميسي قبل أن يتم تحويلي لمركز الأمير سلمان حيث نجد دعما واهتماما كبيرا من كل أفراد طاقمه الإداري والطبي والفني». ونصح مجرشي الجميع بإجراء الفحص الطبي الدوري تفاديا لإصابتهم بأمراض خطيرة .