كشفت دراسة حديثة أن غالبية الشباب السعودي من الجنسين يفضلون قضاء الإجازة خارج منطقة إقامتهم، مع ارتفاع طفيف لدى الفتيات بنسبة 48.5 % فيما جاءت نسبة الشباب على نحو 45.8 %. وحظي السفر إلى خارج المملكة تحديدا بالقبول الكبير لدى الفتيات بنسبة 30.1 % ، فيما انخفضت هذه النسبة عند الشباب لتصل إلى 24.5 %, فيما يفضل الشباب قضاء الإجازة داخل المنطقة التي يقيمون فيها بشكل أكبر من الفتيات بنسبة 29.8 % ، والتي لا تحظى بوافر القبول لديهن بنسبة 21.4 %. وأبانت نتائج الدراسة التي أصدرها مركز المعلومات والأبحاث السياحية «ماس» أخيرا التي تهدف إلى معرفة آراء ورغبات الشباب السعودي تجاه مدى تلبية الفعاليات السياحية لمتطلباتهم على عينة قوامها 1832 مفردة من الجنسين، يشملون جميع مناطق المملكة شاملة الفئة العمرية 15-24 سنة, أن 44 % من الشباب السعودي يعتقدون أن الجهود الإعلامية لتعريفهم بالفعاليات السياحية غير كافية. كما أشارت الدراسة إلى أن أكثر من نصف العينة بما نسبته 55.3 % يعتقدون أن تلك الفعاليات والنشاطات إما أنها تلبي متطلباتهم بدرجة قليلة أو لا تلبيها. وكشفت نتائج الدراسة أن 49.3 % من الشباب يتعرضون للمضايقة أثناء حضور الفعاليات السياحية من موظف الحراسة ورجال الأمن ومسؤولي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فيما جاءت نفس الإشكالية للفتيات بنسبة كبيرة 46.3%. ولفتت الدراسة إلى أن غالبية الشباب من الجنسين يفضلون قضاء عطلة الأسبوع «الويك إند» في المنطقة التي يقيمون فيها بنسبة 62.5 % عند الشباب، و45.2 % عند الفتيات, يلي ذلك قضاؤها خارج المنطقة بنسبة 31.1 % عند الفتيات، و25.4 % عند الشباب, لتحل قضاء إجازة نهاية الأسبوع خارج الحدود في ذيل الترتيب من حيث الأولوية بنسبة 12.1 % عند الشباب و14.8 % عند الفتيات. وأوضحت نتائج الدراسة أن أكثر من نصف أفراد العينة بما نسبته 50.9 % يعتمدون على أفراد الأسرة في تنظيم رحلاتهم السياحية, فيما أشار 17.8 % إلى أنهم أشرفوا بأنفسهم على تنظيم تلك الرحلات, كما بينت النتائج أن 16.6 % يعتمدون على أصدقائهم في تنظيم الرحلات السياحية, أما نسبة من اعتمد على شركات السياحة فلا تتعدى 6.7 %, وقد تعكس هذه النسبة المتدنية مدى قصور شركات السفر والسياحة في التنظيم وإرضاء العملاء أو ربما لعدم الوعي بهذه الشركات. وبينت الدراسة أن أكثر من نصف العينة بما نسبته 54.7 % يفضلون استغلال السيارات في رحلاتهم السياحية، وتأتي الطائرة في المرتبة الثانية بنسبة 39.2 % من إجمالي أفراد العينة، أما نسبة من يستخدمون النقل العام والقطار فلا تكاد تذكر؛ فهي للقطار لم تتعد 2.30 % وللنقل العام 3.20 %. وأوضحت الدراسة أن أهم عشر فعاليات ونشاطات سياحية اقترح الشباب إقامتها في مناطق المملكة تمثلت في الفعاليات الخاصة بعروض وركوب الدراجات النارية في المرتبة الأولى للشباب، ثم عروض سباقات السيارات الرالي والتفحيط , وتأتي النشاطات الرياضية في المرتبة الثالثة, فيما جاءت الرحلات والمخيمات البرية والبحرية والمسابقات الخاصة بالشباب في المرتبتين الرابعة والخامسة, وتصدرت مهرجانات التسوق والمسابقات قائمة الفعاليات السياحية التي اقترحتها الفتيات وتأتي الحفلات الغنائية والرقص والموسيقى في المرتبة الثانية، فيما جاءت المحاضرات والبرامج الدينية بالمرتبة الثالثة, وقد اقترحت بعض الفتيات إقامة المسرحيات والأفلام والأسواق الخيرية وعروض السيرك والملاهي والعروض البهلوانية, كما لوحظ أن الفتيات اقترحن نشاطات ترتبط بالمسابقات الشعرية والمهرجانات الثقافية، إضافة إلى دورات تطوير وتنمية المرأة، وفعاليات التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي ومهرجانات الأزياء والمكياج والديكور. وأبانت الدراسة أن الشباب من الجنسين يرون أن بعض الفعاليات والنشاطات السياحية لا تلبي رغباتهم؛ فهي مملة وغير مسلية كأول الأسباب الداعية لعدم حضورهم هذه الفعاليات، ويأتي عدم وجود الوقت الكافي لحضور تلك الفعاليات في المرتبة الثانية، وقد يعزى ذلك لارتباط بعض الشباب بالعمل والدراسة وانشغالهم بالارتباطات الاجتماعية وغيرها. وأشار بعض الذين لم يشاركوا في الفعاليات السياحية إلى عدم وجود إعلان كاف عن زمان ومكان تلك الفعاليات، كما يشكو الشباب الذكور أن معظم تلك الفعاليات مخصصة للعائلات؛ ما يحرمهم المشاركة, فيما لا تحرص بعض الفتيات على الحضور بسبب المضايقات التي يواجهنها من الشباب، فيما أشارت بعض الفتيات إلى أن أسرهن لا تسمح لهن بالحضور لتلك الفعاليات والنشاطات السياحية. وخلصت الدراسة إلى جملة من المعوقات التنظيمية والإدارية التي تعرقل تخصيص الفعاليات والنشاطات للشباب حسب المسؤولين عن الإدارات السياحية في المناطق, منها ضعف تفعيل وتحفيز دور القطاع الخاص في تنظيم وإقامة الفعاليات السياحية إلى جانب غياب الثقافة السياحية لدى أفراد المجتمع, وتعدد الجهات التي تراقب المواقع التي يرتادها الشباب وتدخلات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, علاوة على قلة التنسيق بين بعض الجهات التي يمكن أن يكون لها علاقة بالسياحة, إضافة إلى أن بعض الفعاليات الموجهة للشباب تحتاج إلى موافقات من جهات رسمية قد تطول إجراءاتها. وأوصت الدراسة بإشراك الشباب من الجنسين في تخطيط وتنظيم الفعاليات السياحية حتى تكون الأقرب لاهتماماتهم ومتطلباتهم, إلى جانب التحضير الجاد للفعاليات بوقت كاف, إضافة إلى وضع آليات للتدخل من طرف هيئة السياحة في حال بروز أي معوقات تنظيمية في سير الفعاليات, وزيادة الاعتمادات المالية المخصصة للبرامج السياحية. وأوضح المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية والآثار بالمنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان ل«شمس» أهمية الأخذ برأي الشباب فيما يخص الفعاليات السياحية، مبينا أن ذلك يأتي انطلاقا من حرص الهيئة العامة للسياحة والآثار لتنمية احتياجات الشباب من هذه الفعاليات, مشيرا إلى تكوين مجموعات تشاورية من الشباب في كل منطقة، كي تكون مقترحاتهم ورؤاهم تجاه السياحة محل اهتمام «نظرا لأهمية دور الشباب السعودي في صناعة القرار من ناحية التخطيط للمشاريع والبرامج التي تقوم بها الهيئة مع شركائها، تبنت الهيئة دراسة من خلالها ستعمل على تكوين مجموعات تشاورية في كل منطقة من مناطق المملكة تعبر عن اهتمامات الشباب واحتياجاتهم، بهدف تحقيق تمكين الشباب من المساهمة في تحديد التوجهات الاستراتيجية للأعمال والمشاريع السياحية وتوفير فهم أكبر لرغبات هذه الفئة, علاوة على تمكين الهيئة وشركائها في التنمية السياحية من تقييم الأعمال والبرامج التي ينفذها». ولفت البنيان إلى أن العمل جار على تكوين هذه المجموعات التشاورية الشبابية من الجنسين بالتعاون مع الجامعات والكليات في المنطقة الشرقية .