نجوم من ماركة الكبار في بداياتهم تتهافت عليهم الأندية لكسب ودهم وسط مزايدات علنية وأرقام فلكية والنتيجة انخفاض حاد في مستوياتهم بعد ما كان يشار إليهم بالبنان وسط دلالات واضحة على ذلك. وهناك من يربط ما ذكر أعلاه باستقطاب النصر للكويتي بدر المطوع رغم تواجد سعد الحارثي الذي شهد مستواه تراجعا واضحا في فترات سابقة. ولا يختلف حال الغريم التقليدي الهلال عن نظيره النصر بعد تعاقده مع المصري أحمد علي لاعب الإسماعيلي المصري رغم تواجد ياسر القحطاني الذي أبعدته الإصابة في بعض الفترات إلى جانب غيابه عن هز الشباك في فترات أخرى فيما يفضل مالك الأهلي أن يحتفل ويسكب دموعه فرحا بأي هدف يحرزه فيكتور البرازيل وهو مرتاح في دكة البدلاء وما هؤلاء إلا نموذج بسيط من قائمة طويلة لا تكاد تنتهي. «شمس» بدورها تتساءل هل هؤلاء اللاعبون استحقوا المبالغ المالية التي تعاقدت الأندية معهم بها وهل تقليص مقدمات العقود الحل الأفضل لإنقاذ الأندية والمنتخب السعودي من التراجع المخيف للمستويات وما هي الآلية المتبعة لدفع حقوق اللاعبين وما قصة أعضاء الشرف ومبالغ ما تحت الطاولة. أسئلة كثيرة وجهتها «شمس» وبحثت عن إجابتها في عدد من الاتجاهات. في البداية أيد نائب رئيس نادي الاتفاق خليل الزياني المطالبة بتخفيض مقدمات عقود اللاعبين «لا بد أن يكون هناك معايير فنية لوضع المبالغ الخاصة بعقود اللاعبين ونبتعد كل البعد عن العاطفة التي أضرت بالأندية ومنتخبنا الوطني كثيرا ونحن بصراحة لا يوجد لدينا تطبيق للاحتراف بمعناه الحقيقي لأن الإدارات في الأندية متطوعة وليست محترفة وللأسف الكثير من الأندية لا يوجد لديها لجان مختصة للتعاقدات فكل ما هو موجود لجان مختصة في التعاقد بناء على العاطفة والتنافس الغير محمود بين الأندية وهذا السبب الكبير في ارتفاع مقدمات عقود اللاعبين وللأسف هذا المعيار التنافسي المستفيد الوحيد منه هو اللاعب». وأضاف «من ناحية المعيار الفني ربما تكون الفائدة صفر والحقيقة الغائبة هي أنه من المفترض أن تكون هناك قواعد واضحة وهو أمر من اختصاص لجنة الاحتراف ولا بد أن يكون هناك لجنة مختصة في النادي مكونة من أعضاء مختصين فنيا يقيمون اللاعب, وترفع للجنة الاحتراف وتكون اللجنة صاحبة القرار الهادف الذي يضمن للاعب والنادي حقوقه». وعما إذا كان رأيه سيغضب اللاعبين؟ قال الزياني: «حتى لا يعتبرني اللاعبون أسعى لمضرتهم أطالب بأن يأخذوا ما يستحقون وأن تحفظ حقوق النادي ولكي يعلم الجميع بأنني عايشت هذا الوضع مع العديد من اللاعبين سواء عندما كنت مدربا أو نائبا لرئيس النادي حيث شاهدت لاعبين تبدأ مستوياتهم في الانخفاض لمجرد استلام الملايين ويبدؤون في التعالي على الإدارات والمدربين وزملائهم اللاعبين مما يقودهم إلى أسر دكة الاحتياط والمضحك المبكي بمجرد قرب العقد من الانتهاء يبدأ في رفع الرتم سواء في مستواه أو انضباطه والهدف من ذلك تجديد العقد بعشرات الملايين والمعادلة تقول كلما ارتفعت العقود كلما انخفضت مستويات اللاعبين وهذا مؤشر مخيف وانحدار لا يبشر بالخير وأنا أوجه عتبي ولومي ورسالتي لأربعة أطراف, أولا اللاعب الذي يجب أن يعي أنه أعطي هذه المبالغ حتى يرفع من مستواه للأفضل وليس حتى يحافظ عليه فما بالك عندما ينخفض مستواه والبعض منهم لم يعرف الشيشة والتدخين إلا بعد مقدمات العقود الكبيرة كما يدعي البعض أن هذه هي الحرية الشخصية, ثانيا إدارات الأندية لا بد أن تكون صارمة ومتشددة وتبتعد كل البعد عن العاطفة, وثالثا لجنة الاحتراف تأتي بالقرارات متأخرة, فعلى سبيل المثال في الماضي كان يعطى اللاعب مقدمات العقود نقدا ويبدأ بالتراخي وبعد «خراب مالطا» يطالبون بتجزئة المبلغ وأنا أقول لهم اسمعوا منا فما نقوله حقيقة وهذه نتيجة القرارات المتأخرة أضرت بالكرة السعودية, ورابعا لأعضاء الشرف كفى تنافس غير شريف ومزايدات ثم كفى مبالغ من تحت الطاولة ثم كفى كوارث فما حدث تتحملون الجزء الأكبر منه». التدخلات والمزايدات ويطالب رئيس نادي القادسية عبدالله الهزاع بسرعة تطبيق قرار تقليص مقدمات عقود اللاعبين « خطوة تقليص عقود اللاعبين تجبر اللاعب على الحفاظ على مستواه لأنه يفكر بتوقيع العقد وليس كما هو مشاهد من البعض من تهاون في المستوى وقلة الرغبة في اللعب وأتمنى من المسؤولين أن يجدوا اللائحة المناسبة التي تحفظ للنادي حقوقه وكم أتمنى من أعضاء الشرف أن يكفوا من التدخلات والمزايدات التي بصراحة أضرت بالكرة لدينا كثيرا, فأنا أكتفي فقط بالمطالبة لأنها في النهاية ظاهرة من الصعب جدا أن تقضي عليها أو بالأصح أن تقضي على المبالغ المقدمة من تحت الطاولة». المحاسبة هي الحل ويرى المدرب الوطني بندر الجعيثن ضرورة التأني في اتخاذ مثل تلك القرارات «علينا ألا نتهور في محاسبة اللاعبين بشكل متسرع لأن المشاهد منذ خروج المنتخب الوطني من كأس آسيا والجميع يطالب بالمحاسبة وأنا أرى فيما يخص العقود أن الوقت غير مناسب لتقليصها بل من الأفضل والأجدر أن أبدأ بمتابعة اللاعب بشكل كامل ومتكامل من خلال التدريبات والمباريات وأحاسب بطريقة متميزة لأنه ربما يكون الخلل من الإدارة وليس من اللاعب. وفيما يخص اللاعب الذي حصل على مقدمات العقود من المتوقع أن ينخفض مستواه وهذا أمر طبيعي ومن الواجب علي أن أقف معه كلاعب وأعطيه الفرصة وأوضح له قبل أن أحاسبه والجهاز الفني من المفترض أن يزيد من دوره ويكون متواجدا بكثافة ويطبق اللوائح بحذافيرها». الثواب والعقاب ويستبعد محمد الضلعان مدير الكرة بنادي القادسية أن يكون تقليص مقدمات العقود الحل الأكثر ايجابية في الوقت الجاري «مبدأ الثواب والعقاب هو الأميز وللأسف من الواضح جدا أن العقد يفيد اللاعب أكثر من النادي وهذا ما يقلل من محاسبتهم ومن المفترض من هيئة المحترفين أن تكثف من دورها من خلال عقد دورات مكثفة لتوعية اللاعبين والأندية». وأضاف «للأسف ذلك ليس بمشاهد طوال فترة تواجدي خلال العامين الماضيين وللأسف بصفتي إداريا أرى القليل من اللاعبين يسعون للحفاظ على مستوياتهم فما بالك بكم شخص يريد أن يطور مستواه والغالبية منذ أن يوقع ينخفض مستواه». حساب على الثواني ويؤكد الإداري زكي الصالح أن كل ما فيه مصلحة كرة القدم يجب أن يكون الطرفان فيه هما اللاعب والنادي وذلك من خلال تنظيم دقيق جدا لمقدمات عقود اللاعبين ويفضل أن يوزع على عدد الأعوام والمباريات بالإضافة إلى الثواني والدقائق التي يلعبها حتى يعرف هل الفائدة تتوافق مع ما يستحقه اللاعب «نادينا الاتفاق بدأ يسير على هذا المنهج وسيستمر عليه إن شاء الله وكم أتمنى أن تسير عليه الأندية وللأسف بعض الأسماء تتسبب في الضرر بالفكر الرياضي الصحيح وتحارب الاحتراف». قصص الماضي والبذح ورفض عبدالله الشريدة اللاعب الدولي السابق ووكيل التعاقدات المعتمد فكرة تخفيض مقدمات العقود من قبل رؤساء الأندية وأعضائها لكونهم السبب في وصول تلك الأموال لنسبة عالية «في بداية الأمر اللاعب يعلم علم اليقين أن كرة القدم هي مصدر رزقه وأنه في يوم من الأيام سيجد نفسه شخصا غير مرغوب به وهذه سنة الحياة وبالطبع الغالبية منهم شاهد بعض النهايات المأساوية لبعض اللاعبين الذين لم يؤمنوا مستقبلهم وبلا شك اللاعب يفرح بهذه المبالغ الخيالية التي تتحملها إدارات الأندية وأعضاؤها بحكم المزايدات التي تصل إلى أسعار فلكية فعلى سبيل المثال لاعب لا يستحق أكثر من عشرة ملايين بسبب المزايدة يصل سعره 20 مليون ريال فهل من المعقول أن يحضر اللاعب ويرفض ويقول هذا كثير». وأضاف «بالفعل ألاحظ انخفاض مستوى بعض اللاعبين بعد التوقيع وقبض الأموال فمن المفترض عليه كلاعب أن يجتهد ويطمح للأفضل فعندما يوقع ب20 مليون ريال يطور مستواه حتى يجبر إدارته أن توقع معه ب40 مليون وعليه أن يقتدي بنجوم أوروبا فنيا فعلى سبيل المثال ميسي مبالغ خيالية وجوائز عالمية ومستواه يوم عن يوم يتطور, ولا أنسي أن أطالب بأن يتم الاستعانة بكوادر أوروبية ذات خبرة واسعة في التعاقدات وشؤونها وتدرس الوضع لدينا وتقيم اللاعب على مدار العام وما هو المبلغ الذي يستحقه, فهذه ستفيدنا كثيرا وتطور من الوضع لدينا إلى الأحسن» .