طمأنت إدارة الطرق في الطائف مستخدمي طريق الهدا السياحي بعدم وجود خطر في استخدام الطريق، بعد أن طالب كثير من سكان المحافظة وزوارها الجهات المختصة بتدارك وضع الطريق الذي بدأ يشيخ بسرعة عالية رغم خضوعه لصيانة شاملة كلفت نحو 12 مليون ريال، خاصة بعد أن كشفت الأمطار الأخيرة هشاشة المصدات الأسمنتية؛ ما أدى إلى تساقط كميات كبيرة من الصخور والأوحال من سفوح الجبال المحيطة على الطريق التي نجا منها مستخدمو الطريق بأعجوبة، مع مخاوف من تعرض كوبري المعسل لأضرار نتيجة هذه الانهيارات قد تؤدي إلى سقوطه. وأكد مدير إدارة الطرق بالطائف المهندس عمر الحسيني ل «شمس» أن الانهيار الصخري وقع عند كوبري المعسل بالقرب من فتحة الدوران التي سقطت منها سيارة أحد المواطنين وأنه يجري العمل حاليا على تعزيز جوانب الطريق بصبات خرسانية. مستبعدا في الوقت نفسه أن تسبب الانهيارات والتصدعات في طبقة الأرض في سقوط كوبري المعسل. وأشار إلى أنهم أغلقوا نقطة الدوران التي تؤدي إلى الدخول من تحت كوبري المعسل لحين تأمين الموقع بالكامل من حادث الانهيار حفاظا على سلامة وأرواح المسافرين. وقال أحد المسافرين ويدعى زايد الروقي ل «شمس» إن الانهيارات الصخرية تهدد كوبري المعسل بشكل يومي، مشيرا إلى أنه أصيب بالخوف الشديد عندما شاهد هو وأفراد أسرته موقع سقوط سيارة المواطن فغير طريقه على الفور متجها إلى مكة حتى يسلك طريق السيل الكبير. «منطقة سقوط السيارة أصبحت كالمزار حيث يأتي كثير من المسافرين إليه لالتقاط الصور». واعتبر كثيرون أن الطريق ورغم قصر مسافته «12 كيلومترا» إلا أنه لم يتم تأمينه جيدا بالشكل الذي يحفظ سلامة المسافرين وهو الأمر الذي أدى إلى تراجع الحركة الاقتصادية والاستثمارية في منطقة الهدا وعزوف بعض المستثمرين عن مواصلة أنشطتهم هناك، عطفا على هذه المشكلات التي يتعرض لها الطريق. وقال محمد القرشي وعبدالعزيز السفياني أنهما شاهدا الانهيارات الصخرية الأخيرة وخلال ذهابهم لتفقد أغنامهم في بطون وادي نعمان أسفل منطقة الكر وقررا من وقتها عدم استخدام الطريق حتى يتم تعزيز الصبات الخرسانية: «المشكلة أن عمل إدارة الطرق بطيء في وقت تزداد فيه الانهيارات التي تحدث فوهات كبيرة تقترب شيئا فشيئا من كوبري المعسل». من جانب آخر وتحسبا لأي طارئ رأت إدارة الدفاع المدني بالطائف نقل أحد مراكزها من أسفل منطقة الكر إلى منتصف الطريق، مع إضافة العديد من الضباط والأفراد، فيما يجري العمل حاليا على إنشاء مبنى حكومي مستقل لها بالقرب من المعسل من أجل سرعة التحرك ومباشرة الحالات الخطرة على الطريق خاصة بعد ما شهده الطريق أخيرا من حوادث