- عاش الجمهور النصراوي الأفراح والليالي الملاح بعد الانتصار الآسيوي على فريق الاستقلال الإيراني، خصوصا أنه أتى بعد إحباط تغلغل داخل نفوس الجماهير بعد التخبطات المحلية، وجاء الفوز بأقدام حسين وسعد اللذين يدور حولهما جدل طويل، فالأول يعتبر عدو الاتحاديين والهلاليين وقاهرهم بلا أسباب ولعل الهدف العالمي الذي أحرزه حرك بعضا مما في نفوسهم، والآخر محل جدل جمهور فريقه الذي مل تأخر عودته بعد سقوطه ضحية لنزواته الشخصية، ولكن اختار بداية الطريق، وأقول البداية على أمل أن يصل لأن أمامه قائمة من الديون هو الوحيد القادر على تسديدها. - لا يزال الكرواتي دراجان يصرح بعد كل مباراة أن هناك أخطاء سيصححها «في الأيام المقبلة»، ويبدو أن مشكلة الدفاع التي أرقته ستكون عائقا قويا للنصر تحت قيادته، ففي مباراة الاستقلال وهو الفريق البطيء مثل بقية الفرق الإيرانية عانى النصر دفاعياً، ومع ذلك أتخيل النصر وهو يواجه الفرق الشرق آسيوية وما ستصنعه بدفاعه، مشكلة النصر مع دراجان وزنجا تحديدا أنهما يريدان قيادة النصر وفق فكرهما وليس وفق إمكانيات النصر الحقيقية التي خذلت الإيطالي وأحبطها الكرواتي. - معاناة النصر الدفاعية مع دراجان تبدأ من خط الوسط وتحديدا خانة المحور، حيث يشكل عباس عبئا على الفريق بكثرة تمريراته الخاطئة وتقدمه عديم الفائدة، وما يصعب الأمور هو النكبة الدفاعية الأسترالي ماكين والذي لا يمكن توقع أي الأخطاء سيفعل والتي ستدمر الموهبة القادمة عمر هوساوي. - أما فلسفة دراجان من الناحية الهجومية فلا تزال لغزا يعيد صياغته وحله بين مباراة وأخرى، ففي مباراة بختاكور وجد الحل بما لا يدع مجالا للشك أن النصر يحتاج إلى رأس حربه تقليدي وهو متوفر لديه، ولكن يبدو أن لقاء القادسية شكك دراجان في قدراته مما جعله «يجيب العيد» في لقاء الهلال بلعبه بثلاثة محاور. - النصر القديم لم يعرف عنه دفاع له وزنه، ولكن كان له وسط قوي وهجوم لا يرحم، وأرى هذه العناصر متوفرة في النصر الحالي، ولكن من هو الفطين الذي يستطيع تركيبها؟!