فرضت الحكومة اليمنية سياجا أمنيا مشددا حول العاصمة صنعاء، أمس، لمنع انضمام المزيد من رجال القبائل إلى تجمع المتظاهرين في ساحة التغيير، إلا أن الآلاف استطاعوا الوصول والانضمام إلى الحشود، فيما ناشد شيخ قبائل حاشد صادق الأحمر، الرئيس اليمني، التدخل لمنع وقوع كارثة إنسانية في البلاد، بحسب موقع العربية نت. ودعت أمريكا إلى وقف فوري لأعمال العنف في اليمن، بعد ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات. وكشف القيادي في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم محمد أبولحوم عن بادرة سياسية جديدة تتضمن نقلا سلميا للسلطة في موعد أقصاه الربع الأول من عام 2012. جاءت المبادرة السياسية الجديدة في وقت اشتدت فيه المواجهات بين قوات الأمن وأنصار الحزب الحاكم من جهة، والمعتصمين في صنعاء وتعز وعدن من جهة ثانية، حسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية، أمس. وقال عضو اللجنة العامة بالحزب الحاكم محمد أبولحوم إن السلطة والمعارضة أبديا استعدادا لمناقشة بنود المبادرة التي تقدم بها، وتنص على تداول سلمي للسلطة عبر مؤسسات الدولة الحديثة. وتتضمن المبادرة أيضا تشكيل حكومة وحدة وطنية يرأسها شخص من المعارضة يتفق عليه مع الإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية في فترة لا تتجاوز عاما. وتتولى الحكومة المقترحة إعداد دستور جديد للبلاد يعتمد النظام البرلماني عبر لجنة وطنية في مدة لا تزيد على 40 يوما، وإقالة المسؤولين الحكوميين المشبوهين بالفساد من مواقعهم القيادية، وإعطاء ضمانات للمعتصمين في كل المحافظات بعدم مغادرة الشارع إلا بعد تحقيق بنود هذه المبادرة، على أن توقع السلطة والمعارضة على المبادرة بإشراف دولي من قبل أصدقاء اليمن. وفي أول تعليق على هذه المبادرة، أوضح الناطق الرسمي للقاء المشترك المعارض محمد قحطان أنهم سيناقشونها ويصدرون بيانا حولها لاحقا. لكنه أكد أن موقف المعارضة يرى أن كل المبادرات لن تكون مجدية ما لم تتضمن أو يعلن الرئيس جدولا زمينا واضحا للانتقال السلس والسريع والعاجل للسلطة، بعد أن خط الشارع طريقا وطرح قضية واضحة. من جهة أخرى، أصيب محافظ مأرب العميد ناجي بن علي الزايدى بجراح خطيرة في الرقبة، كما أصيب ما لا يقل عن 15 متظاهرا بجراح مختلفة عندما حاول معتصمون الوصول إلى مبنى المحافظة. وذكر مصدر أن الزايدي كان يحاول «إقناع المتظاهرين بعدم اقتحام المجمع» عندما اعتدت عليه مجموعة منهم. وحذر المصدر المسؤول أحزاب اللقاء المشترك «المعارضة وقيادتها» من التمادي في الأعمال غير المشروعة ضد المواطنين وأمنهم واستقرارهم والإضرار بممتلكاتهم الخاصة والعامة، وقطع الطرق وتخريب الخدمات العامة وإشاعة العنف والفوضى. وأصيب 20 متظاهرا مناوئا للنظام بجروح في محافظة الجوف المحاذية لمحافظة مأرب بشمال البلاد عندما حاول المحتجون اقتحام مبنى المحافظة، فتصدت لهم القوات الحكومية وموالون للنظام. وفي هذه الأثناء تتوالى استقالات العشرات من أنصار الحزب الحاكم في اليمن احتجاجا على قمع المتظاهرين، وكان آخر المستقيلين وزير الأوقاف والإرشاد حمود الهتار. وأكد وزير الخارجية أبوبكر القربي أن المظاهرات في بلاده دليل على حالة الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي التى تحياها صنعاء مهما كانت الظروف. وقال في تصريح له نشر بالقاهرة «الكرة الآن في ملعب الأحزاب المعارضة ومدى تحملها المسؤولية تجاه اليمن وأمنه واستقراره، ونأمل أن يحكموا العقل وأن يعودوا إلى طاولة الحوار لأن كل شيء الآن على طاولة الحوار» .