يبدو أن الكرة البرازيلية تعيش أزمة نجوم بعد انهيار إمبراطورية «الراء» التي شكلت طوال عقد ونصف عنوان عودة الأمجاد والبطولات لكرة السامبا، والاسم مأخوذ من أسماء اللاعبين روماريو، رونالدو، ريفالدو، روبرتو كارلوس، رونالدينهو، وروبينهو بجانب كاكا وأدريانو وغيرهم، إلا أن هؤلاء «الخلاسيين» والتعبير يعني في أمريكا اللاتينية المجموعة العرقية ذات الأصول غير البيضاء وضعوا بصماتهم على مسيرة الكرة البرازيلية وقادوها لخطف لقبين عالميين «1994 و2002» بعد غياب طويل، بجانب عدد مقدر من ألقاب كوبا أمريكا وبطولة القارات، يضاف لكل ذلك ما قدموه لأنديتهم الأوروبية من أمجاد وجماهيرية وأموال طائلة صبت في خزائن تلك الأندية. ولكن مع دخول العقد الثاني من المئوية الأولى في الألفية الثالثة بدأت الصورة تتغير، ولم يعد البرازيليون يقدمون ذلك السحر، وطغت أخبار خلافاتهم مع أنديتهم على سيرة إبداعاتهم، وبات أمرا عاديا أن تحمل الصحف والمحطات الإخبارية أخبار فضائحهم وعلاقاتهم النسائية وترددهم على النوادي الليلية، وتسللهم سرا إلى ريودي جانيرو لحضور مهرجانات السامبا، وكان طبيعيا أن يتحولوا من نجوم مؤثرين إلى أشباح، بل إلى مجرد بدلاء كما حدث لرونالدينهو في برشلونة، وتكرر أيضا مع الميلان، ومع أدريانو في الإنتر ومن ثم روما الذي تخلص منه قبل أيام، وهي ذات المشاكل التي نقلت روبينهو من ريال مدريد للمان سيتي لينتهي به المطاف بين بدلاء الميلان، وحتى من سلموا من بلاوي الليل لاحقتهم الإصابة مثل كاكا والذي دخل الريال وسط زفة عالمية لكنه أصبح الآن مأزقا يبحث بيريز عن مخرج منه. ولعل العامل المشترك في نكبة كل هؤلاء النجوم ضحالة تعليمهم، وانتقالهم مباشرة من أدنى درجات الفقر لأعلى مراتب الشهرة والأضواء والغنى. في المقابل عجزت شواطئ الريو والكوباكابانا وملاعب الماركانا ومورومبي عن تقديم نجوم جدد يحملون نصف ملامح هؤلاء أو مواهبهم، مما يعني أن الكرة البرازيلية في «محنة» الآن. كما أن الطريقة المتبعة في تصدير لاعبين ينقصهم التعليم والثقافة للخارج تحتاج إلى الكثير من الضوابط التي تحفظ للبرازيل قبل غيرها حقها في الاستفادة من خدماتهم بالشكل المطلوب ولأطول فترة ممكنة، وبعيدا عن كل هذه الفضائح. لأن الكرة العالمية تكون دائما بخير عندما يكون البرازيليون في قمة عطائهم وحضورهم.