لا يزال «المعلنون المتطفلون» يصرون على تشويه المدن بملصقاتهم، رغم التحذيرات التي أطلقتها الجهات المختصة بضرورة الكف عن وضع الإعلانات على الجدران وأعمدة الإنارة والإشارة وغرف الكهرباء وغيرها. وقال بعض أصحاب الأنشطة التجارية الصغيرة ل«شمس» إن اللجوء إلى الإعلان في الصحف أو وسائل الإعلام الأخرى مرهق ماديا ولا يتناسب مع نشاطهم المحدود، وبالتالي فإنهم يلجؤون لهذه الوسيلة التي لا تكلف شيئا وفي الوقت نفسه نتائجها إيجابية. وذكر ناصر اليوسف «صاحب مؤسسة مقاولات» أن إعلانات الشوارع بالفعل تشوه المنظر العام لكنها تغري أصحاب النشاطات الصغيرة فهي لا تكلف شيئا ويراها عشرات الآلاف في اليوم الواحد: «لست المعلن الوحيد فكما ترى هناك العشرات ممن وضعوا إعلاناتهم قرب الإشارات وعلى الأعمدة وغيرها». وأضاف صالح المرشد «صاحب محل لبيع وصيانة أجهزة الحاسب الآلي» أن هذه الإعلانات تناسب نشاطه وهو لن يتوقف عنها حتى يتوقف جميع زملائه من أصحاب المحال الأخرى في الشارع. أما أبو سارة «صاحب معهد تعليم حاسب آلي» فأشار إلى أنه لا يكتفي بإعلانات الشوارع بل يعلن أيضا عبر المواقع الإلكترونية وتوزيع المطبوعات المرورية. وأشار إلى أنه لم يجد أحدا يمنعه من لصق إعلاناته في مختلف الأماكن. وعزا أبو خالد «صاحب نقل مدرسي» الإقبال على إعلانات الشوارع للتنافس الشديد بين أصحاب الأنشطة التجارية الصغيرة: «يجب أن تستفيد بما هو متاح لديك لتكون ناجحا في عملك بأقل التكاليف». من جانبه ذكر مصدر بإدارة الإنارة أن تفشي مثل هذه الظاهرة يسيء أولا للمعلن قبل أن يشوه المظهر العام. وأكد على ضرورة أن تلاحق البلديات الفرعية هذه التجاوزات وتحاسب أصحابها بفرض الغرامات اللازمة. وقال ل«شمس» إن هذه الإعلانات تطمس أحيانا الأرقام الدالة على أعمدة الإنارة وبالتالي يجعل التبليغ عن المعطوب منها عملية صعبة، فكل عمود يحمل رقما خاصا به ورقما آخر للمنطقة.