المسرح أو كما يطلق عليه «أبو الفنون» دائما ما اسأل نفسي بعد كل مسرحية أشاهدها هنا في الرياض أو جدة أو المنطقة الشرقية أو في أي جزء من المملكة، هل ما أشاهده هو المسرح الذي يتحدثون عنه والذي تعددت أنواعه وألفت الكتب من أجله؟ هل ما يقدمونه هو المقصود في أن المسرح شكل من أشكال الفن يترجم فيه الممثلون نصا مكتوبا إلى عرض تمثيلي على خشبة المسرح؟ يقوم الممثلون عادة بمساعدة المخرج على ترجمة شخصيات ومواقف النص التي ابتدعها المؤلف وعادة ما يكون الحدث المسرحي الناجح عملا مشوقا لكل من المشاهد والممثل والفني، بغض النظر عن مكان عرضها: سواء كان مسرحا محترفا أو مسرحا مدرسيا أو مجرد مساحة أقيمت مؤقتا لهذا الغرض. وتندرج العروض من التسلية الخفيفة، مثل العروض الموسيقية والكوميديا، إلى تلك التي تبحث في مواضيع سياسية وفلسفية جادة. وليس المسرح كالمسرحية بالرغم من أن الكلمتين تستخدمان عادة وكأنهما تحملان المعنى نفسه؛ ذلك لأن المسرحية تشير إلى الجانب الأدبي من العرض؛ أي النص ذاته. وعلاقة المسرح بالمسرحية علاقة العام بالخاص، أو بمعنى آخر: المسرح شكل فني عام، أحد مواضيعه أو عناصره النص الأدبي. فكل هذه المعاني لم أجدها في مسرحنا ولا أعلم ما السبب، رغم أننا نملك مسرحا يتمناه كل خليجي وهو مسرح مركز الملك فهد الثقافي الذي أشاد به رواد المسرح الخليجي لإمكانياته وللأسف عندما أحضر لا أجد سوى تهريج وضحك بلا أي قيمة مسرحية تذكر، وفي كل مسرحية أجد نفس الأفكار وعندما أحضر مسرحية لممثل رأيته في مسرحية أخرى فحتما سأجده يتحرك بنفس تلك التصرفات التي كان يقوم بها في تلك المسرحية رغم اختلاف القصة حتى الكوميديا التي يتصنعها لا تكون في محلها، وأستغرب من بعض الممثلين إقحام نفسه مع الجمهور رغم أن أبجديات وثقافة المسرح لا تجيز ذلك. إذن هل أقول على المسرح السعودي السلام في ظل هذه النصوص وهؤلاء الممثلين؟ وليد الكنعان. الرياض