عندما كانت جامعة الملك سعود تتولى تنظيم معرض الكتاب السنوي تحت إشراف وزارة التعليم العالي، لم تكن معظم المشكلات تظهر على السطح، على اعتبار أنها الجهة المخولة بالإشراف على معارض الكتاب، لاختصاصها بالبحث العلمي والنشر، ولأن الكتاب يحتاج إلى تخصص علمي للإشراف عليه ومعرفة النافع منه والضار. ونجحت جامعة الملك سعود، وهي صاحبة الاختصاص في تنظيم معارض الكتاب السابقة نجاحا باهرا، وكان المعرض في وقتها مظهرا حضاريا تشهده المملكة كل عام، وتظاهرة علمية يستفيد منها الجميع دون ضجيج أو فساد في الأرض، بل كان الناس ينتظرون معرض الكتاب بفارغ الصبر، إلى أن امتدت يد في ليلة ظلماء وانتزعت المعرض من أهل الاختصاص وسلمته إلى غير أهل الاختصاص، لتمرير كتب الزندقة، فرأينا الهوام والطوام وكتب الإلحاد في السنتين الأخيرتين لمعرض الكتاب، فمن دخل في غير فنه أتى بالعجائب، وما كانت هذه الكتب لتمر لو فحصتها يد خبير مختص. لقد صار المعرض في السنتين الأخيرتين واجهة للفساد ومرتعا للمفسدين وموطنا للمعاكسين، فهو لا يقام إلا تحت الحراسة المشددة، حتى صار عبئا على الأمن وهاجسا أمنيا على الدولة كلما قرب موعده، كل هذا بسبب بعض الأيدي ذات التوجهات التي تخالف الدين، ولذلك ينبغي إعادة المياه إلى مجاريها وإصلاح الخلل من أساسه وإعادة معرض الكتاب إلى حضنه الحقيقي وإلى أهل الاختصاص وهم وزارة التعليم العالي.