قرر عدد كبير من مرتادي طريق «الهدا السياحي» مقاطعته بالكامل، خوفا على أرواحهم بعد انكشاف سوء المصدات الأسمنتية التي تمنع انهيارات الكتل الصخرية عليه، بعدما حدث من انهيارات قبل عدة أيام أدت إلى إغلاق الطريق وإتلاف العديد من المركبات، فضلا عن الأضرار النفسية التي واجهت قائدي السيارات ومرافقيهم من نساء وأطفال، الذين نجوا بأعجوبة من القطع الصخرية التي انهالت فوق رؤوسهم من سفوح الجبل إلى منتصف الطريق. وذكر عدد من المسافرين ل «شمس» أنهم يفضلون العودة من جديد إلى استخدام طريق السيل الكبير في سفرياتهم رغم أن الطريق شهد تحسينات من ناحية ازدواجيته وأعمال الإنارة والأرصفة ونقاط الدوران التي كلّفت ما يقارب 12 مليون ريال. محمّلين في الوقت نفسه وزارة النقل مسؤولية عدم تأمين هذا الطريق الحيوي الذي يعد الوجهة السياحية الأولى لمدينة الطائف. وقال حسين السحاري إن ما يدعو إلى الدهشة هو إعلان فتح الحركة المرورية مع طريق الهدا السياحي أمام المسافرين قبل عامين، بينما ما زال الطريق يثير العديد من المخاوف للمسافرين خشية سقوط الكتل الصخرية والانهيارات «في الواقع مدة النزول أو الصعود للمسافر حتى يتجاوز منطقة الخطر نحو 20 دقيقة، ولا يستطيع قائد المركبة النفاذ بجلده مع أول هطول للأمطار، على الرغم من أن إدارة المرور تغلق الطريق فور تراكم السحب». وذكر أن طريق السيل الكبير – جدة، أصبح ملاذا آمنا للمسافرين يبعدهم عن شبح الخوف والقلق الذي يتهددهم. بينما أشار عبدالله الطلحي إلى أن الخوف الذي يلاحق المصطافين والسياح ومرتادي طريق الهدا السياحي، أدى إلى قلة استخدامهم للطريق، وهو ما سيؤثر سلبا على النشاط الاستثماري «نشعر بتراجع الأعمال في حالة حدوث انهيارات صخرية على الطريق، لذا يجب على وزارة النقل عمل ترتيبات جديدة ووضع مصدات أسمنتية قوية تمنع مثل هذه الانهيارات. وأضاف أنهم لم يهنأ لهم بال منذ إعلان افتتاح الطريق أمام المسافرين «فدائما ما نقع في مشادات مع الزوار والسياح الذين يتساءلون عن مدى أمان الطريق رغم الانتهاء من صيانته». وأضاف كل من زايد موسى وعادل العتيبي وفيصل السفياني أنهم قرروا فعليا مقاطعة الطريق، والاتجاه نحو طريق السيل الكبير مهما كبدهم ذلك من تأخير لساعة أو ساعتين «أن تصل متأخرا خيرا من ألا تصل أبدا». وكانت محافظة الطائف شهدت قبل أيام هطول أمطار متفرقة أدت إلى انهيارات صخرية في عدد من المواقع الهامة على طريق الهدا السياحي، إضافة إلى جرف كميات من الأتربة والوحل في منتصف الطريق، الأمر الذي أدى إلى احتجاز المسافرين وتعرض سياراتهم لتلفيات غير حالات الخوف والهلع التي أصابتهم من جراء تساقط الصخور من ارتفاعات عالية. وشاركت الجهات الأمنية من المرور والدفاع المدني والهلال الأحمر، وكذلك الشؤون الصحية وأمانة الطائف في مباشرة الطريق وفك احتجاز 50 حالة، ورفع الصخور والأوحال بالآليات والرافعات والشيولات لفتح الطريق أمام العابرين. وساهم الدفاع المدني في فك ما يقارب 50 حالة محتجزة داخل المركبات