ككل عام، يشحذ كلا التيارين أسلحتهم، فالمعرض ساحة كبرى لهما للنصر وتحقيق مكاسب معنوية مهمة، هذا العام شهد انتكاسة وتحولات غريبة، صبت في صالح التشدد بذريعة الاحتساب وأنه شريعة وواجب. لا أحد يستطيع الجزم بأن تصريح الدكتور عبدالله الجاسر وكيل وزارة الثقافة والإعلام لصحيفة الوطن قبل انطلاق المعرض بأن «الوزارة لا تمنع الاحتساب داخل المعرض» كان شرارة ما حدث، أم أنه مجرد إشارة خضراء لما يعزم عليه المحتسبون. مهما قيل عن الاحتساب وكتب، سواء من كتاب أو مثقفين، سيظل رأيهم في نظر المحتسبين رأيا منحرفا غير سليم، فهم حاليا يشكلون «جماعة منظمة» لهم توجهات وتحركات منتظمة يتطاولون على المواطن «المختلف» عنهم شكلا أو فكرا، الذي هو حتما منحرف يحتاج للتقويم والتطفل عليه لتغيير هذا الواقع! كأن الدين لا يحتمل أو يسع الاختلاف. هناك تطاول يثير الاستغراب والتعجب من قبل بعض المحتسبين، ففي معرض الكتاب كان التلفظ ورفع الصوت بنبرة التحدي والانتصار واضحة وفاضحة، ومن شاهد المقطع في اليوتيوب يستغرب ثقتهم بأنهم «لا يمسون»، وزجهم بأسماء مسؤولين مستهجن جدا، رغم أن هؤلاء المسؤولين ليسوا طرفا مع أحد أو ضد أحد، هم مع الحق وعلى مسافة واحدة من الجميع. وعرفنا أن أحد قادة هؤلاء المحتسبين يقذف شخصية حكومية عامة، ويصفه بأنه خبيث ودنيء، وغير ذلك من الأوصاف، ولا شيء يحدث! ويتم إيقاف وزير الإعلام في المعرض والصراخ بوجهه وكأنه تلميذ بذريعة الاحتساب والنصح بنبرة تهديد وانتصار، هو شيء مستغرب، فلا عجب أن يزول تساؤل: إن كانوا تنظيما أم لا؟ فلهم مواقع إنترنت وبالتوك ومساجد واستراحات ينظمون بها «المحاضرات».. مدد: خوف دفين من أن يكون لكل مواطن.. محتسب!