لم يكن للاضطرابات السياسية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خاصة في ليبيا تأثير في المنطقة وحدها فحسب، بل على العالم أيضا. وعلى مدار الأسبوع الأخير، أخذت أزمة اللاجئين الناتجة عن الاحتجاجات فى ليبيا تضرب أوروبا مع استمرار تزايد عدد طالبي اللجوء الذين توجهوا إلى سواحلها. وتكون البداية عادة في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية جنوب شرقي صقلية، التي أصبحت أول ميناء يتوجه إليه اللاجئون الذين يحاولون دخول أوروبا من شمال إفريقيا. كما كان للتوترات الإقليمية تأثير في الأسواق العالمية وكان أهمها التأثير في أسعار النفط، حيث قامت ليبيا، ثالث أكبر مصدر للنفط في إفريقيا، بخفض إنتاجها من النفط بنسبة 75 % بسبب استمرار الاضطرابات والاحتجاجات. ومن الشرارة الأولى للتظاهرات في الشرق الأوسط التي انطلقت من تونس في ديسمبر حتى مظاهرات الاحتجاج في ليبيا، ارتفعت أسعار خام النفط من 88 دولارا للبرميل إلى أكثر من 100 دولار. وارتفع سعر الخام الأمريكي، الجمعة الماضي، واستقر عند أكثر من 104 دولارات للبرميل، حيث مازالت أحداث العنف في ليبيا تذكي حالة عدم اليقين في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط الغنية بالنفط. وحذر الخبير الاقتصادي نوريل روبيني الذي تنبأ بانهيار سوق الائتمان من أن اتساع رقعة الاضطرابات سيرفع أسعار النفط لتتراوح بين 140 و150 دولارا للبرميل، ما قد يؤدي إلى الانزلاق في حالة ركود اقتصادي مزدوج في أجزاء من أوروبا. وعلاوة على هذا، زاد ارتفاع أسعار النفط من تفاقم وضع غير مستقر بالفعل في أسواق الغذاء. فقد ذكرت منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» أن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت في فبراير للشهر الثامن على الترتيب. وأضافت الفاو أن مؤشر سعر الغذاء لديها بلغ 236 نقطة في المتوسط في فبراير، بزيادة نسبتها 2.2 % عن يناير، وهو أعلى رقم قياسي بالقيمة الحقيقية والاسمية منذ أن بدأت الفاو في مراقبة الأسعار عام 1990. وذكر البنك الدولي في فبراير أن ارتفاع أسعار الغذاء جعل ما يقدر ب 44 مليون شخص آخرين في أنحاء العالم يعانون فقرا مدقعا.