واصل المحتجون الليبيون، أمس، التقدم غربا ووصلوا إلى بلدة ابن جواد التي تبعد 30 كلم عن ميناء رأس لانوف بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية. «لقد صددناهم وتراجعوا. واليوم سنقصفهم حتى يعودوا إلى سرت»، حسب أحد المحتجين الذين يتقدمون غربا منذ أيام. ونفت طرابلس ذلك وأكدت أن الوضع «طبيعي»، لكن مراسلا لفرانس بريس شاهد، مساء الجمعة، محتجين يتمركزون خارج الثكنات ومركز الشرطة في المدينة. ووصل فريق أمريكي مختص في تقييم الكوارث إلى تونس للوقوف على الأوضاع بالمنطقة الحدودية فى ظل تدفق الآف النازحين من ليبيا وتحديد المجالات التي يمكن لأمريكا المساهمة فيها. أكد متحدث باسم المحتجين أن القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي تراجعت عن وسط بلدة الزاوية الغربية، أمس، بعد معركة شرسة مع المحتجين؛ وأن قوات الحكومة تطوق البلدة وتحرس نقاط تفتيش على بعد ثلاثة كيلومترات من وسطها. ولكن عند بوابات البلدة الساحلية الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي العاصمة طرابلس، بدا أن قوات القذافي تسيطر على الوضع وتستعد لشن هجوم جديد. ونقلت قناة الجزيرة الفضائية التليفزيونية عن محتجين في الزاوية قولهم إن القذافي أرسل تعزيزات. ووسط الزاوية مغلق تماما أمام وصول الصحفيين، ولكن سكانا قالوا إن دبابات الحكومة تفتح النيران على مبان سكنية وسيارات وإن الكثير من المدنيين قتلوا غير أنهم لم يتمكنوا من ذكر عدد للقتلى. «لن يدخل القذافي هذه البلدة ولن تطأها قدمه. السبيل الوحيد له لدخولها هو عندما نقتل كلنا. عليه قتلنا من أجل السيطرة عليها»، على حد تعبيرهم. وقال طبيب في البلدة لرويترز «قتل ثلاثة محتجين على الأقل والكثير من المدنيين. قصفت قوات القذافي سيارات مدنية تحاول الفرار. لا تزال السيارات تحاول إجلاء الضحايا». وتابع في حديث هاتفي «الدمار كبير في البلدة. أنظر حولي وكل ما أراه الدمار. المباني التي جرى قصفها والسيارات المحترقة في كل مكان. لا يمكنني حتى أن أحصيها». وقتل أكثر من 30 شخصا في انفجارين وقعا في مستودع للأسلحة قرب بنغازي معقل حركة الثوار في شرق ليبيا، ولم تعرف أسبابهما. «نعاني من مشكلة معرفة الرقم المحدد للقتلى نظرا إلى أن عددا من الجثث ممزقة بسبب الانفجارات»، حسبما أفاد أحد الأطباء. وذكر مصدر ملاحي أن ثلاث سفن حربية ألمانية وصلت، أمس، إلى ميناء مدينة قابس «نحو 400 كلم جنوب العاصمة تونس» لإعادة مئات من اللاجئين المصريين إلى بلادهم. وكشف مدير ميناء قابس حسين جلولي أن المسؤولين عن السفن «أبلغونا أنهم سينقلون 450 لاجئا مصريا إلى بلادهم». وأضاف أن باخرة حربية مصرية وصلت أيضا إلى الميناء من أجل «ترحيل 600 مصري». وقدرت منظمات إغاثة إنسانية عدد اللاجئين الذين فروا من ليبيا نحو تونس منذ بداية الاضطرابات الليبية وحتى مساء الجمعة بنحو 190 ألفا. وذكرت الإذاعة الرسمية الهولندية أن التليفزيون الحكومي الليبي اتهم هولندا بالتجسس في أعقاب احتجاز مروحية تابعة للبحرية الهولندية وطاقمها المكون من ثلاثة أشخاص من قبل ميليشيات موالية للقذافي. وتخوض هولندا مفاوضات مكثفة مع ليبيا في محاولة لإطلاق سراح جنود البحرية الثلاثة .