أكدت مجموعة من أوراق عمل تقدمها ندوة «الابتزاز مفهومه أسبابه وعلاجه» التي ستنطلق في جامعة الملك سعود، غدا، أن الابتزاز جريمة وظاهرة وقضية خطيرة بدأت تنتشر في المجتمعات الإسلامية عموما والمجتمع السعودي خصوصا. وأوصت أوراق العمل التي ستقدم فيها بضرورة التشجيع على مزيد من البحث لهذه الظاهرة وإيجاد الحلول الجذرية لها. وقال الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالعزيز الحمين في ورقته التي سيقدمه في الندوة، إن طرح هذه الظاهرة ومناقشتها يأتي إسهاما في حفظ الأعراض التي هي من الضرورات الخمس التي جاءت الشريعة الإسلامية بمراعاتها، مؤكدا أن جريمة الابتزاز بدأت تظهر وتنتشر في المجتمعات الإسلامية عموما وفي المجتمع السعودي خصوصا، وأصبحت مشكلة تؤرق أهل الاختصاص من رجال الأمن وحراس الفضيلة. وأوضح الحمين أن الهيئة تقوم بجهود مباركة في محاربة الرذيلة بالمجتمع السعودي من خلال تصديها للجرائم المتعلقة بالجنس، ومنها جريمة الابتزاز لينعم المجتمع أفرادا وجماعات بالأمن الأخلاقي، مشيرا إلى أن الهيئة استطاعت بناء وتأسيس قدر كبير من الثقة بينها وبين الفتيات اللاتي تعرضن لهذا النوع من الجرائم. من جهة أخرى، أكد مستشار وزير الثقافة والإعلام والمشرف على التليفزيون عبدالرحمن الهزاع، في ورقته التي سيقدمها، أن الابتزاز أصبح يشكل ظاهرة خطيرة في المجتمع السعودي، ويحتم على الجميع الإسهام وتضافر الجهود في سبيل القضاء على هذه الظاهرة أو الحد منها بشكل كبير. وأوضح أن وسائل الإعلام وإن كانت مسؤوليتها كبيرة في التصدي لهذه الظاهرة فهناك مسؤوليات اجتماعية وتربوية ودينية وتعليمية كلها لا تنفك عن بعض. إلى ذلك، ذكر مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان، أن مناقشة هذه القضية يعد شكلا من أشكال الشجاعة الثقافية في التصدي للظواهر المجتمعية، إذ إن ادعاء المثالية دون مبرر يعد تكريسا للمساوئ المسكوت عنها التي يجب التصدي لها حتى لا تنمو وتترعرع تعلقا بمثالية متوهمة. ووصف العثمان ظاهرة ابتزاز الفتيات بالمقيتة التي لا تنسجم مع الطابع العام للمجتمع السعودي ولذلك ستظل في نطاق ضيق، مشددا على أن مؤسسات التعليم يجب أن تتفاعل مع محيطها وألا تبقى محصورة وانعزالية داخل أسوارها بل يجب أن تؤدي دورها المجتمعي. في السياق، أكد مدير مركز باحثات لدراسات المرأة لرسالة الجامعة الدكتور فؤاد العبدالكريم، أن الابتزاز بطرفيه «الذكور والإناث» أصبح أمرا مقلقا لكل غيور في هذه البلاد ابتداء من الأسرة وانتهاء بالجهات المعنية بهذه القضايا أو التي لها مساس بها كهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والشرطة، وهيئة التحقيق والادعاء العام، والمحاكم، ووزارة الشؤون الاجتماعية، وغيرها من الجهات ذات العلاقة «لقد أصبحنا نقرأ بشكل يومي في وسائل الإعلام المختلفة أخبار ووقائع عن الابتزاز؛ ما يحتم على العقلاء والمختصين أن يتداركوا الأمر ويعملوا على دراسة هذه القضية دراسة علمية متأنية ابتداء من تحديد المشكلة وانتهاء بإيجاد حلول عملية قابلة للتنفيذ». وقال عميد كلية التربية بجامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم العجاجي، إن قضية الابتزاز لم تعد من القضايا المسكوت عنها، فهي قضية خطيرة تنظر إليها الجهات المعنية بكل جدية وشفافية، مشددا على الدور التربوي والتثقيفي الذي يجب أن تضطلع به الجهات التربوية في المملكة من تكثيف حملة التوعية الإعلامية على كل المستويات لتوعية الجنسين من مغبة الوقوع فريسة الاستغلال والابتزاز. وأوضحت المشرفة المركزية بوزارة التربية والتعليم الدكتورة منى الفرح، دور الوزارة في مجابهة الابتزاز وعلاجه، مشيرة إلى أنه لا يقتصر فقط على العملية التعليمية ونقل المعارف للطالبات، وإنما يمتد دورها إلى عملية التربية بما تشمله من تربية نفسية واجتماعية وأخلاقية وجسمية ويتم ذلك من خلال أنشطة وبرامج متنوعة. يذكر أن الجلسة الأولى «مفهوم وواقع الابتزاز» سيشارك فيها رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ صالح بن حميد، ووزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين، والرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالعزيز الحمين، ورئيس هيئة التحقيق والادعاء العام الشيخ محمد آل عبدالله