شنت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي، صباح أمس، غارة جوية استهدفت قاعدة عسكرية خاضعة لسيطرة المعارضين بالقرب من أجدابيا، فيما اشتبك معارضو القذافي في العاصمة طرابلس مع مؤيديه في احتجاجات جديدة. وأكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن جميع الخيارات مطروحة لتنحية القذافي من السلطة. وأشارت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأمريكية إلى ما وصفته بأجواء الذعر والرعب التي تسيطر على أهالي طرابلس، في ظل قيام مليشيات تابعة للقذافي بعمليات دهم ليلية لمنازل المواطنين واعتقال أبنائهم في محاولة لمنعهم من الخروج في مظاهرات احتجاجية. رغم التحفظات الكبيرة التي أعربت عنها القيادة العسكرية الأمريكية، إلا إن الرئيس أوباما أعلن أن فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا هو عنصر من مجموعة كاملة من الخيارات التي يمكن اتخاذها، وقال إن على القذافي «التنحي من السلطة ومغادرة البلاد». وقال الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو أمام مجلس حقوق الإنسان في جينيف إن على الزعيم الليبي «وقف الأعمال العسكرية ضد شعبه». وكشف أطباء لصحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأمريكية أن قوات أمنية موالية للقذافي اعتقلت من المستشفيات الجرحى الذين تعرضوا لإصابات بالرصاص أثناء المظاهرات المنادية بإسقاط النظام واقتادتهم إلى جهات مجهولة. ويتهم أحد المواطنين الليبيين في العاصمة النظام بالتجسس عليهم، موضحا أن سيدة أرملة كانت جارة لهم منذ زمن بعيد، سرعان ما بدلت ملابسها المدنية بأخرى عسكرية تابعة للقوات الخاصة بالقذافي، بعد أن شاركت في المظاهرات التي شهدتها طرابلس للإطاحة به. ويقول مواطن ليبي آخر من سكان طرابلس إنه يستحيل أحيانا التمييز بين المناوئين للعقيد القذافي وبين عملائه، حتى من بين الناس الذين يخالطهم المرء منذ سنين طويلة. وقال أحد المحتجين للصحيفة إن أجهزة القذافي الأمنية تروع وتهدد العائلات بكل أفرادها حتى أطفالها الصغار إذا خرج أحد أفراد العائلة للتظاهر ضد النظام. وتسارعت وتيرة عمليات إجلاء آلاف اللاجئين من الحدود الليبية مع تونس، أمس، حيث تواصل العشرات من الطائرات نقل اللاجئين الأفارقة والآسيويين لبلدانهم مع تراجع أعداد الوافدين الجدد من اللاجئين. وأرسلت مصر وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا ودول أخرى عشرات الطائرات لنقل اللاجئين لأوطانهم من معبر الحدود التونسية عند رأس جدير، الذي فر من خلاله مئة ألف شخص من القتال الذي تشهده ليبيا. وكانت منظمة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين حذرت من «كارثة إنسانية ضخمة» ما لم تتخذ إجراءات ملموسة لتخفيف الموقف المتأزم على الحدود. ولم يتضح ما إذا كانت اعداد من يريدون مغادرة ليبيا قد تراجعت أم أن القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي تعترضهم. وفر عشرات الآلاف لمصر عبر الحدود الشرقية لليبيا، فيما تم إجلاء آخرين جوا من قلب ليبيا. من جهة أخرى، تبحث الدول الأعضاء في التحالف البوليفاري الذي أسسته كوبا وفنزويلا، في كراكاس اقتراح الوساطة الدولية في الأزمة الليبية الذي قدمه الرئيس هوجو تشافيز. ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الليبيين إلى احترام الفرق الطبية بعد تعرض سيارتي إسعاف لإطلاق نار أوقع جريحين في منطقة مصراتة شرق طرابلس. وصادرت بريطانيا مبلغا من العملة الليبية يساوي مئة مليون جنيه استرليني «160 مليون دولار، 117 مليون يورو» من سفينة كانت متوجهة إلى ليبيا، وجرت مرافقة السفينة وإعادتها الى ميناء في إنجلترا، حسبما أفادت السلطات .