وأخيرا بعد أربعة أعوام من «التعليق» حسمت السيدة نوف ملف نزاعها القضائي مع زوجها ب«الخلع» خلال جلستين فقط، بعد فاصل من المراوغات داخل أروقة المحاكم ما بين جدة والدمام وجدت خلاله تعنتا وتصلبا من خصمها، الذي طلب كما تقول، فدية طائلة لتسترد «حريتها» أو تبقى معلقة وحاضنة من دون راتب لطفلتيه حتى يأخذهما منها. وكانت «شمس» نشرت قصة نوف في عددها رقم 1866 بتاريخ 20 نوفمبر الماضي ومطالبة محاميها الدكتور محمد المسعود بتحويل قضايا تعليق الزوجات إلى قضايا جنائية وحقوقية؛ كونها اعتداء مباشرا على كرامة الإنسان، وحبسه عن موارد رزقه، وتعطيل حياته الطبيعية في حاجات الجسد ومتطلبات الشعور والعاطفة وتقييد حرية السفر والتنقل بغير وجه حق: «قصص الاستخلاف بين محكمتي جدة والدمام تتربص بموكلتي، فبينما تتنقل من جلسة إلى أخرى تسقط الكثير من أوراق عمرها ويذبل شبابها ويتداعى إليها الوهن والضعف والعجز والمرض، فحين يتكرم زوجها بالاستجابة لطلب المحكمة في المرة الثالثة يتلاعب بأجوبته أمام المحكمة ليطول أمد القضية راكنا مستكينا إلى نهاية القصة بعد خراب عمر الزوجة وتدميرها نفسيا وجسديا، طلاق يرميه في وجهها أو يقبض ثمن الفدية بعنوان الخلع». مشيرا إلى أن العشرات من الزوجات المعلقات يعتبرن رهائن لأزواجهن يجب أن يعمل على إطلاق سراحهن لعدم تحقق شرط بقاء واستمرار الحياة الزوجية «والمشروط عند عدم شرطه» والشرط صريح لا لبس فيه ولا غموض «فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان». وقالت نوف ل«شمس» إنها افتدت نفسها واشترت حريتها «نقدا» وردت إليه مهرها خلال الجلسة الأخيرة للقضية والتي حفلت بالمفاجآت: «أنكر أمام القاضي طلاقه لي ثلاث طلقات وادعى تمسكه بي رغم كل ما فعله بي وإصراره مسبقا على ابتزازي بالمبلغ الكبير الذي حدده والذي لم يترك هناك أي مجال للعيش معه تحت سقف واحد». وأضافت أن زوجها وبعد وضع اللمسات النهائية للخلع تراجع في اللحظات الأخيرة بحجة أن الشيك الذي قدم له ويحمل قيمة مهرها ممكن أن يوقف صرفه بمكالمة هاتفية، وأنه يفضل أن يستلم ماله نقدا، لذلك أجلت الجلسة لليوم التالي، حيث حسم الأمر تماما، مع إلزام القاضي له بتوفير إثباتات للطفلتين وإعادة جميع متعلقاتها الشخصية والتي تركتها في منزل الزوجية الذي طردت منه هي وطفلتيها: «أنكر وجود تلك المتعلقات قال إنه بإمكاني رفع دعوى أخرى للمطالبة بها». وأضافت أنها ستطالبه لاحقا بنفقات مستحقة لها ولطفلتيها بأثر رجعي: «لدي ما يثبت أنه لم يصرف علينا طوال أربعة أعوام ولن أتنازل عن أي حق من هذه الحقوق». وعبرت نوف عن سعادتها الغامرة بالحصول على حريتها وطي هذه الصفحات السوداء من حياتها، على حد تعبيرها: «لن ألتفت للوراء بل سأكون دائما متفائلة بأن غدا سيكون أفضل، فرغم مرارة التجربة إلا أنها زادتها قوة وجعلتها أكثر إقبالا على الحياة». ودعت نوف كل فتاة ألا تنساق وراء الوعود والأحلام الوردية فيجب ألا تتزوج إلا من يناسب بيئتها في العادات والتقاليد والنشأة. كما دعت الأزواج أن يتقوا الله في نسائهم وأولادهم، فالزواج علاقة إنسانية قائمة على التواد والرحمة والمشاركة في الحياة وليست علاقة بين طرف قوي وآخر ضعيف» .