ظهور غالبية رؤساء الأندية بشكل مستمر في البرامج التلفزيونية وقبل وبعد المباريات وربما بين الشوطين أحيانا، وتصريحاتهم في كل ما «هب ودب» من أمور سواء تخص أنديتهم أو لا .. يقودنا إلى تساؤل مهم وهو هل المنطق الكروي يسير بشكل عكسي بالنسبة لنا؟ أم أن حب الظهور جعل أصواتهم لا تفارق مسامعنا؟ .. الغريب أن معظم رؤساء الأندية في الدول المتقدمة بشكل كبير كرويا، لا يملكون شهرة لاعب متوسط في فرقهم، ولكن عندما يكون الأمر عائدا إلينا فإن رؤساء أنديتنا أشهر من نار على علم وهم النجم رقم واحد، وللأسف معظمهم لم يحصل على ذلك القدر من الانتشار إلا من خلال خدمة اسمه إعلاميا بما لا يفيد ناديه بشيء. ولأن المعادلة لدينا «عكسية» بالفعل، ما إن ينتهي اللقاء حتى تذهب كاميرات القنوات التلفزيونية ومراسلوها إلى رئيس النادي للحديث عن مستوى فريقه، وهنا قد لا يكون للرئيس ذنب بحكم أن من توجه إليه هو المخطئ بالأساس، ولكنه في نهاية الأمر «لا يفوت الفرصة» ويبدأ حديثه إذا كان الفريق فائزا «الحمد لله قدمنا مباراة كبيرة، الخطة كانت ممتازة والتحركات إيجابية» وإذا كان خاسرا «الحظ ما وقف معنا .. الحكم من جابه؟ لنا بلنتيان الشوط الأول، وهدفهم تسلل!» وفي دليل صريح على أن رؤساء الأندية في الأساس لا يجب عليهم سوى الحديث عن الأمور التي تخص ناديهم بشكل عام وليس طرح وجهات نظر فنية بحتة، أو انتقاد تحكيم .. من منا لا يعرف مدرب مانشستر يونايتد وفي نفس الوقت كم عدد الذين يعرفون اسم رئيس نفس النادي؟ وقيسوا على ذلك برشلونة وتشلسي وأرسنال وغيرها من أكبر أندية العالم. وسبب عدم شهرة «رؤساء الخارج»، على عكس المدربين، أنهم يعرفون ما يجب عليهم الحديث عنه ومتى وأين .. أخيرا يقودنا تصريح رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد للتفاؤل «الحذر» حول هذا الموضوع بعد أن قال إنه لن يظهر إلا في وقت الحاجة لأن الأمور الفنية يجب أن يعلق عليها المدرب أو مدير الكرة وليس له علاقة فيها، والسبب في الحذر أن الكثيرين وعدوا بعدم التدخل، ولكن الحنين للظهور في الإعلام يقودهم إلى تغيير قناعاتهم فجأة ودون سابق إنذار.